هبوط الليرة يشعل أسعار منتجات الزراعة التركية
دفع تدهور قيمة الليرة التركية إلى مستويات متدنية منذ قرابة 16 شهرا إلى صعود حاد في مؤشر أسعار المنتجين الزراعيين
دفع تدهور قيمة الليرة التركية إلى مستويات متدنية منذ قرابة 16 شهرا إلى صعود حاد في مؤشر أسعار المنتجين الزراعيين في السوق التركية، خلال نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ما زاد من تكلفة المنتجات الزراعية على المستهلك النهائي.
وقالت هيئة الإحصاء التركية، في بيان لها صدر، الأربعاء، إن مؤشر أسعار المنتجين الزراعيين (الزراعة - مؤشر أسعار المنتجين) صعد في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بنسبة بلغت 17.33% مقارنة بالفترة المقابلة من العام الماضي 2018.
وأضافت الهيئة، في بيان لها اليوم اطلعت عليه "العين الإخبارية"، أن المؤشر صعد 13.60% مقارنة بأرقام ديسمبر/كانون الأول 2018، وبنسبة صعود بلغت 22.82% مقارنة بمتوسط الأشهر الـ12 الماضية، وبنسبة زيادة 1.76% على أساس شهري.
ويعود ارتفاع أسعار المنتجات الزراعية في السوق التركية، إلى ارتفاع تكاليف الأيدي العاملة من جهة، وارتفاع مدخلات الإنتاج، خاصة تلك المستوردة من الخارج، وجميعها ناتج عن هبوط الليرة التركية مقابل سلة العملات الأجنبية.
وأظهرت بيانات حكومية تركية نشرت خلال وقت سابق من الشهر الجاري، ارتفاع معدل التضخم فوق 10%، وذلك بعد تراجع في الشهر السابق؛ إذ بلغ مؤشر أسعار المستهلكين 10.56% على أساس سنوي في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وقاد تراجع الليرة التركية مقابل الدولار الأمريكي إلى ارتفاع أسعار السلع والخدمات المقدمة في السوق التركية، ودفع إلى صعود نسب التضخم لمستويات قياسية في الربع الأخير من 2018 بنسبة 25%.
وذكرت هيئة الإحصاء التركية اليوم أن 46 مجموعة غذائية ارتفعت أسعارها خلال الشهر الماضي، من أصل 90 مجموعة غذائية تم تضمينها في مؤشرات اليوم، مقابل انخفاض 39 عنصرا واستقرار 4 عناصر دون تغيير.
ودفعت أزمة هبوط الليرة التركية منذ أغسطس/آب 2018 إلى تراجع مؤشرات اقتصادية كالعقارات والسياحة والقوة الشرائية، فيما قفزت نسب التضخم؛ ما أدى إلى تراجع ثقة المستثمرين والمستهلكين بالاقتصاد المحلي.
وتشهد الليرة التركية تراجعات حادة منذ مطلع الشهر الجاري، بالتزامن مع إعلان أنقرة عزمها تنفيذ عملية عسكرية على شرق الفرات، ليبلغ سعر الصرف اليوم الأربعاء 5.83 ليرة/دولار واحد، بحسب بيانات البنك المركزي التركي.