تركيا و"التحرير" اللبناني.. تقاطع مصالح أم دعم لأردوغان؟
أثار خروج حزب التحرير في لبنان بمظاهرة بعنوان "نصرة لرسول الله" الجمعة باتجاه السفارة الفرنسية في بيروت، علامات استفهام حول هذا التحرك.
ويعتبر "حزب التحرير الإسلامي" في لبنان، الجهة الوحيدة التي رفعت الشعارات المؤيدة لمواقف رئيس تركيا رجب طيب أردوغان، ضد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فيما اكتفت الأطراف الأخرى في لبنان بالإدانة السلمية للتعرض لنبي الإسلام محمد.
ومع تأكيد كل من النائب السابق والقيادي في "تيار المستقبل" اللبناني محمد علوش، والكاتب اللبناني والخبير في شؤون الحركات الإسلامية أحمد الأيوبي، أن مناصري هذا الحزب في الشمال بشكل عام، وفي طرابلس تحديدا، لا يتجاوزون المئات وليس لهم أي تأثير على الأرض.
وتحدثا عن إمكانية ارتباطه المستجد مع تركيا وذلك بناء على تقاطع وتقارب في الشعارات، لا سيما وأن "حزب التحرير" يدعو إلى ما يسمى بـ"الخلافة".
ويقلّل علوش الذي ينحدّر من طرابلس، من أهمية تأثير هذا الحزب، الذي حصل على تصريح منذ 15 عاما، لا ينتمي إليه إلا بعض المئات.
وقال القيادي في تيار المستقبل اللبناني لـ"العين الإخبارية"، إن هذا الحزب لا يظهر إلا في بعض المناسبات معتمدا على الشعارات الإسلامية، مستغلا بعض الأحداث لاستقطاب الناس.
ولفت علوش إلى أن "الحديث عن ارتباط هذا الحزب المستجد مع تركيا قد يكون صحيحا، خاصة وأنه يدعو إلى الخلافة الإسلامية، ويعتبر أن الإمبراطورية العثمانية تمثلها، وهذا ما يفيد رئيس تركيا رجب طيب أردوغان".
من جهته، يتحدث الأيوبي، الذي ينحدر بدوره من الشمال، عن احتمال ارتباط "حزب التحرير" بتركيا.
ويقول الأيوبي لـ"العين الإخبارية" إن "المظاهرة التي دعا إليها الحزب في بيروت، تكاد تكون الوحيدة التي تجاوزت ضد الرئيس الفرنسي، في وقت كان الجدال محتدما بينه وبينه الرئيس التركي.
ونوه إلى مشاركة أنصار النائب فيصل كرامي المقرب من تركيا في المظاهرة، حيث اشتبكوا مع القوى الأمنية في نهاية التحرك الذي نظم أمام السفارة الفرنسية في بيروت.
وتأسس حزب التحرير في القدس خلال الحكم الأردني لها سنة 1953 على يد الشيخ تقي الدين النبهاني، إثر سقوط الإمبراطورية العثمانية في إسطنبول عام 1924، وبدأ ينتشر في عدد من البلدان.
ويطلق على القيادة السياسية في حزب التحرير تسمية "الإمارة" يتولاها "أمير الحزب" بناء على انتخابات داخلية وتكون سلطته على فروع الحزب في الدول المتواجد فيها.
أما في لبنان، فبدأ حزب التحرير نشاطه منذ تأسيسه في القدس، لكنه لم يحصل على ترخيص رسمي إلا عام 2006، بحسب ما يلفت الأيوبي.
وأشار إلى أنه ورغم ذلك" ظل تأثيره محدودا ولم ينجح في استقطاب الكثير من المناصرين حوله، ومعظمهم يتواجدون في الشمال حيث له مركز رئيسي وعدد من المصليات في طرابلس، أما خارج الشمال فله عدد محدود من المؤيدين في بيروت والبقاع".
ويوضح الأيوبي أن هذا الحزب الذي لا يعترف بالسلطة اللبنانية ويرى أنها نتيجة الاستعمار، ولا يشارك في الانتخابات لا ترشيحا ولا تصويتا، ويهاجم بشكل دائم الطبقة السياسية وأحزابها، ويلعب دائما على التقاطعات ويستفيد من الأزمات على غرار ما يحصل اليوم في الأزمة بين تركيا وفرنسا.
ولفت إلى أن قادة هذا الحزب دائما ما تؤكد أنهم ضدّ العمل المسلّح، لكن الخطر في خطابهم وآدائهم، يشبه تنظيم القاعدة، بحسب الأيوبي.