خبير عسكري ليبي: "مرتزقة أردوغان" تمهيد لخطة أكبر وجيشنا يقظ
العميد متقاعد شرف الدين العلواني أكد أن المرحلة التالية في المخطط التركي هي تمهيد الساحة أمام خبراء عسكريين وعناصر استخبارات.
أكد الخبير العسكري الليبي عميد دكتور شرف الدين سعيد العلواني أن المخطط التركي في ليبيا لا ينتهي بإرسال مرتزقة، بل يمهد لإرسال خبراء عسكريين وعناصر استخبارات تركية، ولكن يقظة الجيش الليبي ستفسد تلك المخططات.
واعتبر أن قبول الجيش الليبي لوقف إطلاق النار في المناطق الغربية مع علمه المسبق بأن المليشيات ستخرق هذه الهدنة، كانت لكشف حقيقة المليشيات الإرهابية أمام العالم.
- النواب الليبي يدعو مجلس الأمن لجلسة طارئة حول مرتزقة تركيا
- أطماع أردوغان الاستعمارية تنسف خطوات السلام في ليبيا
وتابع العلواني، في حوار مع "العين الإخبارية"، أن الجيش الليبي نجح في تعرية المليشيات وحكومة فايز السراج بطرابلس، وحليفها الرئيس التركي رجب أردوغان.
وأوضح أن الجيش الليبي أكد للعالم كله احترامه تعهداته والتزامه بقرار الهدنة، خاصة أنها تدرك كونها ليست معزولة عن محيطها الدولي.
وأضاف أن هذه الحقيقة مثبتة بوثائق مكتوبة وصور ومقاطع مصورة لخرق الهدنة وإرسال المرتزقة في طائرات مدنية وخرق قرارات حظر التسليح.
وأشار إلى أن حكومة السراج فقدت قدراتها على المناورة سياسياً، بالإضافة إلى خسارتها معظم طائراتها وشلل سلاحها الجوي وآلياتها على الأرض.
القبض على مصراتة
وتابع الخبير العسكري الليبي أن القوات المسلحة العربية الليبية استطاعت تحرير أكثر من 90% من الأراضي الليبية، وأن أهالي هذه المناطق تنعم بالأمن والاستقرار.
وعلى النقيض، يقول العلواني إن المليشيات لم يتبقَ لها إلا بعض الجيوب الآهلة بالسكان في العاصمة طرابلس وأجزاء من مدينة الزاوية الغربية وزوارة ومدينة مصراتة، التي يهيمن عليها تنظيم الإخوان الإرهابي بدعم من تركيا وقطر.
وأضاف أن تحرير مدينة سرت من قبل الجيش الليبي زاد الضغط على المليشيات، لما للمدينة من موقع استراتيجي بقلب الشريط الساحلي ما بين بنغازي وطرابلس.
وتحتوي المدينة، وفقاً للعلواني، على قاعدة جوية وميناء بحري ومعسكرات وترسانات من الأسلحة والآليات الحديثة الصنع والقادمة من تركيا، التي استردتها قوات الجيش من المليشيات.
وكشف أن تقدم القوات الليبية بعد تأمين سرت نحو منطقة الهيشة غربي المدينة، ضيّق الخناق على مليشيات مدينة مصراتة وأصبحت في كماشة ما بين قوات الجيش الليبي القادمة من الشرق والجنوب والغرب ومدن كبني وليد وترهونة وتاورغاء.
ونوه بأن خطة المليشيات العسكرية حالياً تكمن في الاستماتة وبكل ما أوتيت من قوة في صد قوات الجيش عن مصراتة ومداخل وسط طرابلس، حفاظاً على مراكز تمويل المعركة من المصرف المركزي والمؤسسة الوطنية للنفط وغيرها.
سوريون تركمان
ينبه العلواني أن تركيا أرسلت مرتزقة من التركمان السوريين ولم ترسل جنوداً أتراك للمشاركة في دعم المليشيات، في محاولة لإيجاد مأوى بديل لسجناء داعش السابقين المهربين من السجون في الشمال السوري، للتخلص من هذه الأوراق المحروقة.
واستطرد: "المرحلة التالية في المخطط التركي هي تمهيد الساحة أمام الخبراء الأتراك لتسيير الطائرات المسيرة، وليحتمي خلفهم خبراء الأسلحة الثقيلة وعناصر تدريب المرتزقة والإرهابيين والاستخبارات والاستطلاع الأمامي".
وأكد العميد العلواني أن هذه الخطوات تمهيد لإنزال بري للجنود الأتراك، في محاولة لاحتلال ليبيا.
ورجح أن تبوء هذه المخططات بالفشل كما حدث مع طائراتها المسيرة من نوع "بيردقدار" التي أسقط الجيش الليبي منها العشرات مع تدميره لغرف التحكم وهوائيات الإرسال والتوجيه، وضبط مدرعاتها المتطورة من نوع كيربي.
وشدد على أن دفاعات الجيش الليبي أصبحت قوية زادها الاستطلاع الجوي والبري والاستخبارات العاملة بكل قوة، لرصد أي تحركات مشبوهة، مع الدعم الشعب الليبي للجيش الوطني، ما يؤكد تفوقه في المعركة على المرتزقة والمليشيات.
وألمح إلى أن الجيش الليبي ازدادت أعداد وثقل الأطراف الدولية الداعمة له، مع تكشف حقيقة حكومة المليشيات، وأن المعركة الدائرة في ليبيا أمست بُعداً للأمن القومي بدول الجوار وأوروبا.
وأشار الخبير العسكري الليبي إلى هروب عناصر من المرتزقة السوريين بينهم منتمون لتنظيمات إرهابية على دفعات إلى أوروبا، قرابة 65 إرهابياً حتى الآن على قوارب الهجرة غير الشرعية.
المدفعية وأخلاق الاشتباك
يقول العلواني إن الجيش الليبي ملتزم إلى أقصى غاية بأخلاق الاشتباك في معاركه بالمنطقة الغربية، ولم يقدم على استخدام الأسلحة الثقيلة حتى الآن لهذا الغرض، وأطال أمد المعركة بالاستدراج والمناورة.
مشيراً إلى أن الجيش الليبي يسعى للحفاظ في معاركه على المدنيين في الجيوب المتبقية تحت سيطرة المليشيات التي يستخدمها تنظيم الإخوان الإرهابي والمرتزقة كدروع بشرية.
"مؤسسة الجيش الليبي تحمي دولة المؤسسات والقانون"، يشدد العلواني على أن الجيش سعى لتجنيب المباني الإدارية والممتلكات العامة والخاصة وأملاك الدولة مثل البنك المركزي ومباني الحكومة والوزارات والسفارات والجامعات والمعاهد والمدارس، من الهدم والخراب والدمار أثناء معاركه، وأنه يسعى لتحرير العاصمة وليس تدميرها.
متى الحسم؟
"بعد أن انهارت الهدنة.. ستعود المعارك قريباً لكن متى فتحدده الأحداث السياسية وتخطيط القيادة العامة للجيش، والحرب خدعة" يقول العلواني.
وبسؤاله عن تقديره للمدة الزمنية التي يمكن حسم المعركة فيها، أكد الخبير العسكري الليبي أن سير المعارك لن يتأثر بالخروقات المستمرة لحظر التسليح، وسيحسمها الجيش الليبي الذي لم يستخدم بعد ربع طاقاته، ولم يفعّل التعبئة العامة والعسكرية حتى الآن بشكل كامل. مشيراً إلى أن تجاوب الدول المعنية بالشأن الليبي مع الاحداث وسحب اعترافها من حكومة فايز السراج، وتفادي وقوع المدنيين ضحايا حرب سيسهم بشكل كبير في انتهاء المعركة سريعاً.
واختتم بالقول إن "المعركة لم ولن تتوقف إلا بالتحرير للأراضي الليبية، بفضل عزيمة أبنائها والدعم الشعبي والقبلي لها، وإن القيادة العامة ليست منغلقة على نفسها ولها دبلوماسيتها وعلاقاتها واتصالاتها وستنتصر على كل الأصعدة".