نائب سابق بحزب أردوغان: تركيا أصبحت "جمهورية خوف"
محمد ينار أوغلو يؤكد أنه لم يعد فقط معارضو أردوغان أو الناس العاديون يتخوفون من الاعتقال، بل إن الخوف تسرب أيضاً لمؤيدي أردوغان.
اعتبر نائب برلماني مستقيل من حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، الثلاثاء، أن "موجة الاعتقالات الجماعية التي يشنها نظام أردوغان لا تنتهي، وأن القيود المفروضة على حرية التجمع والتعبير، جعلت تركيا (جمهورية خوف)".
- تركيا تصدر أمرا بتوقيف نائب ألماني سابق بتهمة إهانة أردوغان
- برلماني ألماني: أردوغان "مرعوب" من محاكمة دولية لدعمه داعش
وأضاف محمد ينار أوغلو، في حديث نقلته صحيفة "تاجس شبيجل" الألمانية، أنه "لم يعد فقط معارضو أردوغان أو الناس العاديون يتخوفون من الاعتقال، بل إن الخوف تسرب أيضاً لمؤيديه".
وكان الأتراك استفاقوا، صباح الثلاثاء، على وقع أخبار تؤكد ملاحقة معارضين لنظام أردوغان، واعتقال 180 من أنصار الداعية فتح الله غولن، الذي يتهمه أردوغان بتدبير محاولة الانقلاب المزعومة في يوليو/تموز 2016.
وأصدر القضاء التركي أمر اعتقال بحق النائب السابق بالبرلمان الألماني محمد كيليتش، الذي بدأت اليوم الثلاثاء محاكمته بتهمة إهانة أردوغان.
وأشارت صحيفة "تاجس شبيجل" إلى أنه "منذ محاولة الانقلاب- المزعومة- يحتجز النظام التركي عشرات الآلاف من المعارضين بتهمة عضوية منظمة إرهابية"، وهي التهمة التي توجه لأي شخص مرتبط بحركة الداعية فتح الله غولن".
ووفق الصحيفة، فإنه "يكفي أن يملك المرء حساباً بنكياً في بنك تابع لجماعة غولن، لإدانته بمزاعم العضوية بمنظمة إرهابية".
وتابعت: "في ظل خضوع القضاء بشكل كبير للحكومة، لا تلقى مثل هذه الاتهامات الجزافية معارضة من القضاء".
ولفتت الصحيفة إلى أن "النظام يوجه ما يسميه حملة مكافحة الإرهاب ضد معارضيه بالأساس، وينعت كل صاحب فكر مختلف بأنه إرهابي، فيما يلاحق أي شخص يوجه انتقاداً لأردوغان نفسه، بتهمة إهانة الرئيس".
ومنذ الانتخابات البلدية التي أجريت في مارس/آذار الماضي، أقالت الحكومة 30 من رؤساء البلديات المنتخبين بتهمة "الارتباط بحزب العمال الكردستاني" واستبدلتهم بمسؤولين حكوميين، في انتهاك لقواعد الديمقراطية.
تلك الانتهاكات الممنهجة للديمقراطية كانت دافع ينار أوغلو للانفصال عن الحزب الحاكم، وفق الصحيفة.
وقبل أيام، أسس رئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو "حزب المستقبل" كقوة محافظة جديدة.
وتوقع الصحفي والخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، روزن كاكير، في حديث لذات الصحيفة، أن يتراجع العدالة والتنمية كثيراً خلال الفترة المقبلة، مع الأخذ في الاعتبار أنه لا يملك بالفعل أغلبية في البرلمان ويعتمد على التحالف مع الحزب القومي لبسط نفوذه.
بدوره، قال موقع "تاز" الإخباري الألماني إن "أردوغان يخوض معركته السياسية الأخيرة، بعد أن أسس داود أوغلو حزبه، واتجاه باباجان لتأسيس حزب آخر"، مؤكداً أنها "معركة النهاية للرئيس التركي".
ووفق ينار أوغلو، فإن "سلطات الأمن ترتكب انتهاكات كبيرة لحقوق الإنسان وتعذب السجناء لأنها لا تخشى المساءلة".
وأضاف: "لم يعد هناك مجال لحرية التجمع والصحافة والتعبير في البلاد، وهذا في حد ذاته فشل تاريخي للنظام في تركيا".
ولم يتوقف الأمر عند استهداف الأتراك، بل إن خطر الاعتقال يطال الأجانب، حيث أصدرت محكمة تركية، اليوم، مذكرة توقيف بحق النائب الألماني السابق كيليتش بتهمة إهانة أردوغان، ما وصفته شبكة "دويتشه فونكه" الألمانية "خاصة" بأنه محاولة لإسكات منتقدي النظام التركي في ألمانيا.
ونقلت عن كيلتيش قوله: "هذه محاكمة سياسية، وأنتظر دعماً من الحكومة الفيدرالية الألمانية".
ووفق وكالة الأنباء الرسمية الألمانية، أحال الادعاء العام التركي، في سبتمبر/أيلول الماضي، كيليتش، العضو البارز بحزب الخضر الألماني "يسار"، إلى المحاكمة، استناداً إلى عدد من التصريحات التي أدلى بها السياسي الألماني النشط في حزب الخضر "يسار"، خلال مقابلة مع صحيفة "إيه بي سي جازيتيسي" التركية في يوليو/تموز ٢٠١٧.
وصنف الادعاء العام تصريحات السياسي الألماني على أنها "إهانة لرئيس الدولة"، وفق صحيفة الدعوى.
وكان كيليتش قال في حديثه الصحفي: "بصفتي سياسياً من أصول تركية، فإنني حزين للغاية على الحال الذي وصل إليه بلدي"، مضيفاً: "أصف الذين جعلوا البلد في هذا الوضع بأنهم خونة للوطن".
وشغل كيليتش عضوية البرلمان الألماني في الفترة من 2009 إلى 2013، ويشغل حالياً منصب المتحدث باسم مجموعة العمل الإقليمية المعنية بشؤون الهجرة والاندماج في حزب الخضر بولاية بادن فورتمبرج "غرب".
ويستهدف نظام أردوغان الألمان من ذوي الأصول التركية على نطاق واسع، فوفق تقديرات إعلامية، يوجد 62 ألمانياً في السجون التركية، يضاف إليهم 38 آخرون محتجزون في تركيا بوسيلة أخرى، حيث أصدر النظام قرارات بمنع خروجهم من البلاد.
وبالإضافة إلى ذلك، يحاكم في تركيا ألمان مثل الصحفيين ميسال تولو ودينيس يوجيل، غيابياً بتهم الترويج للإرهاب.