أوراق ضغط أردوغان على ترامب في معركة الرقة
الرئيس التركي يواصل ضغوطه على واشنطن عبر تكثيف الضربات العسكرية على الأكراد وتهديد المصالح الأمريكية في شمال سوريا
جدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مطالبته للولايات المتحدة بإشراك تركيا في معركة الرقة، شمال سوريا، وسط تكثيف للضربات العسكرية التركية ضد حلفاء واشطن في المعركة المرتقبة.
وفي كلمة ألقاها في إسطنبول، السبت، قال أردوغان إن "أمريكا الهائلة والتحالف (التحالف الدولي ضد داعش) وتركيا قادرون على توحيد قواهم وتحويل الرقة إلى مقبرة لداعش".
وتوجه أنقرة انتقادات شديدة لواشنطن لأنها تعتمد بشكل أساسي على "قوات سوريا الديمقراطية" في معركة الرقة.
وسبق أن قال أردوغان في مؤتمر عن الطاقة في إسطنبول الشهر الجاري: "لماذا نطلب العون من منظمات إرهابية؟ نحن موجودون... تركيا وقوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والجيش السوري الحر يمكنهم جميعا القضاء عليهم(داعش). هذا ليس بالأمر العسير علينا".
وحذر الرئيس التركي نظيره الأمريكي، دونالد ترامب، من أن استمرار استعانته بالأكراد "سيضر بروح التضامن" بين البلدين.
و"قوات سوريا الديمقراطية" تحالف كردي- عربي، ولكن الأكراد هم عموده الفقري، وخاصة "وحدات حماية الشعب" التي تصنفها تركيا على أنها إرهابية، وتتهمها بأنها تنسق مع حزب العمال الكردستاني التركي لإقامة دولة كردية منفصلة على الحدود بين سوريا وتركيا.
وخلال الأشهر الأخيرة لم يلُح أي دور لتركيا في معركة الرقة التي بدأ الإعداد لها منذ شهور، فيما تتحرك "قوات سوريا الديمقراطية" مدعومة أمريكيًّا نحو الرقة خلال عملية "غضب الفرات" التي أطلقتها نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، واستولت خلالها على العديد من القرى والمناطق في مدينة الطبقة قرب الرقة.
ولكن تدور اشتباكات ومعارك بين حين وآخر بين تركيا و"قوات سوريا الديمقراطية" في محاولة من الجيش التركي لمنعها من التقدم نحو الرقة، أو السيطرة على مزيد من الأرض في شمال سوريا.
وأعلنت رئاسة الأركان التركية، اليوم السبت، مقتل نحو 89 شخصًا (صنفته كإرهابيين)، بينهم قياديون، في غارات شنّتها مقاتلاتها على مواقع لمنظمات كردية في "كراتشوك" بشمال سوريا وفي سنجار بشمال العراق 25 إبريل/نيسان الجاري.
واستهدفت هذه الضربات في شمال سوريا "قوات سوريا الديمقراطية" بشكل خاص.
ووفق البيان العسكري التركي فإن الضربات أسقطت 49 في شمال سوريا، في حين قالت "قوات سوريا الديمقراطية" في وقت سابق إن قتلاها 20.
وأثارت هذه الضربات غضب واشنطن، خاصة أنها تمت "دون التنسيق" معها.
وفي تجدد لهذه الضربات على المواقع الكردية أعلن الجيش التركي مقتل 14 مسلحا كرديا بشمال العراق اليوم السبت.
ولحزب العمال الكردستاني معسكرات في جبال شمال العراق قرب الحدود التركية، ويستغلها في شن هجمات على أهداف تركية.
ويرى محللون أن أردوغان يسعى من خلال إصدار أوامر بضرب "قوات سوريا الديمقراطية" في شمال سوريا إلى ممارسة ضغوط على واشنطن، قبل لقائه المقبل مع الرئيس دونالد ترامب.
وقال جان ماركو الباحث في المعهد الفرنسي للدراسات والمتخصص في شؤون الأناضول: "من الواضح أن هذه الضربات تدل على غضب تركيا، وتندرج ضمن الدعوات المتكررة إلى واشنطن لوقف دعمها لوحدات حماية الشعب الكردية".
وكتبت مجموعة الازمات الدولية في تقرير نشر الجمعة أن أنقرة قلقة من أن مساهمة وحدات حماية الشعب الكردية بدور أساسي في عملية الرقة في ستعزز تحالفها مع واشنطن؛ ما يمنحها المزيد من الشرعية على الصعيد الدولي.
ونظرا إلى توقيت الضربات التركية، المتصاعدة مع تقدم القوات الكردية نحو الرقة، فقد يكون بين أهدافها عرقلة التحضيرات لشن هجوم على المدينة، وكسب نصر له دوي عالمي.
وفي النهج نفسه، ترى مؤسسة "يوريجا غروب" في مذكرة تحليلية أن الضربات التركية على القوات التركية في شمال سويا والعراق ستؤدي إلى المزيد من انعدام الاستقرار، وقد تسقط قتلى من الجنود الأمريكيين المتواجدين هناك؛ ما ينعكس سلبا على الوجود والمصالح الأمريكية في هذه المناطق، وتكون ورقة ضغط لصالح أردوغان.
aXA6IDE4LjIyMi41Ni43MSA=
جزيرة ام اند امز