دبلوماسي ليبي يحذر من تحويل سرت لـ"بغداد جديدة"
حذر دبلوماسي ليبي سابق من إقامة منطقة معزولة السلاح في سرت باعتبارها ترسيخا واضحا لمبدأ انفصال وتقسيم الدولة.
وقال السفير الدكتور رمضان البحباح، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن "مقترح المنطقة منزوعة السلاح يقضي بإرغام القوات المسلحة من الانسحاب شرقًا إلى ما بعد الموانئ النفطية وتجريدها من موقفها القوي الذي يدعمها في أي عملية تفاوضية، ليتسنى للحكومة المفترضة والتي سينتجها الحوار أن تعمل على تكريس التواجد الأجنبي في البلاد".
وشبه البحباح تلك المنطقة بالمنطقة الخضراء في بغداد، التي أنتجت مزيدًا من الشرخ الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، مؤكدًا أنها ستحدث حالة صراع بين الأقاليم وستذكي الصراع بين مكوناتها الاجتماعية وتخلق حالة اختراب دائم لزيادة التفتيت بشكل أكبر، والتي ستقود حتما إلى حروب أهلية داخل القبيلة الواحدة.
وكان الاتفاق الليبي 5+5 الصادر عن اجتماعات جنيف الجمعة قد تضمن جزءا يتعلق بإجراء ترتيبات أمنية يكون من ضمنها جعل مدينتي سرت والجفرة منطقتين منزوعتي السلاح والاستعاضة عن القوات المسلحة بقوات أمنية مشتركة.
وفي 21 أغسطس/ آب الماضي نشرت البعثة الأممية بيانين متزامنين لرئيس مجلس النواب عقيلة صالح ورئيس ما يعرف بحكومة الوفاق الوطني فايز السراج بوقف إطلاق النار، وجعل سرت منطقة منزوعة السلاح والعودة للمسارات السياسية.
إلا أن الجيش الوطني الليبي أعلن رفضه لذلك المقترح، واصفاً إياه بـ"الخطير جدا"، لأن المدينتين لا تشهدان أي صراعات عسكرية، معتبراً طرح نزع السلاح عن سرت والجفرة محاولة لتقديم دعم لتركيا للتقدم نحو الحقول النفطية.
وما بين هذا وذاك، يرى مراقبون أن جملة "سرت منزوعة السلاح" تأتي ترجمة علنية لضغوط سرية تمارس منذ فترة على القيادة العامة للجيش الليبي للخروج من سرت والجفرة، والتراجع مسافة 160 كيلومترا تقريبا نحو الشرق.