رشاوى انتخابية..نظام أردوغان يستغل إمكانيات تركيا ويحشد لحزبه بإسطنبول
هذه ليست المرة الأولى التي يقدم فيها أردوغان وحزبه رشاوى للمواطنين لحضور التجمعات الانتخابية.
سلطت العديد من الصحف والمواقع الإخبارية التركية الضوء على قيام نظام الرئيس رجب طيب أردوغان بحشد حافلات تابعة لبلدية إسطنبول وتحمل أعلام حزب "العدالة والتنمية" الحاكم، لتقوم بالنقل المجاني للمواطنين الأتراك إلى مقر التجمع الانتخابي للرئيس بالمدينة.
- أردوغان وحزبه يشوهان سمعة مرشح المعارضة لرئاسة بلدية أنقرة
- أردوغان يواصل اعتقال مرشحي الانتخابات المعارضين
وحسب ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة "بر غون"، لم يكتفِ النظام بذلك فحسب، وإنما وزّع زجاجات المياه والكعك على الركاب بالمجان، كجزء من رشاوى اعتاد عليها حزب العدالة والتنمية لاستقطاب الأتراك قبيل أي استحقاق انتخابي.
وشهدت ساحة "يني قابي" بمدينة إسطنبول، الأحد، تجمعاً انتخابياً مشتركاً بين حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية المعارض، اللذين يخوضان الانتخابات المحلية المقبلة تحت لواء "تحالف الجمهور".
ولم تكن هذه المرة الأولى التي يقوم فيها أردوغان وحزبه بتقديم رشاوى للمواطنين لحضور التجمعات الانتخابية؛ ففي 24 فبراير/شباط الماضي تداولت الصحف المعارضة التركية مشاهد تكشف عن تزويد حافلات تنقل الأتراك لأحد التجمعات بشكل مجاني.
وفي 7 مارس/آذار الجاري أفادت وسائل إعلام محلية بحشد العدالة والتنمية الطلاب لمؤتمر انتخابي لأردوغان، وإجبار إدارات المدارس في إسطنبول على حضوره، وشوهدت طوابير الطلاب بالشوارع.
ويوم 14 مارس ذكرت العديد من الصحف التركية أن الموظفين في بعض الجهات الحكومية بالبلاد يتم إجبارهم على حضور التجمعات الانتخابية لأردوغان، من خلال تهديدهم بالفصل من العمل.
وفي هذا السياق، قالت صحيفة "جمهورييت" المعارضة إن مراسلها شاهد على عملية نقل جماعي للموظفين بشكل إجباري من بلدية أنقرة، لحضور التجمع الانتخابي الذي عقده أردوغان يوم 13 مارس.
وأوضحت الصحيفة أن بلدية أنقرة حشدت كل ما لديها من إمكانيات وحافلات لنقل موظفيها لحضور تجمع أردوغان، بعد إرغامهم على التوقيع في قوائم حضور، ومن يرفض يُهدد بالفصل من العمل بشكل تعسفي.
وترى المعارضة أن الحزب الحاكم بهذه الممارسات يستغل إمكانيات الدولة المدفوعة من ضرائب المواطنين، من أجل حملاته الدعائية.
وتشهد تركيا، الأحد المقبل 31 مارس، انتخابات بلدية يشارك فيها 13 حزباً، يتقدمها حزب العدالة والتنمية المتحالف مع حزب الحركة القومية، ويحمل تحالفهما اسم "تحالف الجمهور"، بينما تخوض العديد من الأحزاب المعارضة الانتخابات بتحالف مضاد يحمل اسم "تحالف الأمة"، بقيادة حزبي الشعب الجمهوري و"الخير".
وتعد هذه الانتخابات هي الأولى من نوعها في ظل نظام الحكم الرئاسي، بعد أن استحوذ أردوغان على سلطات تنفيذية واسعة بعد نجاحه في الانتخابات العامة التي أجريت في يونيو/حزيران الماضي، التي تبعها إصدار قوانين جمعت السلطات في يدي الرئيس وحده.
كما تأتي الانتخابات على وقع أزمة اقتصادية كبيرة تشهدها تركيا، بسبب السياسات الخاطئة التي تنفذها حكومة حزب "العدالة والتنمية"، والتي انعكست تداعياتها على قناعات الناخبين، حسب استطلاعات الرأي التي تخرج علينا بين الحين والآخر.
وأظهرت نتائج العديد من استطلاعات الرأي تراجع شعبية حزب أردوغان في المدن الكبرى بتركيا، ومن ثم يسعى نظامه لترميم هذه الشعبية المنهارة من خلال تقديم الرشاوى على اختلاف أنواعها.