وثائق: إمام بالشؤون الدينية التركية درب قاتل السفير الروسي بأنقرة
إمام متطرف مسجل في كشوف مرتبات الحكومة التركية لعب دوراً أساسياً في تطرف وتدريب ضابط الشرطة الذي اغتال السفير الروسي لدى تركيا
كشف موقع "نورديك مونيتور – Nordic Monitor" السويدي، الإثنين، أن إماماً متطرفاً مسجلا في كشوف مرتبات الحكومة التركية لعب دوراً أساسياً في تطرف وتدريب ضابط الشرطة المرتبط بتنظيم القاعدة الذي اغتال السفير الروسي لدى تركيا أندريه كارلوف، في العاصمة أنقرة في ديسمبر/كانون الأول 2016.
- بغداد تستدعي سفير تركيا احتجاجا على قتلها متظاهرا بكردستان العراق
- موقع سويدي: تركيا وظفت عناصر شرطة في سفاراتها للتجسس على الدول
وقال الموقع المتخصص في تتبع الحركات المتطرفة ومقره في العاصمة السويدية ستوكهولم إن حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أبقت الإمام المتطرف في إدارة أحد المساجد في أنقرة رغم المعلومات التي حصلت عليها خلال التحقيقات ومن بينها إفادته بشأن علاقته بمنفذ عملية الاغتيال.
وأضاف الموقع أن الداعية المتطرف يدعى رجب أوغوز (47 عاماً)، ويعرف أيضاً باسم أبوحذيفة تركي، ويعيش في قرية بالقرب من مدينة تشاملي بمحافظة دنيزلي. ويعمل لدى هيئة الشؤون الدينية التركية (ديانت) في منطقة ينيماهال في أنقرة، والتي يوجد بها مقر جهاز الاستخبارات التركي (إم آي تي).
وعُين أبوحذيفة من قبل مؤسسة ديانت الحكومية في عام 2011، وبدأ في ممارسة عمله كإمام لمسجد في أنقرة، وهناك تعرف على الضابط قاتل السفير الروسي مولود الطنطاش.
وخلال إدلائه بأقواله أمام الشرطة التركية في 27 ديسمبر/كانون الأول 2017، اعترف أبوحذيفة بمعرفته الطنطاش. وقال إن الطنطاش طلب منه أن يعطيه درساً خاصاً في اللغة العربية، وهو ما وافق عليه الإمام المتشدد.
وقال "نورديك مونيتور" إن الكلمات العربية غير السليمة التي نطقها الطنطاش بعد اغتيال السفير الروسي عرفها من الدروس التي حصل عليها من أبوحذيفة.
وبجانب راتبه الشهري الذي يحصل عليه من الحكومة التركية، يجمع أبوحذيفة أموالاً كثيرة؛ ليس فقط من جمعيات ومؤسسات خاصة، بل من مؤسسة "ديانت" التابعة لهيئة الشؤون الدينية التركية، التي عمل بها في عامي 2013 و2014.
وأوضح "نورديك مونيتور" أن رحلة أبوحذيفة بدأت في عام 1993 في السودان، البلد الذي تواجد به عدد من المتطرفين من بينهم أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة الذي عاش في الخرطوم في الفترة من 1991 إلى 1996، قبل مقتله في عملية عسكرية أمريكية في باكستان في مايو/أيار 2011.
وكان أبوحذيفة مسجلاً في جامعة أفريقيا العالمية في الخرطوم، وعاش في بيت الشباب مع طلاب متشددين آخرين من مختلف البلدان.
وتدرب أبوحذيفة على يد متطرف جزائري يدعى أبوصالح لخضر الجزائري في الفترة بين 1993 و1994 في منطقة الرميلة جنوب الخرطوم. وكان صديقاً لأشخاص انضموا لقوات الدفاع الشعبي للقتال ضد جنوب السودان.
ويصف أبوحذيفة نفسه بأنه تتلمذ على يد داعية يدعى محمود أسعد كوشان، والذي قاد مجموعة دينية تسمى "إسكندر باشا" حتى وفاته. وفي السنوات الأخيرة، نمت مجموعة إسكندر باشا ليزداد تأثيرها داخل الحكومة التركية، ويشغل أعضاؤها مناصب رئيسية بمساعدة أردوغان.
والتقى أبوحذيفة كوشان عندما ذهب إلى السودان لتوزيع الأموال على الجماعات التابعة له، ولحضور اجتماع ديني في يوليو/تموز 1994.
وعلى الرغم من اختلافه مع تنظيم القاعدة وتنظيم داعش، يدعم أبوحذيفة هذين التنظيمين ودماعات إرهابية أخرى ضد من يصفهم بالكفار. ووصف أبوحذيفة تنظيم داعش بـ"الإخوة السيئين"، ولكنه أعلن دعمه له ضد من وصفهم بأعداء الإسلام.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2014، كتب أبوحذيفة أنه يدعم داعش ضد "الأكراد الماركسيين أعداء الإسلام". وفي سبتمبر/أيلول 2014، كتب "اليوم أنا داعشي، وغداً أنا عضو في جبهة النصرة".