أصبح اللعب على المكشوف والمطلوب ليس البحث عن العدالة ولكن المطلوب هو الابتزاز المالي.
كل الجهد الإيراني-التركي-القطري، وكل من يتبعهم من أنصار وقوى وأحزاب ووسائل إعلام وشركات تسويق سياسي، يتركز على الاغتيال المعنوي للرئيس السيسي والشيخ محمد بن زايد والأمير محمد بن سلمان.
أصيبت تركيا وقطر وإيران بحالة من التوتر الشديد في وسائل إعلامها، وزادت النبرة ضد الرياض وضد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال الساعات الأخيرة، لماذا؟
تشويه صورهم، وهز الثقة فيهم لدى شعوبهم، وتشويش الصورة الذهنية عنهم لدى العالم الخارجي، الهدف الأول في مشروع شرير يهدف إلى إضعاف مثلث التحالف الذي يقود فكر الاعتدال والإصلاح للحفاظ على الدولة الوطنية في المنطقة.
وأهم ما في هذا المشروع وهذا التحالف أنه «صناعة عربية» تسعى إلى التعاون مع كل قوى العالم بمختلف مشاربها، دون أن تلعب لعبة «الخلافة العثمانية» أو «الهيمنة الفارسية» أو «الصهيونية الجديدة» أو دعم مشروع دول الطوائف أو المذاهب.
لا بد من ضرب هؤلاء لضرب مشروعهم، وبضرب إمكانيات الإصلاح تسقط -لا قدر الله- دولهم الوطنية، فتحدث الفوضى ويحدث الانقسام والتقسيم، ويتم توزيع أشلاء المنطقة على كل القوى الإقليمية غير العربية برعاية واستفادة من الكبار.
لذلك كله أصيبت تركيا وقطر وإيران بحالة من التوتر الشديد في وسائل إعلامها، وزادت النبرة ضد الرياض وضد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال الساعات الأخيرة، لماذا؟
حدث ذلك بعدما صرح جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأمريكي لدى البيت الأبيض، بأنه يتابع ملفات تحقيقات مسألة قتل جمال خاشقجي مع الحلفاء من أجل تحديد المسئول عن قتله، وأن التسجيل المرتبط بقتل خاشقجي لا يورط ولي العهد محمد بن سلمان.
هنا جاءت الطامة الكبرى، لأن شهادة أو تصريح بولتون ليس مجرد كلام في الهواء، فالرجل من كبار أنصار التيار المتشدد وطنياً، المحافظ سياسياً طوال تاريخه، وبالذات في عهد الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش.
كلام بولتون كلام رجل يزن كلامه جيداً، وليس محتاجاً إلى التبرع بإعطاء صك تبرئة لأحد كائناً من كان.
وزادت عصبية الإخوة في «أنقرة» بعد أن صرح لودريان وزير خارجية فرنسا بأنه غير صحيح أن تركيا أعطت فرنسا أي وثائق أو شرائط إدانة في عملية «خاشقجي».
وأدى هذا التصريح إلى ملاسنة سياسية من قبل وزير الخارجية التركي ضد نظيره الفرنسي، حيث اعتبر ذلك «تهجماً على الرئيس أردوغان».
كما قلنا أصبح اللعب على المكشوف، والمطلوب ليس البحث عن العدالة ولكن المطلوب هو الابتزاز المالي من واشنطن وأنقرة وعواصم الاتحاد الأوروبي.
الخضوع لمشروعات مصالحة قطر بأي ثمن، والقبول بالتوسع الإيراني، والخلافة التركية، وصفقة القرن الحمقاء، لا أقول إن كل ما يحدث هو مؤامرة كبيرة وإن التاريخ هو مؤامرة، لكن بالتأكيد لا يخلو من مؤامرات يتم استغلالها ضدنا، خاصة حينما نخطئ فتكون الصعوبة مليار ضعف الخطأ.
نقلا عن "الوطن المصرية"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة