أردوغان ينتهك اتفاق ليبيا.. تدريب المليشيا لإنقاذ تركيا
لم تمر أكثر من 24 ساعة على اتفاق الأطراف الليبية، حتى قامت تركيا بخرق وقف إطلاق النار الموقع في جنيف الجمعة، بتدريب مليشيات حكومة الوفاق.
وأعلنت وزارة الدفاع الوطني في تركيا، السبت، استمرار تدريبات عناصر ميلشيا الوفاق في طرابلس، في مخالفة صريحة للفقرة الثانية من اتفاق جنيف.
وتنص تلك المادة على"تجميد العمل بالاتفاقيات العسكرية الخاصة بالتدريب في الداخل الليبي، وخروج أطقم التدريب إلى حين تسلم الحكومة الجديدة الموحدة لأعمالها، وتكلف الغرفة الأمنية المشكلة بموجب الاتفاق باقتراح وتنفيذ ترتيبات أمنية خاصة تكفل تأمين المناطق التي تم إخلاؤها من الوحدات العسكرية والتشكيلات المسلحة".
ويشكك خبراء ليبيون، في إمكانية صمود الاتفاق الذي وقعته الأطراف الليبية، الجمعة، في جنيف، بعد الانتهاكات التركية الأخيرة
الوضع قابل للانفجار
وحول التحركات التركية الأخيرة، قال الكاتب والمحلل السياسي الليبي عبدالباسط بن هامل، لـ"العين الإخبارية"، إن تركيا تتمادى في توسعاتها في ليبيا وهو ما صرح به رئيسها رجب طيب أردوغان بأن وقف إطلاق النار سيكون هشًا، لأنه يريد استمرار الفوضى في ليبيا وتقوية المليشيات.
وحذر بن هامل من "انفجار الوضع في أي دقيقة"، مؤكدًا أن أردوغان يريد استمرار نزيف الدم الليبي، للحصول فقط على النفط الليبي وعلى امتيازات تنقذ اقتصاد بلاده، وعلى بقاء تنظيم الإخوان في ليبيا.
وحول إمكانية فرض عقوبات على أنقرة، قال: "إن المجتمع الدولي منقسم على نفسه، فهو سيغض الطرف عن تلك الانتهاكات، في محاولة منه لإطالة الأزمة الليبية، ومقابل بعض التفاهمات مع تركيا في ملفات أخرى".
وتابع أن الجيش الليبي سيظل ملتزما بوقف إطلاق النار وسيبقى في مواقعه، إلا إذا تعرض لأي محاولة للاعتداء على مواقعه العسكرية في خطوط التماس أو هجوم، كما أنه لن يكون ملزما بهذا الاتفاق الذي نقض بعد مرور أقل من 24 ساعة.
وأكد الكاتب الليبي أن هناك وسيطًا دوليًا يرعى الحوارات وعليه أن يبرز هذه الانتهاكات من كل الأطراف، وبالتالي فإن الراعي الرسمي للاتفاق عليه أن يشير بأصابع الاتهام لمن يخرق الاتفاق.
المطامع التركية في ليبيا
نائب رئيس تحرير "بوابة أفريقيا الإخبارية" الليبية حسين مفتاح، قال إن وزارة الدفاع التركية كشفت حقيقة المطامع التركية في ليبيا، باستمرارها في تنفيذ مخططها المشبوه في ليبيا مدعية أنه تنفيذ لمذكرات التفاهم التي وقعتها مع مليشيات الوفاق، إلا "وضع العصا في الدولاب".
وأكد الصحفي والخبير في الشؤون الليبية، أن هذه ليست المرة الأولى التي تقوم فيها تركيا بنقض العهد وعرقلة أي جهود نحو تسوية الأزمة الليبية ولعل قيامها بمخالفة مخرجات مؤتمر برلين خير دليل على ذلك.
وأشار إلى أن إصرار تركيا على استمرار الفوضى في ليبيا لأن استقرار البلاد واتفاق الليبيين يعني نهاية مشروعها في المنطقة "خاصة إذا أبرزنا أن من ضمن نقاط اتفاق جنيف وقف كل التحركات العسكرية الخارجية بما في ذلك برامج التدريب وغيرها".
بدوره، قال رئيس مجلس التعاون الدولي والعلاقات الدبلوماسية في ليبيا، عادل ياسين، لـ"العين الإخبارية"، إن اتفاق وقف إطلاق النار لن ينفذ لأنه لا يتماشى مع مصلحة المليشيات وتنظيم الإخوان الإرهابي.
وأكد ياسين، أن "الاتفاق هش وسريعًا ما سيصبح أكوامًا من الورق لا قيمة لة، والنموذج العراقي ليس ببعيد".
وأشار إلى أن "أردوغان هو صاحب القرار في طرابلس، وكل من يتقلد منصبًا هناك موظفين عند أبيهم الروحي الذي أزاح عنهم خطر القوات المسلحة التي كادت أن تسيطر على طرابلس وتقضي على المليشيات وداعميها".
وأكد أنه "بعد أن وضعت تركيا يدها علي منطقة الغرب بأكمله أصبح القرار يأتي من إسطنبول إلى حراس المصالح التركية الأردوغانية".أحلام أردوغان التوسعية
أحلام أردوغان التوسعية
عضو مجلس النواب الليبي الدكتور علي التكبالي قال لـ"العين الإخبارية"، إن تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التهكمية على الاتفاق أمس، تثبت أنه سيعمل بكل طاقة ممكنة لعرقلته، وهو ما حدث حاليا.
وأشار إلى أن الأتراك المتواجدين بقاعدة الوطية وميناء الخمس والمنطقة الغربية يريدون احتلال البلاد، فليس من مصلحتهم نجاح أو المساهمة في إنجاح الاتفاق، لأنه لن يخدم مصالح الرئيس التركي التوسعية ولا مصالح مليشيا الوفاق التي تريد أن تظل دومًا فوق القانون دون محاسبة على جرائمها.
وأكد أن الأمم المتحدة أمام تحد حقيقي، وعليها أن تري الليبيين والمجتمع الدولي أنها جادة في تطبيق اتفاق جنيف،، مطالبًا إياها باستخدام أسلوب "العصا والجزرة" لتحقيق السلام في ليبيا.
وفور إعلان اتفاق وقف إطلاق النار شكك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في الاتفاق الموقع، وقلل من شأنه، زاعما أن: "توقيع وقف إطلاق نار دائم في ليبيا ضعيف المصداقية.. ليس اتفاقا على أعلى المستويات".
وتأتي تلك التدريبات العسكرية والتصريحات العنترية التركية، وسط نشاط مكثف لا ينفك، للطيران العسكري التركي القادم إلى مطارات غرب ليبيا.