بلومبرج: اقتصاد تركيا يعود لمستواه الحقيقي والديون تصفي حساباتها مع أردوغان
أردوغان يسعى لتحقيق النمو بأي ثمن ما أدى لتضاعف الديون ثم انهيار العملة وانكماش الاقتصاد وسط أزمة كساد ونزاعات سياسية ودبلوماسية
حان الوقت لكي يعود الاقتصاد التركي إلى مستواه الحقيقي تحت إدارة الرئيس رجب طيب أردوغان بعد أن عاش 10 سنوات فوق إمكانياته عبر التهام الديون الضخمة، وفقا لما تتوقعه وكالة "بلومبرج" الأمريكية التي أشارت إلى أن وقت "تصفية الحساب" لا يمكن أن يأتي في موعد أسوأ بالنسبة لأردوغان الذي يستعد حزبه لخوض انتخابات بلدية مهمة.
وأوضحت "بلومبرج" أن ديون الشركات التركية قفزت بأكثر من الضعف في آخر 10 سنوات، وسط اندفاع أردوغان إلى تحقيق النمو "بأي ثمن"، لكن التوسع الذي حققه منذ أواخر عام 2009، انقلب إلى موجة كساد في أعقاب انهيار العملة المحلية ووسط نزاعات سياسية في الداخل وخلاف دبلوماسي لم يسبق له مثيل مع الولايات المتحدة.
- تركيا تتكبد ملايين الدولارات بعد حرمانها من المعاملة التفضيلية مع أمريكا
- أكشاك أردوغان.. أحدث تكتيكات الذعر الغذائية في تركيا
وتوقع استطلاع للوكالة الأمريكية أن تكشف بيانات ينتظر صدورها، اليوم الإثنين، عن انكماش الناتج المحلي الإجمالي في آخر ربعين من العام الماضي.
وأوضحت: "على أساس موسمي، يتوقع أن تزداد حدة انكماش الاقتصاد التركي إلى 2.5% خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الماضي، مقارنة بـ 1.1% في الربع الثالث من العام ذاته ".
التوقعات القاتمة تلاحق تركيا حتى في العام الجاري، إذ تتوقع "بلومبرج" أن يتواصل انكماش اقتصاد أنقرة خلال النصف الأول من 2019.
وبحسب بلومبرج، يشعر المستثمرون بالقلق من مستقبل تركيا الاقتصادي، حيث يتوقع أن "يجف" تدفق رأس المال الأجنبي إليها بينما يبدأ الأفراد والشركات حاليا في سداد ديونهم.
وقال إنان دمير، الخبير الاقتصادي في شركة "نومورا إنترناشيونال" التي تتخذ من لندن مقرا لها، إن النمو الذي شهدته تركيا ربما أصبح من الماضي، حيث سيواجه الاقتصاد بأكمله ضغوطات لتخفيض الديون في الفترة المقبلة، وهو ما يعني صعوبة تحقيق الانتعاش على المدى المنظور.
نموذج النمو الذي تبناه أردوغان، تلقى ضربة أخرى، حيث إن "ماكينة القروض" التي يعتمد عليها قد تعطلت، في ظل اضطرار المركزي التركي إلى رفع أسعار الفائدة لمستويات عالية؛ أملا في الحفاظ على استقرار الليرة والسيطرة على التضخم المتصاعد، وهو ما أدى إلى تقلص الائتمان المصرفي الحقيقي بنسبة 7.2% على أساس فصلي في الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2018.
انهيار النموذج التركي الاقتصادي، يأتي في وقت حساس بالنسبة لأردوغان الذي يستعد لأول اختبار انتخابي -في 31 مارس الجاري- منذ انتزاعه سلطات تنفيذية واسعة في العام الماضي.
وكان بنك "مورجان ستانلي" الأمريكي قد توقع، في فبراير الماضي، أن ترتفع نسبة القروض المتعثرة في تركيا إلى 7% في 2018 مقارنة بـ4% في 2018، وذلك بعد أن قفز إجمالي الديون التركية إلى 121% من الناتج المحلي الإجمالي.
أما البنك الدولي فقد كشف، في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، عن أن نسبة "الأصول المتعثرة" في تركيا قفزت إلى 13%.
يشار إلى أن الإنتاج الصناعي التركي هوى في 2018 إلى أدنى مستوى منذ 9 سنوات، في حين انخفضت الثقة بالاقتصاد التركي لتقترب من أدنى مستوى لها منذ الأزمة المالية العالمية.
aXA6IDE4LjIyNy43Mi4yNCA=
جزيرة ام اند امز