ألمانية جنّدها "داعش": الأمن التركي سهّل وصولنا لسوريا
لمياء محمد قوسيج الألمانية من أصول مغربية، وتبلغ من العمر 51 عاما، قالت إنها تواصلت مع حسابات على موقع "فيسبوك" كانت لأشخاص من "داعش".
كشفت امرأة مغربية تحمل الجنسية الألمانية، عن قيام تنظيم "داعش" الإرهابي بتجنيدها بواسطة موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وعقب انتقالها من ألمانيا إلى تركيا في طريق الالتحاق بالتنظيم ذهبت إلى الحدود السورية، وهناك حصلت على التسهيلات المطلوبة من الأمن التركي على الحدود لتصل إلى مدينة الرقة.
- "تايمز": 300 بريطاني داعشي يختبئون في تركيا
- خبير عسكري لـ"بوابة العين": 5 أدلة تثبت دعم تركيا لـ"داعش"
وجاء في اعترافات "لمياء محمد قوسيج" الألمانية من أصول مغربية وتبلغ من العمر 51 عاما، التي نشرها القضاء العراقي بشكل رسمي واطلعت عليها "بوابة العين" الإخبارية، أنها تواصلت مع حسابات على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" كانت لأشخاص من تنظيم "داعش" ومن خلالهم تمت دعوتها للانضمام للتنظيم، فوافقت وقررت الالتحاق مصطحبة ابنتيها معها.
وتضيف لمياء: "قادني السؤال عن كيفية الوصول إلى مناطق التنظيم إلى شخص تركي في ألمانيا يحمل الجنسية الألمانية أيضاً وعرّف نفسه باسم (عمار بن ياسر)، وهذا عرفني بشخص سوري يكنى بأبي البراء، والأخير طلب منا التوجه إلى تركيا ليسهّل وصولنا إلى سوريا، وكان ذلك في أغسطس/أب عام 2014".
وتتابع: بعد وصولي وابنتي نادية وسمية سلمنا السوري أبو البراء إلى شخص ثالث لم أعرف اسمه قام بنقلنا إلى الحدود التركية السورية، وأوصلنا إلى دار بداخل الأراضي التركية كان داعش يتخذها "مضافة" ويديرها شخص تركي يدعى أحمد، وهناك وجدت 12 امرأة جميعهن تونسيات باستثناء واحدة فرنسية، ورجال لم أعرف عددهم، وبعد ثلاثة أيام في المضافة نقلونا إلى الخط الحدودي بين تركيا وسوريا، وهناك لقينا الأمن التركي الذي وافق على عبورنا إلى الجانب السوري.. ونقلونا من هناك بواسطة الحافلة إلى مدينة الرقة.
وأضافت لمياء: نزلنا في منزل كبير بمدينة الرقة كان به أكثر من 300 امرأة وأطفال من جنسيات متعددة.. جاء أبو أسامة المدني وكان سعودياً، وشخص آخر يدعى أبو دجانة التونسي وطلبا مني الزواج بأحد عناصر التنظيم، وبسبب رفضي طلبا أن يزوجا ابنتي الكبرى نادية، وبالفعل تم تزويجها بأحد أمراء التنظيم، ويدعى "أبو أمامة التونسي"، وتم الزواج في المحكمة الشرعية.. وبمجرد أن انتهى حمل ابنتي وأنجبت بنتا طلب زوجها منها أن تذهب معه إلى المحكمة الشرعية ذاتها وقام بتطليقها.
وتابعت لمياء في اعترافاتها: "طلبت المشاركة في القتال، لكن أوكل لي مسؤول المهاجرين في الرقة، مهمة إقناع المزيد من الغربيات للانضمام إلى داعش، كذلك مهمة اختيار زوجات الأمراء والمقاتلين بالتنظيم".
وبعد مضي نحو سنتين من الوجود في سوريا، انتقلت المغربية الألمانية لمياء وابنتاها إلى العراق، وسكنت مدينة الموصل المعقل الرئيسي للتنظيم، واستمرت بمهمة تجنيد المزيد من النساء والفتيات لصالح داعش.. ثم طلبوا منها أن تتولى مع بعض النساء حث العوائل العراقية على الدفع بأبنائها للقتال ضمن صفوف التنظيم، لكن رغبتها في الإسهام في الأعمال القتالية دفعها لطلب ذلك من أحد أمراء التنظيم، الذي أحالها إلى فريق يقوم بإعداد الأسلحة والمتفجرات.
وأضافت: "وبعد اقتراب القوات العراقية من مدينة الموصل صرنا ننتقل من حي إلى آخر كنا نحمل ما نستطيع حمله من المواد الأولية لصناعة العبوات الناسفة لنجهزها للمقاتلين.. وبعد اشتداد العمليات العسكرية طلبت منا إحدى النساء المسؤولات أن نشارك في المعارك بارتداء الأحزمة الناسفة ومهاجمة القوات العراقية".
ولم تتمكن لمياء من القتال بسبب كثافة القصف وتراخي قبضة داعش على مدينة الموصل، وبعد أن تم استهداف المنزل الذي كانت تقيم به أصيبت ابنتها الصغرى وماتت متأثرة بجراحها، وأصيبت هي أيضاً في أماكن عدة من جسدها، حاولت الهروب واندست بين المدنيين النازحين إلا أنه تم التعرف عليها وتم القبض عليها ومواجهتها بتهمة الإرهاب، وقد أصدرت محكمة الجنايات المركزية العراقية في 17 يناير/كانون الثاني 2018 حكماً بإعدامها، وفق قانون مكافحة الإرهاب الصادر عام 2005.
وفي أثناء جلسة المحكمة، التي حُكم عليها خلالها بالإعدام، أبدت "لمياء" ندمها الشديد بما فعلته بنفسها وابنتيها، وأشارت إلى أن معلومات بسيطة تلقتها من بعض المنتديات وصفحات ومواقع التواصل الاجتماعي التي تروج لتنظيم "داعش" الإرهابي، دفعتها إلى قصد أشخاص يدعون أنهم رجال دين في منطقة منهايم بألمانيا، حيث كانت تسكن، وهناك حرّضها أولئك الأشخاص للذهاب إلى داعش وقد صدقت، عن جهل، كلامهم.