مذبحة قضائية.. مئات الأتراك ينتظرون مؤبد الانقلاب
تشهد تركيا، اليوم الخميس، وجها آخر من تبعات مسرحية الانقلاب، التي باتت شماعة يعلق عليها النظام الحاكم الاعتقالات التعسفية.
أحكامٌ بحق المئات معظمهم من الجيش، قد تصل إلى السجن مدى الحياة، سيصدرها القضاء التركي، بتهمة حاكتها سلطات الرئيس رجب طيب أردوغان، وتتعلق بأحداث ليلة الخامس عشر من يوليو/تموز عام 2016.
وهذه هي المحاكمة الرئيسية لتلك المحاولة التي تصفها المعارضة التركية وجمعيات حقوقية بأنها مسرحية أراد منها أردوغان تصفية خصومه.
أكار بطل المسرحية
وتدور أحداث هذه المحاكمة حول الوقائع التي تقول سلطات أردوغان إنها جرت في تلك الليلة، بقاعدة أكينجي الجوية في العاصمة أنقرة التي اُعتبرت مقر قيادة "منفذي المحاولة".
في تلك القاعدة، ظهر رئيس الأركان ووزير الدفاع التركي الحالي، خلوصي أكار، مدعيا أنه جرى اختطافه وظهر معصوب العينين، في محاولة لحبك مسرحية الانقلاب.
ويُنظر إلى خلوصي أكار، على أنه مقصلة أردوغان المسلطة على رقبة الجيش، وعصاه الغليظة وشريكه في مسرحية الانقلاب، والعسكري الذي خان القسم وحصل على منصبه مقابل تصفية خصوم الرئيس في المؤسسة العسكرية.
وفي أغسطس/آب 2017، بدأت محاكمة 475 مشتبها به معظمهم من الجنود أو من طياري سلاح الجو، في أكبر قاعة محكمة في تركيا، بُنيت خصيصا في مجمع سجن سينجان في أنقرة.
وتتهم سلطات أردوغان، رجل الدين التركي والمقيم في الولايات المتحدة، فتح الله غولن، بالوقوف وراء أحداث يوليو، وهو ما ينفيه الرجل.
وبهذه الشماعة، اعتقلت سلطات أردوغان الآلاف، وفصلت مثلهم من وظائفهم، في حملة تطهير قامت بها على نطاق غير مسبوق في التاريخ التركي الحديث.