خبراء لـ"بلومبرج": المركزي التركي سيفشل في خفض الفائدة والليرة تغرق
مع انخفاض التضخم السنوي وتعرض الليرة التركية لضغوط مجددا فمن غير المرجح أن يطرح الخفض على طاولة احتماع لجنة السياسة النقدية.
المصرف المركزي التركي سيفشل مجددا في خفض سعر الفائدة، لا سيما مع انخفاض التضخم السنوي وتعرض الليرة لضغوط مجددا، وفقا لتوقعات محللين استطلعت آراءهم وكالة "بلومبرج" الأمريكية.
وقالت في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، أمس الثلاثاء، إنه سيتعين على المصرف المركزي التركي أن يختار كلماته بعناية، بينما يخطط للعودة لخفض أسعار الفائدة.
وأضافت أنه مع انخفاض التضخم السنوي إلى أقل من 20% وتعرض الليرة لضغوط مجددا، من غير المرجح أن يطرح الخفض على طاولة البحث، عندما تجتمع لجنة السياسة النقدية الأربعاء في آخر اجتماع قبل الانتخابات المحلية.
وأشارت إلى أنه عوضا عن ذلك، يركز السوق على عبارتين متشددتين بقيتا دون تغيير في البيانات التي رافقت القرارين السابقين للحفاظ على أسعار الفائدة، وهما: "قررت اللجنة الإبقاء على السياسة النقدية المتشددة حتى تظهر توقعات التضخم تحسنا كبيرا"، و"إذا لزم الأمر، سيجري تنفيذ المزيد من القيود النقدية".
- أكشاك أردوغان.. أحدث تكتيكات الذعر الغذائية في تركيا
- تباطؤ الاقتصاد يجبر المركزي التركي على إبقاء سعر الفائدة عند 24%
في السياق، قال ياركين سيبيسي، الخبير الاقتصادي في "جيه بي مورجان تشيس آند كو"، الذي يتوقع أن يبقى الأمر على حاله إن "أي تغيير في هذه العبارات قد يجعل السوق متوترا، نعتقد أن أي إشارة إلى التخفيف يمكن أن تؤذي المصداقية".
وتسود حالة من القلق في السوق، حيث يتوقع المستثمرون بقاء العملة التركية بين أكثر عملات العالم من حيث عدم الاستقرار.
ويتوقع اقتصاديون أن البنك المركزي لن يستأنف خفض أسعار الفائدة قبل الربع المقبل، وسيوفر 4.75 نقطة مئوية من التسهيل النقدي بحلول نهاية العام، وسيبقى سعر الفائدة عند 24% للاجتماع الرابع على التوالي الأربعاء، وفقا لكل المحللين الـ25 الذين استطلعت "بلومبرج" آراءهم.
ويغرق الاقتصاد التركي في أول ركود له منذ عقد، حيث تتحمل الشركات التركية تكاليف اقتراض أعلى ويبقى نمو القروض بطيئًا، والليرة مصدر قلق آخر، حيث تراجعت مقابل الدولار لأربعة أسابيع متتالية، وخسر نحو 3٪ لتسجل واحدا من أسوأ الأداءات في الأسواق الناشئة.
- الليرة ترتعد أمام تهديدات ترامب بتدمير تركيا اقتصاديا
- قاع جديد.. الليرة التركية تهوي لأدنى مستوى منذ يناير
والأسبوع الماضي تحدى مصرف الاستثمار الكندي "تي دي سيكيورتيز" (TD Securities) إجماع الأسواق، وتنبأ بأزمة أخرى ستواجهها العملة التركية، وأكد أن العملة ستشهد انخفاضا كبيرا بنسبة 40%، وهو أدنى مستوى لها على الإطلاق، لتسجل 8.90 لكل دولار أمريكي، في تقرير نشره يوم الجمعة، يتناقض مع وجهة النظر المتفائلة بين المتداولين الذين يرون أن العملة تتراجع بنسبة أقل من 8% بحلول الربع الثالث.
وقال كريستيان ماجيو، رئيس استراتيجية الأسواق الناشئة في "تي دي سيكيورتيز"، الذي توقع في البداية عمليات بيع حادة للربع الأول، إن "الظروف أقنعته" أن هذا سيحدث، لكن ليس قبل الربع الثاني.
وأكد أن البنك المركزي سيضطر إلى رفع أسعار الفائدة بمقدار 400 نقطة أساس بين يونيو/حزيران ويوليو/تموز 2019، في "تباين صارخ" مع سوق تتوقع خفضًا بمقدار 650 نقطة أساس هذا العام.
وستتعرض الليرة لضغوط جراء انكماش اقتصادي متصاعد ومخاطر ارتفاع كبير في معدلات التضخم، وفجوة واسعة في ميزان المدفوعات، ووجهة نظر "قاتمة" للبنوك الوطنية التي تواجه كومة متصاعدة من القروض المعدومة، و"ودولرة بحكم الواقع" للاقتصاد.