قيادي كردي: أردوغان سيرحل بالانتخابات
الرئيس المشترك لحزب الشعوب الديمقراطي الكردي يؤكد أن السياسات الحالية تجر تركيا إلى مكان أسوأ بكثير مما رأيناه في السنوات الماضية.
شنّ الرئيس المشترك لحزب الشعوب الديمقراطي الكردي، سزائي تمللي، هجوما شرسا على سياسات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان القمعية، مؤكدا أنه سيرحل عن السلطة من خلال الانتخابات.
جاء ذلك في كلمة ألقاها القيادي الكردي، خلال مشاركته في فعالية انتخابية لحزبه نظمها وسط أجواء بوليسية، في مدينة مرسين عاصمة ولاية تحمل الاسم ذاته، جنوبي تركيا، بحسب وسائل إعلام محلية تركية.
وخلال الفعالية التي شارك فيها نواب ومرشحون من الحزب لخوض الانتخابات المحلية المقبلة، انتقد تمللي الأوضاع المتردية، وسياسات الاستبداد التي تعيشها تركيا، في ظل حكم العدالة والتنمية الذي يهيمن على السلطة منذ نحو 17 عاما.
ولفت القيادي الكردي إلى أن "المشكلة الكبرى لا تكمن فقط في إصرار أردوغان على البقاء في السلطة، ولكن في عجزه المتواصل عن حل أزمات البطالة والفقر وتهاوي العملة".
وعن اعتقال زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان، منذ عام 1999، قال تمللي: "لا نريد أن يموت أحد، سنعطي القوة للنضال من أجل العدالة والقانون، وسترتفع أصواتنا، كل أصدقائنا يريدون العدالة والقانون، ويطالبون برفع العزلة المفروضة على الزعيم أوجلان، وأن يلتقي عائلته ومحاميه"، مناشدا وزير العدل التركي تحقيق متطلبات العدالة بشأن السجناء الأكراد، حتى لا يموت أحد منهم".
كما تطرق تمللي للحديث عن المعتقلين الأكراد الذين انتحروا خلال الأيام القليلة الماضية، وقال إنهم "فارقوا الحياة في السجن، نحن لا نريد أن يموت أحد، السلطة هي المسؤولة عن هؤلاء الضحايا، وأيضا وزير العدل، وينبغي السماح للمحامين بالذهاب إلى سجن إيمرالي، الذي يوجد به أوجلان".
ومنذ 17 مارس/آذار الجاري حتى الإثنين الماضي، انتحر 4 معتقلين أكراد داخل سجون أردوغان، احتجاجا على السياسات القمعية التي تمارس بحقهم، ورفضا للعزلة المفروضة على أوجلان في محبسه.
وشدد تمللي على أن "السياسات الحالية تجر البلاد إلى مكان أسوأ بكثير مما رأيناه في السنوات الأربع الماضية، لا يمكنك حل أي مشكلة دون حل المشكلة الكردية، لقد تركت العدالة قاعات المحاكم ".
وعبدالله أوجلان، أحد مؤسسي تنظيم حزب العمال الكردستاني، المصنف إرهابيا من قبل تركيا، وهو أول وأبرز قائد له، وقد تم اعتقاله من قبل الاستخبارات التركية عام 1999 خلال وجوده في العاصمة الكينية نيروبي.
وفي 15 فبراير/شباط 1999، تم ترحيله إلى تركيا، قبل أن يصدر بحقه حكم بالإعدام، إلا أنه مع إلغاء عقوبة الإعدام في البلاد، صدر بحقه حكم بالسجن مدى الحياة، ويقبع حاليا في سجن شديد الحراسة بجزيرة إيمرالي جنوبي بحر مرمرة.
وتشهد تركيا، الأحد المقبل 31 مارس/آذار الجاري، انتخابات بلدية يشارك فيها 13 حزبا، يتقدمها حزب العدالة والتنمية (الحاكم) المتحالف مع حزب الحركة القومية.
ويحمل تحالفهما اسم "الجمهور"، بينما تخوض العديد من الأحزاب المعارضة الانتخابات بتحالف مضاد يحمل اسم "تحالف الأمة" بقيادة حزبي الشعب الجمهوري و"الخير".
وتعد هذه الانتخابات الأولى من نوعها في ظل نظام الحكم الرئاسي، بعد أن استحوذ أردوغان على سلطات تنفيذية واسعة بعد الانتخابات العامة التي أجريت في يونيو/حزيران الماضي، وتبعها إصدار قوانين جمعت السلطات في يدي الرئيس وحده.
كما تأتي الانتخابات على وقع أزمة اقتصادية كبيرة تشهدها تركيا، بسبب السياسات الخاطئة التي تنفذها حكومة حزب "العدالة والتنمية"، والتي انعكست تداعياتها على قناعات الناخبين، حسب استطلاعات الرأي التي تخرج بين الحين والآخر.
وأشارت جميع استطلاعات الرأي، التي تم إجراؤها طيلة الشهرين الأخيرين، إلى خسارة الحزب الحاكم، في عدد كبير من البلديات خاصةً في أنقرة وإسطنبول وإزمير.