صحيفة تركية: لا مكان لأردوغان في مستقبل البلاد
فوضى تضرب حزب العدالة والتنمية بداية من الخسارة الكبيرة في الانتخابات المحلية الأخيرة في 31 مارس 2019 حتى الصراعات الداخلية
قالت صحيفة تركية، الثلاثاء، إن الفوضى لا تزال تضرب حزب العدالة والتنمية الحاكم، وزعيم الحزب الرئيس رجب طيب أردوغان لن يكون له مكان في مستقبل البلاد أو الحزب.
- "هناك حياة بين البحرين".. مسيرة ضد مشروع "قناة أردوغان"
- تقرير ألماني: أردوغان يخترق الشرطة بالآلاف من أتباعه
وكتبت صحيفة "يني جاغ" المعارضة تحت عنوان "لا وجود لأردوغان في مستقبل العدالة والتنمية"، أن الفوضى التي ضربت العدالة والتنمية بداية من الخسارة الكبيرة في الانتخابات المحلية الأخيرة في 31 مارس/آذار 2019، حتى الصراعات التي يشهدها الحزب وتعمق جراحه متسببة في انشقاقات أخيرة.
ولفتت الصحيفة إلى أن نتائج الاستطلاعات، التي تجري في كواليس الحزب الحاكم، وكذلك المعلومات الواردة من أجهزته وتشكيلاته المختلفة بعموم البلاد، تشير إلى أن أردوغان لن يكون له مكان في مستقبل الحزب وتركيا.
المعلومات، التي نقلتها الصحيفة عن مصادر داخل الحزب الحاكم، لم تسمها، تشير إلى أن "الأزمة لا تزال مستمرة وتتعمق في صفوف العدالة والتنمية الذي عجز عن تضميد جراحه التي لحقت به جراء الهزيمة بالانتخابات المحلية".
وتابعت الصحيفة أن "هناك حالة كبيرة من الاستقطاب داخل الحزب، فضلا عن صراع الأجنحة، فضلا عن وجود كتلة عريضة من أعضاء الحزب المعارضين لوزير الخزينة والمالية، براءت ألبيرق (صهر أردوغان) الذي يواصل جهوده من أجل زيادة فعالياته داخل أجهزة الحزب، قبل المؤتمر الاعتيادي السابع المزمع أن يعقده الحزب في وقت لاحق العام الجاري".
وأشارت الصحيفة إلى أن "بعض الأسماء التي تحاول الحفاظ على مكانها في إدارة الحزب، انضمت إلى الجبهة المعارضة للوزير ألبيرق".
وأوضحت أن "المصادر شددت على أن الصراعات داخل الحزب وصلت لأبعاد من شأنها الإضرار به، وأن استطلاعات الرأي داخل العدالة والتنمية، والمعلومات الواردة تشير إلى انخفاض الثقة في زعامة أردوغان للحزب".
وبحسب ما ذكره مصدر آخر للصحيفة فإن "أردوغان مع مرور الوقت يفقد الثقة لدى الناخبين"، مضيفا: "كما أن الحزب يشهد حاليا تعليقات وتفسيرات تؤكد أن الرجل لن يكون له مكان في مستقبل تركيا".
يذكر أن حزب العدالة والتنمية يشهد منذ فترة حالة من التخبط والارتباك السياسي على خلفية الانشقاقات المتتالية التي تضرب صفوفه بين الحين والآخر، في أعقاب الخسارة الكبيرة التي مني بها أمام أحزاب المعارضة في الانتخابات المحلية الأخيرة، والتي فقد فيها العديد من البلديات الكبرى، على رأسها بلديتا العاصمة، أنقرة، وإسطنبول.
ومن أبرز الاستقالات في صفوف الحزب، استقالة رئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو، في 13 سبتمبر/ أيلول، الماضي، قائلا إن "الحزب لم يعد قادرا على حل مشاكل تركيا ولم يعد مسموحا بالحوار الداخلي فيه".
ويوم 13 ديسمبر/كانون أول المنصرم، أعلن داود أوغلو، تأسيس حزبه الجديد "المستقبل"، مستعرضًا مبادئه، والسياسات العامة التي سيتبعها، ليضع بذلك نهاية لحالة الجدل والترقب بشأن مساعيه لإعلان الحزب والتي بدأت منذ انشقاقه عن صفوف العدالة والتنمية الحاكم.
وشغل داود أوغلو (60 عاما) منصب رئيس الوزراء بين عامي 2014 و2016 قبل أن يختلف مع الرئيس رجب طيب أردوغان. ووجه هذا العام انتقادات حادة إلى أردوغان والإدارة الاقتصادية لحزب العدالة والتنمية واتهمهما بتقويض الحريات الأساسية وحرية الرأي.
وجاءت استقالة داود أوغلو بعد شهرين على استقالة علي باباجان، نائب رئيس الوزراء الأسبق، من حزب العدالة والتنمية في يوليو/تموز الماضي، حيث يعتزم تأسيس حزب جديد هو الآخر.
وفي 23 يناير/كانون الثاني، أعلن عضو سابق بحزب العدالة والتنمية تأسيسه لحزب سياسي جديد بعد انتهائه من جميع الإجراءات اللازمة لإشهاره.
وبحسب ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة "جمهورييت" المعارضة، آنذاك، تأسس الحزب الجديد على يد رجل الأعمال بدري يالتشين، الذي سبق أن كان عضوًا في حزب العدالة والتنمية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الحزب الجديد يحمل اسم "حزب اتحاد الأناضول" (ABP)، وأن مؤسسه أنهى الإجراءات الخاصة بوزارة الداخلية في 2 يناير/كانون الثاني.
ولفتت إلى أن الحزب الجديد أصبح الحزب رقم 182 في قائمة الأحزاب السياسية المعلنة من قبل المحكمة العليا في البلاد، مشيرة إلى أن شعار الحزب عبارة عن يدين متشابكتين تتذيلهما جملة "أكبر وعد هو التنفيذ".
تأتي تلك التطورات في وقت يفقد فيه العدالة والتنمية كل يوم مؤسسيه وقاعدته الشعبية منذ فشله في الانتخابات البلدية، لا سيما فقدانه أحد رموز سيطرته وهي بلدية إسطنبول.
وفي 14 ديسمبر/كانون الأول قالت صحيفة "يني جاغ"، نقلا عن بيان للنيابة العامة بالمحكمة العليا، إن 114116 عضوًا استقالوا من العدالة والتنمية خلال 4 أشهر فقط، اعتراضًا على سياساته.
وجاء، في البيان، أن 56 ألفاً و260 عضواً استقالوا من الحزب خلال الفترة من 1 يوليو/تموز إلى 6 سبتمبر/أيلول 2019، فيما استقال 57 ألفاً و856 عضواً خلال الفترة من 6 سبتمبر/أيلول إلى 22 نوفمبر/تشرين الثاني الماضيين.
كل هذه التطورات كانت سببًا في تعالي الأصوات التي ألمحت في تركيا إلى عقد انتخابات مبكرة، وذلك على خلفية الأوضاع المضطربة بسبب الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تشهدها منذ فترة، وتداعياتها المختلفة كارتفاع معدلات التضخم والبطالة والأسعار لأرقام غير مسبوقة.