المعروف أن المستشار لرئيس دولة ما يقدم نصائحه وآراءه لحاكمه وليس لحاكم دولة أخرى كما فعل مستشار أردوغان ياسين أقطاي
المعروف أن المستشار لرئيس دولة ما يقدم نصائحه وآراءه لحاكمه وليس لحاكم دولة أخرى كما فعل مستشار أردوغان ياسين أقطاي، الذي وجه رسالة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، تحدث أقطاي بكذب وافتراء بأن السعودية لا تمارس واجبها تجاه قضايا المسلمين في العالم كما تفعل تركيا! هل يريد أقطاي من السعودية المتاجرة بعذاب اللاجئين السوريين، عندما جعلهم أردوغان ورقة يبتز الأوروبيين بها مقابل بلايين الدولارات! أم يريد أقطاي أن تدعم السعودية القضية الفلسطينية فقط بالشعارات الجوفاء كما يفعل أردوغان الذي فعل كل شيء لإرضاء الكيان الغاصب؟ فبخلاف التطبيع، ضاعفت تركيا من حجم العلاقات التجارية بين البلدين الحميمين إلى ما يربو على 10 بلايين دولار!
دولتكم مقبلة على المزيد من الصراعات والأزمات، ولا بد من تصحيح وضع اقتصادكم بعد عبث أردوغان ومستشاريه وأنت أحدهم، وذلك يحتاج إلى سنوات، وهذه المهمة تتطلب قيادة جديدة وعقلية مختلفة جدا، ليست عقلية رئيسك أردوغان الشعبوية الفارغة
تناسى أقطاي بغباء أن السعودية لديها تاريخ طويل ومشرف في مساندة الدول الإسلامية الفقيرة، والوقوف بجانبها في الكثير من المواقف والمحن، حتى تتجاوز أزماتها بسلام. وصل المبلغ الإجمالي للمساعدات السعودية الإجمالية أكثر من ١٢٢ بليون ريال، كان للدول الإسلامية النصيب الأكبر من هذه المساعدات، فيما بلغ عدد المشاريع الإنسانية المقدمة للدول الإسلامية نحو ٩٩٩ مشروعا في ٤٣ دولة نفذت عبر ١٥٠ شريكا من المنظمات الدولية والأممية والوطنية وحكومات الدول المستفيدة من المساعدات.
أود سؤال المدعو أقطاي من هي الدولة التي وقفت مع تركيا عندما تعرض اقتصادكم لأزمة حادة في 1978؟! أليست السعودية لوحدها هي من وقفت إلى جانب تركيا في محنتها، وأقرضتها قرضا طويل الأجل، تصل فترة سداده إلى 30 عاما وبشروط سهلة وميسرة. هذا غير المساعدات غير المستردة والتي بلغت 8.217 بليون ريال. السعودية يا سيد أقطاي كقائدة للعالم الإسلامي منحت دولتك تركيا مساعدات وصلت إلى نحو 11 بليون ريال.
أما حديثك يا أقطاي عن سلمان العودة وعوض القرني بأن السعودية تنوي إعدامهما، فذلك ادعاء كاذب روج له إعلامكم بإيعاز منكم، أولا هؤلاء كما تدعي بأنهم علماء لم يكونوا يوما من الأيام علماء، وحتى هم لم يقدموا أنفسهم كعلماء! بل ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين والذين يستخدمهم رئيسك أردوغان مخلبا لتحقيق أهدافه ومخططاته في المنطقة. ثانيا هؤلاء تحت المحاكمة وقد سمح لهم بتوكيل محامٍ والذي هو شخصيا من نفى مزاعمكم الكاذبة.
يا سيد أقطاي بغض النظر عن هدفك المفضوح ونواياك الخبيثة، ألا تشعر بالخجل وأنت تدافع عن ثلاثة معتقلين يتمتعون بكامل حقوقهم، ورئيسك أردوغان اعتقل آلاف الصحفيين والإعلاميين وأصحاب الرأي في سجون تركيا وتمت تصفية المئات منهم!
ذكر أقطاي أن تركيا أردوغان لا تضمر العداء للسعودية، وهو الخطاب نفسه الذي نسمعه من المسؤولين في إيران، من يتابع سياسات رئيسك أردوغان يعرف مدى جنونه وسعاره المستمر للنيل من السعودية. ألم يستغل قضية خاشقجي، التي طال صياحكم ونباحكم حولها، لاستعداء العالم على السعودية وقيادتها، وسعى لإقناع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن تتخلى الولايات المتحدة عن تحالفها الاستراتيجي مع السعودية، لتحل تركيا بديلا عنها لأنه يريد أن يكون كبير الشرق الأوسط، لكن واشنطن تجاهلته وتمسكت بالسعودية وسياستها المتوازنة والواضحة، لتواصل دورها الحيوي في قيادة العالمين العربي والإسلامي.
يا سيد أقطاي ألم يعلن رئيسك أردوغان عداءه الصريح للسعودية قيادة وشعبا، وردد ذلك أكثر من مرة في شوارع إسطنبول وعلى صفحات وشاشات إعلامكم، بل سعى لاستعداء العالم على السعودية وقيادتها، لذلك لتعلم أنه ليس سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لوحده من لا يكن الود لكم بل السعودية حكومة وشعبا يعادون من يعاديهم.
تتحدث يا سيد أقطاي عن الهاوية؛ لأن رئيسك أردوغان وضعكم على حافة هاوية سحيقة، وتريد أن تخاطبنا ونحن لا نشاهد إلا عنان السماء! ومن محاسن القدر أن رسالتك بالأمس تزامنت مع تحقيق السعودية أكبر تقدم بين الدول الأكثر تنافسية في تقرير الكتاب السنوي للتنافسية العالمية 2019IMD، وحصلت على المرتبة (26) متقدمة بـ(13) مرتبة عن العام الماضي، كما احتلت المملكة المرتبة (7) من بين مجموعة دول العشرين G20، السعودية دائما ما تلجم الأقزام أمثالك بأفعالها التي تسبق أقوالها وستستمر في مشاريعها التطويرية والإصلاحات نحو تنمية البلاد وبناء الإنسان.
أعلم يا سيد أقطاي أنك مستشار فاشل وغير مؤهل، بدليل أنك وضعت رئيسك أردوغان في وضع لا يحسد عليه، لذلك سأوجه لكم النصيحة فأنتم في أمس الحاجة إليها أكثر من غيركم. يا سيد أقطاي لا يمكن للأكاذيب التي يروجها رئيسك أردوغان لشعبه أن توفر لهم فرص عمل للحد من نسبة البطالة، أو أن توقف انخفاض قيمة الليرة وما يتبعها من تدهور اقتصادي شامل. دولتكم مقبلة على المزيد من الصراعات والأزمات ولا بد من تصحيح وضع اقتصادكم بعد عبث أردوغان ومستشاريه وأنت أحدهم، وذلك يحتاج إلى سنوات، وهذه المهمة تتطلب قيادة جديدة وعقلية مختلفة جدا، ليست عقلية رئيسك أردوغان الشعبوية الفارغة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة