معارض تركي: أردوغان ابتعد بالبلاد عن دولة القانون
تصريحات المعارض التركي أوزر جاءت عقب زيارة أجراها لرجل الأعمال والناشط الحقوقي عثمان كافالا في محبسه
اتهم معارض تركي، الأحد، نظام الرئيس رجب طيب أردوغان، بالتسبب في الابتعاد بالبلاد عن دولة القانون، حيث فقد القضاء استقلاليته في ظل ضغوط سياسية تمارس عليه.
وقال أوطقو تشاقير أوزر، النائب البرلماني عن حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية "إنني في غاية الحزن والأسف لما أتعرض له من ظلم كبير، لكن حزني الأكبر على الوضع الكارثي الذي باتت فيه تركيا، وكذلك جهاز القضاء بها".
تصريحات أوزر، التي نقلتها صحيفة سوزجو، جاءت عقب زيارة أجراها لرجل الأعمال والناشط الحقوقي عثمان كافالا في محبسه.
وعاد كافالا إلى محبسه مجددا بقرار من إحدى محاكم إسطنبول، على ذمة تحقيقات في قضية أخرى بعد تبرئته من الاتهامات المنسوبة إليه في قضية احتجاجات متنزه "غيزي" التي وقعت عام 2013.
وكان الناشط الحقوقي التركي قال، في وقت سابق، إنه رغم ما يعانيه من ظلم ويأس لم يفقد الأمل في قدرة شرفاء داخل جهاز القضاء على التصدي للضغوط كافة وإعادة العدالة لمسارها الطبيعي.
وتعقيبا على ذلك، ذكر المعارض التركي أوزر أن استمرار اعتقال رجل الأعمال والناشط كافالا خير مثال على مدى ابتعاد تركيا عن دولة القانون في ظل نظام أردوغان، وعلى مدى بشاعة الضغوط السياسية التي تمارس على القضاء الذي فقد استقلاليته وحياديته.
وأضاف "هذا إلى جانب اعتقال صلاح الدين دميرتاش الرئيس المشارك السابق لحزب الشعوب الديمقراطي الكردي، هذه القضية تعتبر هي الأخرى مثالا صارخا على ما وصلت إليه دولة القانون بتركيا".
واستطرد أوزر قائلا "لا يمكننا في تركيا أن نتحدث عن دولة قانون أو ديمقراطية طالما استمر اعتقال كافالا ودميرتاش في المعتقل رغم صدور قرارات من محكمة حقوق الإنسان الأوروبي الملزمين بها، بالإفراج عنهما".
وأسدلت محكمة تركية، قبل أيام، الستار على قضية احتجاجات غيزي، التي وقعت عام 2013، بتبرئة جميع المتهمين فيها.
وسُجن كافالا أكثر من عامين، بعد اتهامه بمحاولة الإطاحة بالحكومة، عبر تنظيم احتجاجات شارك فيها مئات الآلاف ضد خطط أردوغان لتطوير حديقة بوسط إسطنبول المعروفة بـ"غيزي بارك".
لكن كان من المثير في الأمر هو إعادة اعتقال رجل الأعمال كافالا، على الرغم من أنه أحد من تمت تبرئتهم في القضية، وكان الوحيد الذي تتم محاكمته وهو معتقل.
وجاء إعادة القبض على كافالا على خلفية توجيه اتهامات له في قضية أخرى متعلقة بمسرحية الانقلاب التي شهدتها البلاد بعام 2016.
واعتقل دميرتاش في عام 2016 عندما كان رئيسا لحزب الشعوب الديمقراطي، ومعه فيجان يوكسك داغ الرئيسة المشاركة للحزب، على خلفية ملف التحقيقات المتعلق بأحداث شهر أكتوبر/تشرين الأول 2014 الدامية التي وقع فيها قتلى كانوا يتظاهرون ضد عدم اتخاذ نظام أردوغان موقفا واضحا ضد تنظيم داعش عند احتلاله مدينة عين العرب (كوباني) ذات الأغلبية الكردية في سوريا.