مركز أمريكي: تحالف روسيا وتركيا لن يتحقق
مركز "ستراتفور" للدراسات الاستراتيجية والأمنية يسلط الضوء على تاريخ العلاقات بين تركيا وروسيا، لافتا إلى أنها مشحونة بالشكوك والخلافات
سلط مركز "ستراتفور" للدراسات الاستراتيجية والأمنية الأمريكي الضوء على تاريخ العلاقات بين تركيا وروسيا، لافتا إلى أنها مشحونة بالشكوك والخلافات، فضلا عن أن تحالفهما "لن يتحقق".
وأشار مركز "ستراتفور" إلى أن التطورات الأخيرة في الحرب السورية أسفرت عن تطابق غريب في المصالح والتعاون الظاهر بين أنقرة وموسكو، لكن من المستبعد القول إن هذا التعاون "سيتوج بعلاقة استراتيجية".
- تركيا تنقلب على إيران وروسيا: لا ندعم مواقفهما بسوريا
- قبل لقاء بوتين.. أردوغان يؤكد توافق تركيا وروسيا حول سوريا
فمنذ عام 2012، والرئيس التركي رجب أردوغان على خلاف مع الولايات المتحدة بسبب الأكراد في سوريا، حيث تنظر أنقرة لهم على أنهم فرع لحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه "منظمة إرهابية".
وفي المقابل، عملت روسيا، بمساعدة إيران، على التخلص من مجموعات المعارضة التي تقاتل حكومة بشار الأسد الموالية لموسكو.
وطرح مركز "ستراتفور" تساؤلا حول: "هل يمكن أن يكون أردوغان أكثر اهتماما بالحصول على حلفاء جدد مثل روسيا لتحقيق أجندة سياسته الخارجية الإقليمية الأوسع نطاقا بدلا من إصلاح العلاقات مع الولايات المتحدة وطلب مساعدة مالية عاجلة من صندوق النقد أو البنك الدولي؟".
وتتمتع تركيا وروسيا بشراكة اقتصادية كبيرة تمتد عبر قطاعات حيوية تجعل أنقرة أكثر اعتمادا عليها، لكن رغم الروابط الاقتصادية تلك، فإن التحالف المفترض الذي تصبو إليه مع موسكو على الأرجح لن يتحقق.
فتستمد تركيا 55% من حاجتها من الغاز الطبيعي من روسيا، على سبيل المثال، ووقعت الدولتان اتفاقا لبناء محطة طاقة نووية روسية واحدة على الأقل في تركيا، كما تعملان على بناء أنبوب الغاز "تورك ستريم" الذي يمكن أن يبدأ مهمة نقل الغاز الروسي عبر تركيا إلى الاتحاد الأوروبي عن طريق بلغاريا نهاية 2019.
ورغم أن السوق المحلي الروسي وجهة حيوية للصادرات التركية، خاصة السيارات والإنتاج الزراعي والمنسوجات، تختلف الرؤى والأولويات بينهما بشكل كبير، وتحديدا فيما يتعلق بالوضع في سوريا.
فروسيا لديها اهتمام واضح في إنهاء الحرب السورية بالفوز بسيطرة كاملة للأسد على البلاد ثانية، وهذا الأمر يمثل مجموعة مشاكل لتركيا، فمثلا معركة إدلب ستسفر عن موجات جديدة من تدفق اللاجئين إلى تركيا، التي تستضيف بالفعل 3.5 مليون سوري وهي ليست في وضع يسمح لها باستقبال المزيد، كما أنه على المدى الطويل، لن تتمكن تركيا من الفوز بالكثير حال إعادة تمكين حكومة الأسد على البلاد.