الحبس 15 شهرًا لتركية انتقدت الجيش في التلفزيون

المرأة من منطقة ديار بكر ذات الغالبية الكردية وحذرت من العواقب الإنسانية لعمليات الجيش ضد حزب العمال الكردستاني

قضت محكمة تركية بسجن امرأة لمدة 15 شهرا بتهمة "الترويج للإرهاب" بعد نقدها لعمليات الجيش في مناطق ذات غالبية كردية. 

• الأمم المتحدة: تركيا قتلت المئات ودمرت أحياء كردية كاملة

وكانت المرأة وتدعى عائشة شيلك من مدينة ديار بكر ذات الغالبية الكردية في جنوب شرق تركيا اتصلت مطلع عام 2016 ببرنامج "بياز" على قناة "كانال دي" للتحذير من العواقب الإنسانية لعمليات الجيش ضد المسلحين الأكراد.

وفي القضية ذاتها، برّأت المحكمة الأربعاء منتج البرنامج قدير تورنالي و38 شخصا كانوا أيدوا تعليقات شيلك، بحسب وكالة أنباء الأناضول الرسمية.

ومنذ عام 2015، شنت قوات الأمن التركية حملة ضد حزب العمال الكردستاني المحظور في جنوب شرق البلاد؛ حيث تتهمه بأنه يسعى لفصل المناطق ذات الغالبية الكردية عن تركيا، وباستهداف قوات الشرطة والجيش والقيام بعمليات إرهابية في المدن.

وفيما تصر الحكومة أن الحملة تستهدف المسلحين، يؤكد نشطاء أنها أدت إلى مقتل مدنيين.

• مقتل 8 من عناصر حزب العمال الكردستاني في قصف تركي

وفي قرارها، أفادت المحكمة في مقاطعة باكيركوي في إسطنبول بأن شيلك سعت إلى شرعنة أساليب حزب العمال الكردستاني العنيفة.

وخلال الاتصال تساءلت شيلك: "هل تعلمون ما الذي يجري في شرق تركيا؟ (...) الناس يحاربون الجوع والعطش، وخاصة الأطفال. أرجوكم كونوا أكثر حساسية (تجاه ما يجري) ولا تبقوا صامتين".

 والقناة تابعة لـ"مجموعة دوغان"، وهي إحدى أكبر مجموعات الشركات التي تملك كذلك صحيفة "حرييت" وقناة "سي إن إن تورك" الإخبارية.

وكانت "كانال دي" ومقدم البرنامج بيازيد اوزتورك اعتذرا على التعليقات.  

واستقطبت القضية الرأي العام في تركيا حيث أشاد النشطاء الأكراد بالمداخلة، فيما اعتبرها القوميون بمثابة خيانة.  

واليوم الخميس، طالب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" ينس ستولتنبورج تركيا بـ"احترام كامل لدولة القانون"، غداة عمليات اعتقال جديدة جرت على نطاق واسع في صفوف مؤيدين مفترضين للداعية فتح الله جولنالذي تتهمه انقرة بالوقوف وراء محاولة انقلاب فاشلة.

وصرح ستولتنبورج عند وصوله للمشاركة في اجتماع للاتحاد الأوروبي في مالطا بأن"من المؤكد أن لتركيا الحق في الدفاع عن نفسها وفي ملاحقة المسؤولين عن محاولة الانقلاب الفاشلة، لكن على ذلك أن يتم في إطار الاحترام الكامل لدولة القانون".

وتقول السلطات التركية إن من تصفهم بالانقلابيين يهدفون إلى زعزعة استقرار البلاد، وتتهمهم بالتحرك وفق أوامر دول أجنبية.