أغنية تركية تهاجم قمع الشرطة والفساد السياسي والعنف ضد المرأة
الأغنية تحصد 20 مليون مشاهدة على موقع يوتيوب خلال الأسبوع الأول من طرحها، خاصة أن سوسامام تتطرق إلى أكبر مشاكل تركيا
أصدر مغني الراب التركي سارب بالان أغنية "سوسامام"، التي تعني "لا أستطيع الصمت"، وهي ملحمة مدتها 15 دقيقة، تتألف من 14 مقطعا تعبر عن جيل ضاق ذرعا بما يحدث في بلاده.
تشكل الأغنية أكبر تعاون في تاريخ الراب التركي، فعلى مدى ربع ساعة يتناول 19 فنانا مجموعة من القضايا الاجتماعية، تدور حول العنف المنزلي ووحشية الشرطة والقمع السياسي.
وحصدت الأغنية 20 مليون مشاهدة على موقع يوتيوب خلال الأسبوع الأول من طرحها، خاصة أن سوسامام تطرق إلى أكبر مشاكل تركيا المتمثلة في الفساد والقمع السياسي والعنف ضد المرأة.
أهم العوامل التي أسهمت في انتشار الأغنية هو المناخ الذي سجلت فيه، نتيجة التراجع الخطير في مؤشر حرية التعبير في تركيا، وتحولها إلى أكبر سجان للصحفيين في جميع أنحاء العالم، وصدور أحكام بالسجن بحق عشرات الآلاف من الأشخاص منذ عام 2016.
وفي خضم الحملة العسكرية في سوريا بات من الشائع رؤية تقارير الأخبار اليومية من أشخاص تعرضوا للسجن لا لشيء سوى أن أحدهم كتب تغريدة على وسائل التواصل الاجتماعي.
يقول مغني راب في مقطع "إذا ألقوا بك في السجن ليلة واحدة ظلماً فلن تجد صحفيا يبلغ عن ذلك. فجميعهم مسجونون".
يقول سارب بالان، المعروف باسمه المسرحي "سانيسر"، وهو المغني الرئيسي في الأغنية "انتابتني حالة من الحزن على حال بلدي بين دول العالم. حاولت إنجاز هذا المشروع لتوحيد الناس، لأن هذه هي مشاكل الجميع. إنها قضايا عالمية نواجهها جميعا كل يوم".
مغني الراب أوزبي، الفنان الكردي الوحيد في المشروع، يتحدث عن وجوده في بلد حظر ويكيبيديا لسنوات، وحظر الحديث باللغة الكردية لعقود.
ويقول "رغم حصول الأكراد على حقوق ثقافية كبيرة إلا أنهم لا يزالون يواجهون التمييز كمواطنين من الدرجة الثانية".
ويقول سانيسر إن تركيا حاولت دائما تكوين هوية واحدة، على الرغم من ترويج السياسيين القوميين لهذه الفكرة، لكن الجيل الجديد سئم من الماضي الموروث، ويريد أن يخلق شيئا محليا يمكن أن يفخر به، وهو ما يجده في كلمات مثل "الكراهية هي سلاحك.. سلاحنا هو كلماتنا!".