بلومبرج: شبح العقوبات يطارد أردوغان.. أنقرة تخزن قطع غيار عسكرية
أنقرة تستعد لأسوأ السناريوهات في ظل توقعات بفرض واشنطن عقوبات ضدها على خلفية شرائها الصواريخ "إس-400" الروسية.
في محاولة لتجنب سيناريو السبعينيات، حيث فرضت واشنطن عقوبات عسكرية على أنقرة، بدأت تركيا تخزين قطع غيار عسكرية أمريكية خشية تنفيذ الكونجرس تهديداته على خلفية شرائها صواريخ "إس-400" الروسية.
وفي تقرير نشرته وكالة "بلومبرج" الأمريكية، الإثنين، قالت إن تركيا قامت بتخزين قطع غيار مهمة للأسلحة أمريكية الصنع، في حال فرض الكونجرس عقوبات ضدها بسبب صفقتها المثيرة للجدل لشراء منظومة الدفاع الصاروخي "إس-400" الروسية.
ووفقا للوكالة، ليس من الواضح متى تم اتخاذ قرار التخزين لأول مرة، لكن مسؤولين أتراك يقولون إن الاستعدادات قد اتخذت تحسباً لقيود الحظر الأمريكية المحتملة.
وتهدد الولايات المتحدة بفرض عقوبات على تركيا منذ عام 2018، بعد أن قرر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان شراء منظومة صواريخ "إس-400"، وهي منافس لمنظومة "باتريوت" أمريكية الصنع.
وأشارت الوكالة إلى أن الجيش التركي الذي لا تزال تطارده هواجس الحظر الخانق الذي فرضته واشنطن على الأسلحة منذ نصف القرن الماضي، يكدس قطع غيار طائرات "إف-16" وغيرها من المعدات العسكرية، وفقًا لاثنين من المسؤولين الأتراك المطلعين على استراتيجية بلادهم الدفاعية.
وأضاف المسؤولون نقلا عن مناقشات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو) مصممة على امتلاك تكنولوجيا الصواريخ الباليستية وتهدف إلى المشاركة في إنتاج الجيل القادم من "إس-400"، بينما قال أردوغان، إن بلاده ستتسلم الصواريخ خلال أيام.
وأشار المسؤولون الذين تحدثوا بشرطة عدم الكشف عن هويتهم، إلى أن تركيا ليست مقتنعة بأن صفقة "باتريوت" ستتم، بسبب الشكوك حول المعارضة في الكونجرس، وأنها لن تترك مجالها الجوي عرضة للاختراق بعد الآن.
والإثنين، قال النائب الأمريكي إليوت إنجل، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، إن أردوغان "يحتاج إلى التوقف عن ممارسة الألعاب والاختيار بين الغرب أو روسيا".
وأضاف إنجل في بيان أن "صفقة إس-400 عرض الناتو وأمننا القومي للخطر، لا تستطيع تركيا تشغيل نظام دفاع جوي روسي متقدم جنبًا إلى جنب مع أنظمة حساسة لحلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة. يجب أن يعلم الرئيس أردوغان أنه ستكون هناك عواقب".
ورفض المسؤولون تحديد قطع الغيار المخزنة أو مكان شرائها أو المدة التي يمكن أن يستمر فيها المخزون، وقالوا إن تخزين الأجزاء يهدف إلى الإشارة إلى أن أنقرة مستعدة بشكل أفضل لتحمل العقوبات الأمريكية أكثر مما كانت عليه عندما فرضت الولايات المتحدة حظراً على الأسلحة لمدة 4 سنوات على خلفية استيلاء الجيش التركي على شمال قبرص عام 1974.
ورجحت الوكالة أن القرار المقدم إلى مجلس النواب الذي يسعى إلى فرض عقوبات على تركيا، ربما يحتوي على بعض الأدلة بشأن وفرة شراء قطع الغيار في تركيا.
وأوضحت أن القرار يقول إنه "بالإضافة إلى مقاتلات إف-35، تشمل برامج اقتناء الدفاع التركية التي يمكن أن تتأثر بالعقوبات نظام الدفاع الجوي والصاروخ باتريوت، ومروحيات سي إتش-47 شينوك للنقل الثقيل، ومروحية يو إتش-60 بلاك هوك متعددة الأغراض، ومقتلاات إف-16 فايتر فالكون".
ولفت المسؤولون الأتراك إلى أنه إذا تم استبعاد تركيا من برنامج "إف-35" فسوف تبحث عن بدائل، بما في ذلك الطائرات الروسية، بينما تحاول تطوير طائراتها الحربية وصواريخها الباليستية للاستخدام المحلي والتصدير.
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، السبت، إن الولايات المتحدة تواجه موقفا "معقدا" في كيفية الرد على صفقة تركيا لشراء أنظمة إس-400 الروسية للدفاع الصاروخي، مضيفا أنه يجري بحث فرض عقوبات محتملة.
وأكد ترامب في بداية اجتماع ثنائي مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على هامش قمة العشرين في أوساكا اليابان "نناقش حلولا مختلفة، إنها مشكلة ما من شك في ذلك".
aXA6IDE4LjExNy43NS42IA== جزيرة ام اند امز