يبدو أن تركيا باتت على يقين، بعد زيارة رئيسها إلى الإمارات والسعودية، بأن التحالف مع دول الخليج العربي قد يكون بداية إنقاذ لاقتصادها.
كانت الدبلوماسية الإماراتية قد افتتحت مسار العلاقات الجديد مع تركيا بزيارات متبادلة بين قيادتي البلدين، تبعتها زيارة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى السعودية.
زيارة الرئيس التركي للسعودية، وقبلها للإمارات، تعني فتح آفاق جديدة، ما يعزز استقرار المنطقة بشكل كبير ويقطع الطريق أمام من يرغب في زعزعة استقرارها.
هنا في واشنطن، تحدثت إلى بعض المختصين في الشرق الأوسط من الكابيتول، حيث أجمعوا على أن ازدهار العلاقات التركية-الخليجية حاليا ومستقبلا سيسهم في زيادة قوة اقتصاد المنطقة عموما، فيما تتراكم الأزمات الاقتصادية في أنحاء مختلفة من الكرة الأرضية، بينما أرض الخليج العربي لا تزال آمنة استثماريا واقتصاديا، كما أن التاريخ يُظهر أن السعودية والإمارات كانتا سبّاقتين دائما في القيام بخطوات تدعم تطور منطقة الخليج العربي واستقرارها المستدام.
من المؤكد أن اهتمام تركيا بتعزيز علاقاتها مع دول الخليج العربي لـ"تشكيل حلف جديد يخدم المنطقة" كان واضحا من خلال مقال نشره الرئيس التركي "أردوغان" قبيل وصوله إلى الإمارات في فبراير الماضي وتم نشره في صحيفة "الخليج تايمز" الإماراتية، حيث قال الرئيس التركي في جزء فيه إن "تركيا والإمارات يمكن أن يسهما معًا في السلام والاستقرار والازدهار الإقليمي"، مضيفا: "سيكون لهذا التعاون انعكاسات إيجابية، ليس فقط في العلاقات الثنائية، ولكن أيضًا على المستوى الإقليمي".
هنا نجد أن الرئيس التركي يؤكد خارطة طريق جديدة للمنطقة تقودها الإمارات بما يعزز الأمن والسلم فيها.
ومع الجهود الدبلوماسية الإماراتية لا يُنسى دور المملكة العربية السعودية وتعاونها مع الإمارات لحفظ الأمن الخليجي وتدعيمه.
هذه العلاقات الجديدة في المنطقة ستكون لها جوانب أخرى تفتح مرحلة مزدهرة مع دول أخرى كالعراق وسوريا وليبيا، بما يسهم في استقرار الإقليم بشكل أكبر.
هذا العهد الجديد من العلاقات بين دول المنطقة يخلق ظروفا تخفف حدة الصراعات الإقليمية، مدعومة بثقل اقتصادي ودبلوماسي وسياسي للسعودية والإمارات وتركيا.
زيارة "أردوغان" للسعودية أكدت النهج المنفتح لدولتي الخليج العربي الكبيرتين، السعودية والإمارات، كما أكدت أن الإمارات صارت جسر سلام بين الشعوب لدعم التعاون ونقاط الالتقاء ونبذ كل ما يفرّق.
لقد غرد الرئيس التركي بعد لقائه ولي العهد السعودي عن تعاون قادم بين تركيا والمملكة في مجالات الطاقة والدفاع والتمويل والأمن الغذائي والتكنولوجيا الزراعية، باعتبارها مجالات ذات اهتمام مشترك، مع إمكانات جادة في التعاون في مجال الطاقة المتجددة والنظيفة، وهذه دلالة على اتفاقات كبيرة ستحصل في الفترة المقبلة بين البلدين.
وهناك توقعات بأن يزداد التعاون الاقتصادي بين تركيا ودول الخليج العربي بعد تعدد زيارات الرئيس التركي قبيل إجراء الانتخابات في تركيا العام المقبل، فما تحتاج إليه تركيا -بحسب الرئيس التركي خلال رحلة عودته من الرياض- هو "الدخول في مرحلة جديدة مع الدول التي نتقاسم معها المعتقدات والأفكار نفسها، إنها مرحلة كسب أصدقاء".
في الخلاصة يبدو جليا للجميع أن السعودية والإمارات قوتان كبيرتان، وهما مركز ثقل منطقة الخليج واستقراره، علاوة على أن جهودهما لإحلال السلام الدائم تمثل دعامة للتوازن والاستقرار الإقليمي والدولي.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة