توقعات بتفكك حزب أردوغان خلال عامين
كمال أوزقيراز يقول إن الحزب الحاكم في تركيا يشهد انخفاضا كبيرا في عدد أعضائه، والفترة المقبلة ستشهد مزيدا من الاستقالات والانشقاقات
توقعت شركة استطلاعات رأي وأبحاث تركية تفكك حزب العدالة والتنمية الحاكم بشكل كامل بين عامي 2020 و2022، إثر الانشقاقات والاستقالات المتوالية التي يشهدها خلال الفترة الماضية.
- قيادي سابق بـ"العدالة والتنمية": لا مستقبل لتركيا تحت حكم أردوغان
- 30 استقالة بأسبوع.. حزب أردوغان ينهار بعد داود أوغلو
وقالت صحيفة "يني جاغ" التركية المعارضة، الأربعاء، إن تلك التوقعات نشرها كمال أوزقيراز، رئيس شركة "أفراسيا"، واحدة من أشهر شركات الأبحاث واستطلاعات الرأي في تركيا، على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر".
وأوضح أوزقيراز في تغريداته أن "الحزب الحاكم في تركيا يشهد انخفاضا كبيرا في عدد أعضائه، والفترة المقبلة ستشهد مزيدًا من الاستقالات والانشقاقات".
وتابع: "من المؤكد أن الحزبين اللذين يسعى رئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو، ونائب رئيس الوزراء الأسبق علي باباجان، إلى تشكيلاهما سيحصلان على شريحة كبيرة من أصوات العدالة والتنمية، الأمر الذي سيفقد ذلك الحزب توازنه".
وأضاف: "سيفقد العدالة والتنمية توازنه، والأمل في دخول البرلمان، لدرجة أنه لو دخله بأي عدد من النواب سيحمد الله على هذا الإنجاز، ولذلك سيتفكك هذا الحزب تماما بين عامي 2020-2022".
واستطرد: "حينها سيكون ما سيحدث للحزب الحاكم العبرة والمثل، وبعد رحيله سيعود العمل بالنظام البرلماني ثانية في البلاد".
وفي 5 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، كان مراد صاري رئيس شركة "كونسينسوس" (واحدة من أشهر شركات الأبحاث واستطلاعات الرأي التركية)، قال إن "السياسة في تركيا باتت على صفيح ساخن، وننتظر انتخابات مبكرة، إما نهاية عام 2020 وإما مطلع عام 2021".
وشدد في تصريحات صحفية على "أهمية استطلاعات الرأي خلال الفترة المقبلة، لأنها سيكون دورها كبيرا في تحديد بوصلة المجتمع، واهتماماته خلال تلك الفترة؛ لذلك ينبغي تعقب هذه المرحلة بشكل دقيق".
وأشار صاري إلى أن "استطلاعات الرأي التي ظهرت نتائجها مؤخرا كشفت أن 51% من المشاركين يرغبون في عودة النظام البرلماني بدلًا من الرئاسي الحالي، ما انعكس بالسلب على نسبة المؤيدين لتحالف الجمهور بين حزبي العدالة والتنمية الحاكم، والحركة القومية المعارض".
وتابع: "لا ننسى أن المسار الاقتصادي يسير في اتجاه سلبي بشكل كانت تداعياته كبيرة على النظام الحاكم، ومن ثم إذا أجريت انتخابات الآن فتداعيات تلك التطورات ستؤثر بشكل كبير على نظام الرئيس رجب طيب أردوغان".
وأوضح أن "شريحة المعارضين الأتراك لا تدعم الهجوم الذي شنته القوات على شمالي سوريا مؤخرًا، ولا شك أن تداعيات العملية ستؤدي إلى انخفاض التأييد للنظام الحاكم بشكل أكبر خلال الفترة المقبلة".
أحزاب جديدة
وحول الحزبين الجديدين اللذين يعتزم داود أوغلو وباباجان تأسيسهما خلال الفترة المقبلة، قال مراد صاري إن "المهم في هذا السياق هو هل تركيا بحاجة حاليًا إلى حزب جديد أم لا؟".
وتابع: "لقد قمنا خلال أحد استطلاعات الرأي بطرح ذلك السؤال، فقال 21% إن البلاد بحاجة لحزب جديد، فيما قال 79% إنه لا توجد حاجة لذلك".
ويفقد "العدالة والتنمية" كل يوم مؤسسيه وقاعدته الشعبية منذ فشله في الانتخابات البلدية، لا سيما فقدانه أحد رموز سيطرته وهي بلدية إسطنبول.
ويشهد الحزب منذ فترة سلسلة استقالات كان أبرزها استقالة داود أوغلو في 13 سبتمبر/أيلول الماضي، وباباجان في يوليو/تموز الماضي، بعد فترة من انتشار مزاعم حول اعتزامهما تأسيس حزبين جديدين مناهضين للحزب الحاكم بزعامة أردوغان.
ومن المنتظر أن يعلن باباجان وداود أوغلو حزبيهما الجديدين بحلول نهاية العام الجاري، وهذه الانشقاقات المتتالية تأتي اعتراضا على سياسات أردوغان التي أدخلت البلاد في نفق مظلم.
وانخفض عدد أعضاء الحزب خلال عام واحد، بمقدار 788 ألفا و131 عضوًا، بحسب ما أعلنته المحكمة العليا في 1 يوليو/تموز الماضي، إذ سجل عددهم 9 ملايين و931 ألفًا و103 أعضاء، بعدما كانوا 10 ملايين و719 ألفًا و234 عضوًا.
هذه الانشقاقات والاضطرابات دفعت كثيرًا من المراقبين والمعارضين إلى التكهن باحتمال إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة.
aXA6IDMuMTQ1LjU4LjE1OCA= جزيرة ام اند امز