بوابتها سفارة تركيا في براغ.. فضيحة تجسس أوروبية لـ"أردوغان"
معلومات جمعتها البعثة الدبلوماسية التركية في براغ ضمن أوراق قضية جنائية استخدمها قضاء أردوغان لملاحقة معارضيه بالتشيك.
كشفت وثائق سرية عن سلسلة فضائح جديدة ارتكبتها البعثة الدبلوماسية الممثلة لنظام رجب طيب أردوغان في التشيك، بعد أن مارست إجراءات غير قانونية لجمع معلومات حول أنشطة معارضين أتراك وكأنهم أعضاء في عصابة إجرامية.
وأزاح تقرير لموقع "نورديك مونيتور" السويدي، الستار عن تفاصيل فضيحة نظام أردوغان، والتي أظهرت الوثائق السرية تفاصيلها؛ حيث تشمل سلسلة من المراسلات، دارت بين السفارة التركية بالعاصمة التشيكية (براغ)، ومقر الخارجية في أنقرة.
واستخدمت المعلومات، التي جمعتها البعثة الدبلوماسية التركية، ضمن أوراق قضية جنائية، استخدمها قضاء أردوغان لملاحقة معارضيه بالتشيك، في أسلوب يظهر نمطًا ممنهجًا تعتمده جميع البعثات الدبلوماسية التركية تقريبا في 92 بلدًا حول العالم.
غولن.. شماعة تشرعن الانتهاكات
ويعتقد أن جميع من شملهم تجسس السفارة التركية في تشيك، سواء كانوا أفرادًا أو منظمات، ينتمون لحركة الداعية فتح الله غولن، رفيق أردوغان السابق، قبل أن ينقلب عليه الأخير، ويتهمه بتدبير مسرحية انقلاب منتصف يوليو/تموز 2016.
والمتتبع للخط البياني لبداية انقلاب أردوغان على غولن، سيجد أن تاريخ الاستهداف يتزامن مع تحقيقات شهيرة، جرت في ديسمبر/كانون الأول 2013، وأثبتت تورط أردوغان وعائلته وحاشيته السياسية ورجال أعمال محسوبين عليه في فضيحة فساد هزت أرجاء البلاد.
أما سر انقلاب أردوغان فيكمن في تقرير فضح شحنات أسلحة غير قانونية، أرسلتها المخابرات التركية، في يناير/ كانون الثاني 2014، إلى إرهابيين في سوريا، وهو ما انتقده غولن بشدة، ليقطع بذلك حبل الود مع الرئيس التركي، ويرفع منسوب حقد الأخير عليه.
وبحسب الموقع نفسه، فإن الانقلاب في تركيا لم يكن سوى مسرحية كتب أردوغان فصولها لتبرير ملاحقاته المستمرة لمعارضيه، وخصوصا غولن، تمهيدا لتجسيد أطماعه التوسعية في سوريا، وتنصيب نفسه خليفة في أنقرة وجميع الأراضي الخارجية التي يضعه يده عليها.
التجسس على المدارس
وفضحت الوثائق التي نشرها موقع نورديك مونيتور، تجسس دبلوماسيي أردوغان على عدد من المنظمات، بينها منظمة ميريديان الدولية، التي تدير مدرسة دولية في براغ، تقدم خدماتها من مرحلة ما قبل المدرسة ورياض الأطفال، إلى المرحلة الثانوية.
والمدرسة التي تأسست في 2004، تقدم التعليم لطلاب من أكثر من 50 دولة، وهي معتمدة من وزارة التعليم التشيكية ومن هيئة اختبارات كامبردج الدولية، والمجلس البريطاني للمدارس الدولية.
ووفق المذكرة الاستخباراتية التي أرسلتها السفارة التركية إلى أنقرة، قام عملاء بمراقبة المدرسة وموظفيها بشكل غير قانوني.
وعلاوة على المدرسة، أخضع عملاء السفارة عددا من الأشخاص للمراقبة، قبل أن تدون كل المعلومات في مذكرات ترسل إلى أنقرة التي تستخدمها لشن حملات مضايقات وترهيب بحق جميع الأسماء المدونة فيها، شملت مصادرة ممتلكاتهم، والزج بهم في السجون بتهم كيدية ملفقة.
واستنكر الموقع انتهاك أنقرة قوانين البلد المستضيف وعدم احترامها للوائح الدبلوماسية التي تحظر مثل هذه الممارسات للتمثيليات لدى الدول، خاصة أن ما يقوم به عملاء أردوغان أنشطة جاسوسية لا غبار عليها.
ومنذ المحاولة الانقلابية المزعومة، فصلت السلطات التركية 15 ألفاً و242 عسكرياً من الجيش، بحسب بيانات رسمية صدرت في يناير/كانون الثاني الماضي.
وشهدت قيادة القوات البرية أكثر حملات الفصل بواقع 8 آلاف و201 جندي، بينما بلغ عدد من يحاكمون خلف القضبان 5 آلاف و783 جنديا.
وفي 3 يناير/كانون الثاني الماضي، أعلن الوزير ذاته أن عدد المعتقلين في عام 2018 بلغ 750 ألفاً و239 شخصاً، بينهم أكثر من 52 ألفاً فقط بشبهة الانتماء إلى غولن.
aXA6IDMuMTM1LjE5My4xOTMg جزيرة ام اند امز