القضاء التركي.. اتهامات بالتعذيب وسجون تكتظ بالأبرياء
القضاء التركي يواجه انتقادات دولية كثيرة واتهامات بانتهاجه سياسات تعذيب وصلت لمستوى غير مسبوق.
قالت القناة الأولى بالتليفزيون الألماني إن القضاء التركي يواجه انتقادات دولية كثيرة واتهامات بانتهاجه سياسات تعذيب وصلت لمستوى غير مسبوق.
- سلطات أردوغان تعتقل وتعذب 5 من موظفي الخارجية
- مقصلة أردوغان.. اعتقال 27 عسكريا بزعم الانتماء لـ"غولن"
وأضافت القناة الألمانية في تقرير، أن السجون التركية تكتظ بعشرات الآلاف من المعتقلين دون اتهامات واضحة، مشيرة إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لا يعبأ بذلك، ويواصل بناء السجون الجديدة لاستيعاب مئات الآلاف من معارضيه وخصومه.
وأشارت إلى انتقاد المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان التي تتخذ من مدينة ستراسبورغ الفرنسية مقرا لها، العاصمة التركية أنقرة، خلال الأسبوع الماضي بسبب القضاة المفصولين من الخدمة، أو المعتقلين، على خلفية تبنيهم رأيا معارضا أو منتقدا للنظام.
وخلال الفترة ذاتها، قالت المفوضية الأوروبية إن تركيا تراجعت للخلف فيما يتعلق باحترام الحقوق الأساسية، وحكم القانون.
وأكدت أنه لا يتوقع المراقبون أي تغيير للأفضل في ضوء الإصلاحات المزعومة لمنظومة التقاضي التي أعلنها أردوغان مؤخرا.
التقرير ذاته، ذكر أن السجون في تركيا مكتظة بالمعتقلين، حيث اعتقل النظام التركي نحو 100 ألف شخص منذ الانقلاب المزعوم في يوليو/تموز 2016، بزعم دعم الإرهاب، وهو الاتهام الذي يلصقه النظام بمعارضيه.
ونقل التقرير عن الخبير في الشؤون التركية في منظمة العفو الدولية "غير حكومية"، أندرو غاردنر، قوله "المشكلة الأكبر في تركيا إنك لا تعرف لماذا تسجن؟".
وأضاف "يمكن أن تسجن لأي سبب، مثل إلقاء خطاب، أو المشاركة في أي اجتماع أو فاعلية حتى لو كانت تابعة للمجتمع المدني، أو نشر أي محتوى صحفي، أو تغريدة على مواقع التواصل الاجتماعي، كما يمكن أن تسجن بدون أي سبب".
وتابع: "وإذا وضعت في أحد السجون التركية لن تخرج بالسرعة نفسها التي سجنت بها، لأن الحبس الاحتياطي يستغرق أعواما، وفي أحيان كثيرة تقبع في السجن الاحتياطي دون اتهامات".
وضربت القناة مثالا بالناشط البارز في المجتمع المدني، عثمان كافالا، الذي سجن انفراديا لمدة عام ونصف دون توجيه أي اتهام له، حسب محاميه كوكسال بايراكتر.
واستشهدت القناة بسجن الصحفي الألماني ذي الأصول التركية دينس يوجيل 6 أشهر دون اتهامات واضحة، وتعرض للتعذيب من قبل سلطات أردوغان.
كما أن شقيق الناشط البارز يلديز دوجاناجي، معتقل في زنزانة انفرادية في أحد السجون شرقي تركيا، منذ عامين، ويتعرض للتعذيب بشكل ممنهج.
وقال المحامي يوسف أردوغان الذي يعمل لصالح منظمات حقوق إنسان تنشط في منطقة ديار بكر ذات الأغلبية الكردية إن "الحراس في السجون يأمنون العقاب، ويعذبون السجناء لحماية ما يعتقدون أنها الدولة، ويظنون فعلا أن المعتقلين إرهابيون".
ورأى تقرير القناة الأولى بالتلفزيون الألماني أن الأوضاع الراهنة في تركيا "تفقد الناس الثقة في القضاء وفي تحقيق العدالة بشكل عام"، مضيفا "أردوغان مسؤول عما وصلت إليه الأمور".
ولفتت إلى "تزايد الانتقادات للقضاء التركي دوليا، وتزايد اتهامات التعذيب للشرطة بشكل غير مسبوق".
وأوضحت "الرئيس التركي لا يعبأ بكل ما يحدث، ويبني حاليا سجونا جديدة، ويخطط لبناء أخرى، لاستيعاب نحو نصف مليون شخص من معارضيه وخصومه السياسيين".
وفي الثلاثة أعوام الأخيرة، شن النظام التركي حملة قمع عنيفة بحق معارضيه وخصومه السياسيين، خاصة أعضاء حركة الداعية الديني عبد الله غولن، متهما إياهم بدعم الإرهاب وتدبير الانقلاب المزعوم في يوليو/تموز 2016.
وخلال السنوات الثلاث، اعتقل النظام التركي عشرات الآلاف من المعارضين وفصل عشرات الآلاف من وظائفهم في الشرطة والقضاء وباقي الأجهزة الحكومية.