معارض تركي: نظام أردوغان يرتكب جريمة إنسانية بحق المفصولين من أعمالهم
عضو اللجنة الدستورية بالبرلمان يؤكد أن 150 ألف شخص ونحو 300 ألف طفل على الأقل من أبنائهم وقعوا ضحية أردوغان.
قال معارض تركي إن المراسيم الرئاسية التي أصدرها الرئيس رجب طيب أردوغان خلال الفترة التي أعلنت فيها حالة الطوارئ، بعد المحاولة الانقلابية المزعومة عام 2016، "جريمة إنسانية ارتكبت بحق 150 ألف شخص، و300 ألف من أطفالهم".
جاء ذلك في بيان نشره إبراهيم أوزدَن كاب أوغلو، النائب البرلماني عن حزب الشعب الجمهوري المعارض، والحقوقي المفصول من عمله الحكومي بموجب أحد مراسيم الطوارئ، على حسابه الشخصي بموقع "فيسبوك" الثلاثاء، تلخيصا لكلمة ألقاها في هذا الصدد أمام البرلمان.
وبدأ نظام أردوغان، بعد المحاولة الانقلابية المزعومة عام 2016، حملة انتقامية بحق كل التيارات المعارضة له، وشملت هذه الحملة عمليات فصل تعسفي كانت تتم بموجب مراسيم رئاسية تصدر عن أردوغان مباشرة، بعد أن أمسك في يده بزمام كل السلطات، لا سيما بعد تحول البلاد من نظام برلماني إلى رئاسي في يونيو/حزيران 2018.
وتمنح حالة الطوارئ السلطة التنفيذية صلاحيات واسعة لفصل الموظفين وفرض حظر التجوال وتنفيذ الاعتقالات بحرية تامة، دون الرجوع للسلطات التشريعية والقضائية.
كاب أوغلو، عضو اللجنة الدستورية بالبرلمان، ذكر في هذا السياق أن 150 ألف شخص ونحو 300 ألف طفل على الأقل من أبنائهم وقعوا ضحية هذه المراسيم التي حُرموا بموجبها من حقهم في اللجوء للقضاء؛ للتخلص من الضرر الواقع عليهم جراء ذلك.
وأضاف المعارض التركي قائلا "150 ألف شخص سقطوا ضحايا لمراسيم الطوارئ، وإذا نظرنا إلى سلبهم حقهم في الحياة وحرية التنقل فإن فصل 7 آلاف عضو هيئة تدريس من الجامعات في ظل اتجاه البلاد لاستقدام أكاديميين من الخارج هو مذبحة علمية وجريمة بحق الإنسانية وهذا الأمر لا يزال مستمرا".
وكان كاب أوغلو أستاذا بكلية الحقوق في جامعة مرمرة بمدينة إسطنبول، قبل أن يتم فصله من عمله بموجب أحد المراسيم الرئاسية عام 2017، وهو أيضا كاتب بصحيفة "بر غون" المعارضة.
وعلى خلفية هذه المحاولة الانقلابية المزعومة، سجنت السلطات في تركيا أكثر من 77 ألف شخص انتظارا لمحاكمتهم، وعزلت أو أوقفت عن العمل نحو 150 ألفا من العاملين في الحكومة وأفراد الجيش وغيرهم من الأكاديميين.
ويوم 10 مارس/آذار الماضي، كشف سليمان صويلو، وزير الداخلية التركي، عن توقيف 511 ألف شخص، اعتقل منهم 30 ألفاً و821، في إطار العمليات التي استهدفت جماعة الداعية فتح الله غولن، وحزب العمال الكردستاني، منذ المحاولة الانقلابية المزعومة.
وفي 3 يناير/كانون الثاني الماضي، أعلن الوزير ذاته أن عدد المعتقلين في عام 2018 بلغ 750 ألفاً و239 شخصاً، بينهم أكثر من 52 ألفاً فقط بشبهة الانتماء إلى غولن.