بالوثائق.. حكومة أردوغان حاولت اختراق حساب أكاديمي معارض
الفرق الإلكترونية التي تعمل لصالح وزارة الداخلية التركية حاولت اختراق حساب "تويتر" الخاص بأستاذ جامعي من منتقدي حكومة رجب طيب أردوغان.
كشفت وثائق سرية أن فرقا إلكترونية تعمل لصالح وزارة الداخلية التركية حاولت اختراق حساب "تويتر" الخاص بأستاذ جامعي من منتقدي حكومة رجب طيب أردوغان، وتوجيه اتهامات له وصلت حد التخطيط لانقلاب.
وطبقًا لملف سري للشرطة حصل عليه موقع "نورديك مونيتور" السويدي، استهدفت السلطات التركية الباحث البارز رشيد هيلماز (55 عامًا/يعيش بالخارج) بطريقة ممنهجة ومتعمدة بسبب آرائه المعارضة لحكومة أردوغان.
وخلال خطاب سري للغاية يعود لتاريخ 6 أكتوبر/تشرين الأول عام 2017، طلب رئيس دائرة مكافحة الإرهاب بإدارة شرطة إسطنبول كيهان آي من إدارة الأمن العام التحقيق بشأن هيلماز بناء على تقرير بحثي تمهيدي جمعته وحدة الجرائم الإلكترونية في يوليو/حزيران عام 2017.
ووفق الوثيقة فإنه جرى توجيه عدة اتهامات لـ"هيلماز" ما بين تشويه صورة أردوغان إلى إهانة الشرطة.
وكتب رئيس إدارة الأمن العام إلى مكتب الادعاء العام بإسطنبول حسن جوهر في 4 أكتوبر/تشرين الأول عام 2019، قائلًا إن تعليقات الباحث التركي قد تتضمن عناصر إجرامية.
وفي 13 يناير/كانون الثاني عام 2020، أحال المكتب القضية إلى مكتب الادعاء العام في أنقرة، مشيرًا إلى مسائل تتعلق بالاختصاص، مدعيًا بأن قضية مشابهة ضده يجرى متابعتها بالفعل بالعاصمة التركية.
وتضمنت لائحة الاتهامات تغريدات الباحث التركي والمنشورات المعاد تغريدها التي جاء بها انتقادات للحكم في تركيا حول عدد من المسائل باعتبارها دليلًا على التصرفات الإجرامية.
وتضمن التقرير بشأن الباحث المكون من 9 صفحات لقطات مصورة (سكرين شوت) لرسائل عبر شبكة التواصل الاجتماعي، كان من بينها واحدة شارك فيها تغريدة نشرها الصحفي جان دوندار الذي هرب إلى ألمانيا بعد إطلاق سراحه المشروط في تركيا.
كما أعاد هيلماز تغريد منشورات للصحفيين: طارق توروس، ويافوز بيدار، اللذين أجبرتهما حكومة أردوغان على حياة المنفى، فيما تجرى تحقيقات بشأنهما تتعلق بالإرهاب.
ووجهت اتهامات لهم جميعًا بارتباطهم بحركة الخدمة، التي يقودها فتح الله غولن، الذي يوجه انتقادات حادة لحكومة أردوغان بشأن عدة قضايا.
واتهم هيلماز أردوغان بأنه يستخدم حركة جولن ككبش فداء لأخطائه وأوجه القصور في حكمه للبلاد، كما انتقد محاولاته للإلقاء باللوم على الحركة في محاولة الانقلاب الفاشل عام 2016.
وكشفت الصفحة رقم 7 من التقرير عن الكيفية التي حاول بها القراصنة في الوحدة الإلكترونية سرقة المعلومات الشخصية للباحث التركي من خلال استغلال خاصية إعادة تعيين الرقم السري.
وأوضحت الوثائق أن الأكاديمي ورد اسمه كمشتبه فيه ضمن 5 دعاوى منفصلة يتابعها المدعون العامون في إسطنبول وأنقرة وسكاريا، ويواجه اتهامات مثل: تشويه صورة أردوغان، والتخطيط لانقلاب.
وحتى الآن، صدر بحقه 17 مذكرة اعتقال منذ عام 2015، وقدمت الحكومة كتابات هيلماز وكتبه وتعليقاته على الشبكات الاجتماعية لإثبات الاتهامات ضده.
وهيلماز من أشد المعارضين للجماعات الإرهابية مثل: القاعدة وتنظيم داعش، كما انتقد تدخل حكومة أردوغان في سوريا. وألف العديد من الكتب، بعضها ترجم إلى اللغة الإنجليزية. كما عمل لصالح عدة وسائل إعلامية ودور نشر ومحطات تلفزيونية وإذاعية، وحاليًا يعيش خارج تركيا.
aXA6IDMuMTQ1LjEwNS4xNDkg جزيرة ام اند امز