هل يقبل ترامب ببقاء الأسد؟ الإجابة مرتقبة في "بون"
بعد فشل أستانة 2.. الدول الداعمة لخصوم الأسد تجتمع في ألمانيا لتحديد الخطوات القادمة في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة
يجتمع في مدينة بون الألمانية، الجمعة، الدول الداعمة للمعارضة السورية المسلحة، وذلك بعد يوم من فشل محادثات أستانة 2 في التوصل لأي اتفاق جديد ينهي الحرب الدائرة في سوريا منذ 6 سنوات.
ويُعقد اجتماع بون على هامش اجتماعات مجموعة العشرين، وقبل أيام من جولة جديدة من المفاوضات حول سوريا في مدينة جنيف السويسرية.
ويهدف اجتماع بون إلى التشاور وتحديد الموقف الأمريكي من التطورات في سوريا ومستقبل الرئيس بشار الأسد في عهد إدارة الرئيس دونالد ترامب الذي اشتهر بإرسال إشارات متناقضة حول مواقفه من معظم القضايا.
واجتماع بون للدول الداعمة للمعارضة السورية المسلحة يضم 10 بلدان عربية وغربية بالإضافة إلى تركيا، الخصم الأشرس للرئيس السوري بشار الأسد، والتي تقف وراء دعم الكثير من الفصائل المسلحة. ومن بين المشاركين وزير الخارجية الأمريكي الجديد، ريكس تيلرسون.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عمن وصفته بدبلوماسي فرنسي كبير: "بشأن مكافحة داعش، نحن مطمئنون، الالتزامات الأمريكية تبقى نفسها. لكن في الشق السياسي من الملف، لا نعرف ما هو الموقف الأمريكي".
ويبدو أنه يقصد بالشق السياسي موقف واشنطن من مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد في الحكم، وشكل نظام الحكم القادم في سوريا.
وكان ترامب أكد مرات على أولوية مكافحة تنظيم داعش الإرهابي، وطلب من وزارة الدفاع "البنتاجون" وضع استراتيجية جديدة قبل نهاية فبراير/شباط الجاري للقضاء عليها، لكنه لم يشر إلى أي أمر يخص بشار الأسد.
والبلد الثاني الأبرز في دعم مناهضي نظام الأسد هي تركيا، والتي لم تكتف بدعم فصائل مسلحة، ولكن تدخلت عسكريًا بشكل مباشر في شمال سوريا تحت اسم عملية "درع الفرات" منذ أغسطس/آب الماضي، مبررة ذلك بأنها تريد حماية حدودها من تسلل داعش.
من ناحيته، قال وزير الخارجية الألماني، سيجمار جابريال، الخميس: "نحتاج إلى وحدة للتمكن من استنئاف مفاوضات جنيف". وصرح دبلوماسي أوروبي من جهته بأن: "هدفنا هو التأكد من عودة عملية السلام إلى إشراف الأمم المتحدة".
وكانت مفاوضات جنيف في دوراتها السابقة في 2016 فشلت بسبب العنف على الارض والهوة الهائلة بين الأطراف حول الانتقال السياسي ومصير الرئيس السوري.
والجمعة، فشلت محادثات أستانة 2 في التوصل إلى اتفاق مهم في شأن القضية السورية، فيما أعلن الوفد الروسي في المحادثات أنها انتهت إلى الاتفاق على تشكيل مجموعة اتصال دائمة، مكونة من روسيا وإيران وتركيا، تعمل على تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في الجولة السابقة، حسب ما نقلت عنه وكالة إنترفاكس للأنباء.
وأضاف سيرجي أفاناسييف، المتحدث باسم قيادة الأركان الروسية، إن المفاوضين تطرقوا أيضا إلى سبل تبادل السجناء، وقضايا متعلقة بإيصال الإعانات الإنسانية إلى المدنيين.
وفي المقابل رفض رئيس وفد المعارضة، محمد علوش، في تصريحات صحفية، أي دور لإيران في سوريا، ورفض انضمامها لمجموعة مراقبة وقف إطلاق النار، مطالبًا بضم قطر والسعودية والأردن والإمارات. وأضاف رئيس وفد المعارضة أن اجتماعا آخر سيعقد قريبا في العاصمة التركية أنقرة. ولم يصدر عن اجتماعات أستانة 2 بيان مشترك.
من جانبه، قال بشار الجعفري، رئيس وفد الحكومة السورية إلى أستانة، إن البيان الختامي لم يصدر بسبب معارضة تركيا لمسودته. واتهم الجعفري وفدي تركيا والمعارضة السورية بمحاولة عرقلة المحادثات أيضا بوصولهما في اليوم الثاني للاجتماعات التي كانت مقررة يومي الأربعاء والخميس.
وانتقد الجعفري، في تصريحات عقب اختتام المحادثات، خفض تركيا لمستوى أعضاء وفدها إلى أستانة، معتبرا أن ذلك "لا يرقى لوضع تركيا كضامن ويطرح تساؤلات حول الدور التركي".
وكان الرئيس السوري، بشار الأسد، قال في مقابلة مع إذاعة "Europe 1" وقناة "TF1" الفرنسيتين، تم بثها الخميس إن الدول الغربية ليس من حقها أن تحدد مستقبل سوريا بلاد من السوريين. وأصر على أنه لا يمكن للغرب أن يقرر من سيكون أفضل بالنسبة لسوريا.
وفي التطورات الميدانية قال إن استعادة الجيش السوري السيطرة على مدينة حلب خطوة مهمة جدا، لكن من السابق لأوانه الحديث عن إحراز انتصار نهائي في الحرب ضد الإرهاب المتوقع أن يأخذ أمدًا طويلًا.
aXA6IDMuMTQ1Ljc4LjExNyA= جزيرة ام اند امز