الجيش التركي يجتاح كردستان العراق بعمق 30 كيلومترا
إدارة ناحية سيدكان في إقليم كردستان العراق قالت إن الجيش التركي اجتاح الحدود بحجة مطاردة مقاتلي حزب العمال الكردستاني.
كشفت إدارة ناحية سيدكان في إقليم كردستان العراق، أن الجيش التركي اجتاح الحدود ودخل إلى عمق 30 كيلومترا داخل أراضي الإقليم بحجة مطاردة مقاتلي حزب العمال الكردستاني.
- أسبوع العراق.. صراع بين أذرع إيران ورئيس جديد لكردستان
- نيجيرفان بارزاني.. رجل المهام الصعبة رئيسا لكردستان
وبينت إدارة الناحية أن القرى التابعة لها تعيش أوضاعا غير مستقرة إثر المعارك بين الجانبين.
وبدأت القوات التركية مع بداية موسم الصيف الجاري بشن هجوم على مقاتلي العمال الكردستاني الذين ينشطون في المناطق الجبلية الواقعة على الحدود بين العراق وتركيا.
وقال إحسان جلبي، مدير ناحية سيدكان، لـ"العين الإخبارية": "تشهد نحو ٢٠ قرية من القرى التابعة للناحية الواقعة على الحدود مع تركيا منذ منتصف مايو/أيار الماضي وحتى الآن ظروفا صعبة ومتدهورة إثر المعارك التي تشهدها المنطقة بين مقاتلي حزب العمال الكردستاني والجيش التركي".
وكشف أن القوات التركية اجتاحت منذ ٢١ مايو/أيار مناطق أخرى ضمن حدود إقليم كردستان في جبل شكي ومرتفعات قرية سيران وقرية خليفان.
وتابع: "يوجد الجيش التركي حاليا بعمق ٣٠ كيلومترا في مساحة تقدر عرضها بنحو ٥٢ كيلومترا داخل حدود إقليم كردستان".
وأضاف جلبي أن القوات التركية تشن قصفا مدفعيا على هذه القرى إلى جانب الغارات الجوية المستمرة الأمر الذي تسبب في انعدام الاستقرار بالمنطقة ".
وفجر الأربعاء، شنت الطائرات التركية غارات على منطقة "شيخ زادة" ضمن حدود قرية ميركَ رش التابع لناحية سيدكان.
وقال الدكتور كامران برادوستي الطبيب في مستشفى سوران لـ"العين الإخبارية"، إن "القصف التركي أسفر عن إصابة ٣ من البيشمركة اثنان منهما كانت إصابتهما خفيفة لكن الثالث إصابته خطرة وفقد إحدى ساقيه".
وتبعد القوات التركية التي اجتاحت المنطقة بأسلحتها الثقيلة نحو ٦٠٠ كيلومترا من القرى الواقعة في محيط سيدكان التي تحتضن أكثر من ٢٥٠ قرية اضطر سكان ١١٥ منها إلى ترك قراهم إثر المعارك بين القوات التركية وحزب العمال الكردستاني، إضافة إلى القصف المدفعي والجوي التركي لهذه القرى.
فرهاد صالح، مواطن من سكان إحدى قرى سيدكان، اضطر قبل 3 أشهر من النزوح إلى داخل ناحية سيدكان تاركا مزرعته بسبب القصف التركي والمعارك بين الجيش التركي والعمال الكردستاني التي تدور داخل هذه القرى.
وأضاف صالح لـ"العين الإخبارية": "خسرت أموالا كثيرة بسبب النزوح، قريتنا في مرمى نيران الجيش التركي، والقصف أحرق مساحات واسعة من أراضينا، وقتل العشرات من ماشيتنا، وأصبحنا بلا عمل، نطالب المجتمع الدولي بالتدخل وإيقاف الاعتداءات التركية وعلى العمال الكردستاني أن يخرج من مناطقنا".
بدوره، قال جمال رحيم، أحد أهالي قرية خليفان إحدى القرى التي تعيش تحت القصف التركي في حديثه مع "العين الإخبارية" "نحن لا نريد أن نترك قرانا ونتجه إلى المخيمات؛ لأن الجانبين سيستخدمان القرى كمعسكرات لهما، وبالتالي سيستمر مسلسل تدمير هذه المنطقة الغنية زراعيا، وكذلك تعد مركزا للرعي الماشية وتربية النحل، نضطر أن نترك القرية لعدة ساعات بسبب القصف ومن ثم نعود إليها، لكن القصف والمعارك ألحقت أضرارا مادية كبيرة بنا وفقدنا كثيرا من مناحلنا فالنحل يهجر المنطقة بسبب القصف".
وخلال الأعوام الماضية، طالبت حكومة إقليم كردستان لعدة مرات تركيا وحزب العمال بإبعاد صراعهما العسكري من كردستان العراق، رافضة أن تكون أراضي الإقليم ساحة معركة لأي طرف من الأطراف الخارجية.
وحسب الدستور العراقي يقع عملية حماية الحدود العراقية على عاتق الحكومة المركزية لكن بغداد لم يصدر منها أي موقف تجاه ما يحدث على الحدود.