وزير سابق ومعارضة بارزة يكشفان عن تفاقم أزمات حزب أردوغان
وزير سابق بالحزب الحاكم وزعيمة حزب معارض يؤكدان تآكل قاعدة "العدالة والتنمية" الانتخابية؛ ما يعني استحالة إعادة انتخاب أردوغان.
أكد وزير سابق بحزب "العدالة والتنمية" الحاكم في تركيا، ومعارضة بارزة، الخميس، تفاقم أزمات الحزب وتآكل قاعدته الانتخابية؛ ما يعني استحالة إعادة انتخاب الرئيس رجب طيب أردوغان.
ونقل الكاتب أورهان أوغور أوغلو، في مقال له بصحيفة "يني جاغ" المعارضة، عن وزير سابق بالحزب ونائب حالي بالبرلمان، لم يكشف عن هويته، قوله إن "العلاقة بين نواب حزب العدالة والتنمية في البرلمان وأردوغان تشهد توترًا، لكن السبب وراء ذلك الحكومة الموجودة حاليا وسياساتها".
ولفت إلى أن "العلاقات لم تشهد هذا القدر من التوتر على مدار نحو 17 عاما منذ أن وصل الحزب إلى رأس السلطة، والوزراء باتوا لا يبالون بالنواب؛ لأنهم لا يخافون من أي عملية تصويت".
وأضاف النائب أنه "تم الآن إعداد ميزانية عام 2020 من قبل البيروقراطيين في المجمع الرئاسي دون مشورة أحد، ولم نتمكن من وضع طلبات الشعب في الموازنة الجديدة".
وأشار إلى أن "انشقاق نائب رئيس الوزراء الأسبق علي باباجان، ورئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو عن حزب العدالة والتنمية تسبب في هزة قوية في قاعدة الحزب".
وأوضح أن "هناك تآكلا في قاعدة الناخبين؛ لأن الأتراك فقدوا الأمل، وغاضبون من ارتفاع معدلات البطالة والتضخم وارتفاع الأسعار".
وتابع: "إذا قيمنا تاريخ العدالة والتنمية على مدار 18 عاما يمكننا تصنيف هذه الفترة على 3 مراحل، أولًا مرحلة التأسيس والارتقاء، ثم مرحلة الركود، وحاليًا مرحلة التراجع والتقهقر".
وسلط الكاتب التركي الضوء على الاضطرابات التي يعيشها حزب العدالة والتنمية الحاكم في البلاد، مشيرًا إلى أن "العلاقة بين الرئيس أردوغان، ونواب حزبه بالبرلمان يشوبها نوع من التوتر لتجاهله آراءهم بخصوص العديد من القضايا، وعدم استجابة وزراء الحكومة لمطالبهم".
وفي سياق متصل، قالت ميرال أكشينار، زعيم حزب "الخير" التركي المعارض، إن الانشقاقات الأخيرة في صفوف العدالة والتنمية الحاكم ستؤدي إلى تآكل قاعدته الانتخابية؛ ما يجعل من المستحيل إعادة انتخاب أردوغان ثانية في أي استحقاق انتخابي.
وأكدت أكشينار، في حديث صحفي، الخميس، نقله الموقع الإلكتروني لصحيفة "برغون" المعارضة، أن "رئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو، ونائب رئيس الوزراء الأسبق علي باباجان، اللذين انشقا عن العدالة والتنمية مؤخرًا، سينجحان بعد تأسيس حزبيهما في الاستحواذ على كثير من أصوات القاعدة الانتخابية للحزب الحاكم".
وتابعت قائلة: "هذا بالطبع سيؤثر على شعبية الحزب وأردوغان، لذلك سيخسر الأول كثيرا من الأصوات في أول استحقاق انتخابي، ولن يشكل الحكومة منفردا، أما الثاني فسيكون من الصعب فوزه بالانتخابات الرئاسية ثانية".
وأضافت أن "أردوغان يحاول أن يحسن أوضاعه لحين إجراء الانتخابات الرئاسية المقررة في 2023، لكن لا أعتقد أنه سينجح في ذلك؛ بسبب الأوضاع الاقتصادية المتردية التي تشهدها البلاد".
وفي وقت سابق، قال زعيم المعارضة التركية، كمال قليجدار أوغلو، إن فكرة الانتخابات المبكرة في تركيا مطروحة حاليا وبقوة على أجندة المواطن التركي، واصفا الأمر بـ"بالموجة القادمة من القاع".
ويشهد الحزب التركي الحاكم منذ فترة سلسلة استقالات كان أبرزها، استقالة داود أوغلو في 13 سبتمبر/أيلول الماضي، وباباجان في يوليو/تموز الماضي، بعد فترة من انتشار مزاعم حول اعتزامهما تأسيس حزبين جديدين مناهضين للحزب الحاكم، بزعامة أردوغان، رفيقهما السابق.
ومن المنتظر أن يعلن باباجان وداود أوغلو عن حزبيهما الجديدين بحلول نهاية العام الجاري.
وهذه الانشقاقات المتتالية؛ تأتي اعتراضا على سياسات أردوغان التي أدخلت البلاد في نفق مظلم.
تجدر الإشارة إلى أن الحاكم خسر 60 ألفًا من أعضائه خلال الشهرين الماضيين، بحسب ما ذكرته العديد من وسائل الإعلام التركية، مؤخرًا.
aXA6IDE4LjIxOS4yNTMuMTk5IA== جزيرة ام اند امز