أكبر حزب تركي معارض يعتزم إرسال وفد لمصر
أعلن حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، عن نيته إرسال وفد إلى مصر خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها أونال تشَفيك أوز، كبير مستشاري رئيس الحزب، المسؤول عن العلاقات الخارجية به، وفق ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة "برغون" التركية المعارضة، وتابعته "العين الإخبارية".
- أردوغان وحكومته يغازلون مصر.. والقاهرة تنفي استئناف الاتصالات
- ثالث مغازلة في أسبوع.. تركيا "مستعدة" لصفحة جديدة مع مصر والخليج
وأشار تشفيك أوز إلى أنهم قاموا بإخبار مصر عن نيتهم هذه، مضيفا "وخلال الأسابيع المقبلة قد يتوجه وفد من الحزب للقاهرة، وأنا أترقب تطورا من هذا القبيل".
وزاد قائلا: "منذ سنوات ونحن كحزب نقول إن عدم وجود تمثيل دبلوماسي بين البلدين على مستوى السفراء أمر غير صائب"، مشيرًا إلى أنهم سعداء "لهذه النقطة التي وصلت إليها الأمور"، في إشارة لبدء تحرك نظام الرئيس، رجب طيب أردوغان لإعادة تلك العلاقات.
وانتقد تشفيك أوز تصريحات وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، التي أدلى بها في وقت سابق الجمعة، وقال فيها "بدأنا الاتصالات الدبلوماسية مع مصر".
وأضاف المعارض المذكور "الاتصالات الدبلوماسية مع مصر لم تنقطع مطلقا، لذلك قول وزير الخارجية إنه بدأ تلك الاتصالات أمر محزن، لأن السفارتين في البلدين لم تغلقا، فمنذ عام 2013 تتواصل الاتصالات الدبلوماسية من خلال قائمين بالأعمال".
وأردف قائلا: "ثمة فراغ سياسي كبير حدث بعد تخفيض التمثيل الدبلوماسي لأقل مستوياته بشكل متبادل بين مصر وتركيا، ولقد سبق وأن شددنا على ضرورة إنهاء ذلك الوضع".
كما شدد تشفيك أوز على ضرورة إرسال وفد من لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان التركي في أقرب وقت ممكن من أجل إحياء الاتصالات بين برلماني البلدين".
واستطرد قائلا: "غير أن اقتراحًا كهذا لم يلقَ ردًا في البرلمان فأبلغنا برغبتنا في إرسال وفد من حزبنا".
أردوغان وحكومته يغازلون مصر
وبعد سلسلة من المغازلات التركية وحديث عن عودة "الاتصالات الدبلوماسية"، وضعت مصر شروطا محددة لإقامة علاقات طبيعية مع أنقرة.
وتعليقا على تصريحات المسؤولين الأتراك الأخيرة، قال مصدر رسمي مصري لـ"وكالة أنباء الشرق الأوسط" الحكومية المصرية، الجمعة، إنه "ليس هناك ما يمكن أن يطلق عليه توصيف استئناف الاتصالات الدبلوماسية".
ولفت المصدر إلى أن "البعثتين الدبلوماسيتين المصرية والتركية موجودتان على مستوى القائم بالأعمال اللذين يتواصلان مع دولة الاعتماد وفقاً للأعراف الدبلوماسية المتبعة".
سلسلة مغازلات
وبعد 4 مغازلات من مسؤولين أتراك لمصر في 10 أيام، واصل الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ما بدأه مسؤولون في نظامه من أجل إعادة العلاقات الثنائية بين البلدين.
وقال أردوغان، الجمعة، إن "تعاون تركيا مع مصر مستمر بالفعل في مجالات الاستخبارات والدبلوماسية والاقتصاد"، مشيرًا إلى "عدم وجود أي مشكلة في ذلك".
وتابع الرئيس التركي: "نتمنى من قلوبنا أن نواصل عملية المباحثات مع مصر بقوة، وبعد أن تسفر المفاوضات الاستخباراتية والدبلوماسية والسياسية عن نتيجة، بالطبع سنخطو خطوة للأمام".
ولفت إلى أن "الشعبين المصري والتركي ليسا بغرباء عن بعضهما البعض، ولا يجب أن يكون المصريون بجانب اليونان"، متابعًا: "وجود الشعب المصري بجانب اليونان ليس الطبيعي، نود أن نراه حيث يجب أن يكون".
وفي وقت سابق الجمعة، أعلن جاويش أوغلو، ما سماه "بدء الاتصالات الدبلوماسية" بين تركيا ومصر من أجل إعادة العلاقات إلى طبيعتها، زاعمًا عدم وضع البلدين أي شروط مسبقة من أجل ذلك.
وقال في تصريحات صحفية: "(تطبيع العلاقات) يتم، لكن ببطء من خلال المباحثات ورسم خريطة طريق والإقدام على خطوات في تلك المواضيع".
ومضى قائلاً: "بطبيعة الحال يحدث هناك نقص في الثقة مع الأخذ بعين الاعتبار القطيعة لأعوام طويلة، وهذا أمر طبيعي يمكن أن يحدث لدى الطرفين؛ ولهذا تجري مباحثات في ضوء استراتيجية وخريطة طريق معينة وتتواصل (المحادثات)".
وقبل ذلك، خرج عدد من كبار المسؤولين الأتراك، كوزيري الدفاع خلوصي أكار، والخارجية، برسائل مغازلة لمصر وصل عددها إلى 4 في 10 أيام، من أجل إعادة العلاقات بين البلدين بشكل كامل.
ويرى مراقبون أن محاولات أنقرة التقرب لمصر تهدف لكسر حصار ثلاثي تتعرض له في شرق المتوسط، إثر تعاون كبير بين القاهرة وأثينا وقبرص.
وتقطع الاتفاقيات الثنائية التي تربط اليونان ومصر وقبرص الطريق على أي وجود تركي بمياه البحر المتوسط، وهو الأمر الذي سعى إليه رجب طيب أردوغان من خلال اتفاق مشبوه أبرمه، في نوفمبر/تشرين الثاني 2019، مع حكومة فايز السراج في ليبيا.
وتوجد خلافات عربية تركية في ملفات رئيسية، أبرزها دعم تركيا للإرهاب وتدخلها في شؤون عدد من الدول العربية، ما يعرض الأمن القومي العربي للخطر.
aXA6IDMuMTI5LjIxNi4yNDgg
جزيرة ام اند امز