معارضة تركية تحذر من ارتفاع أعداد أطفال المعتقلات بسجون أردوغان
نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي قالت "هؤلاء الأطفال أبرياء، لكن لدينا نظام قضائي يحمل التهم لأبناء المتهمين أيضًا".
حذرت معارضة تركية من ارتفاع أعداد الأطفال المحتجزين برفقة أمهاتهم في سجون الرئيس رجب طيب أردوغان بنهاية 2019، واصفة أوضاعهم بـ"الكارثية".
وقالت غمزة آق قوش إيلجازدي، نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، إن "هؤلاء الأطفال تُقتل فيهم البراءة داخل السجون، وعندما يخرجون يواجهون ضغطاً مجتمعيًا، أي يتم معاملتهم كمجرمين في بالداخل والخارج"، بحسب ما نقلته صحيفة "يني جاغ" التركية عنها.
وتابعت: "هؤلاء الأطفال أبرياء، لكن لدينا نظام قضائي يحمل التهم لأبناء المتهمين أيضًا، ويضعهم في حبس بنفس ظروف سجون من أذنبوا، وهذا أمر كارثي".
وتحدثت معطيات رسمية عن ارتفاع تدريجي لأعداد الأطفال المسجونين رفقة أمهاتهم في تركيا سنوياً من 510 أطفال في 2015 إلى 743 طفلا سجيناً في 2018، وسط توقعات بارتفاع الرقم لأكثر من ذلك بنهاية 2019، بحسب "إيلجازدي".
وأكدت المعارضة التركية أنه بانتقال بلادها من النظام البرلماني إلى الرئاسي في 2018 لم تعد هناك أي سلطة رقابية للبرلمان أو نوابه، ما جعل أردوغان وحكومته يتجاهلون الرد على طلبات الإحاطة المقدمة لهم للحصول على معلومات وأرقام مرتبطة بمختلف القضايا، وتحديداً ما يتعلق بحقوق الإنسان.
وأردفت قائلة: "إذا ما رد مسؤول في يوم ما على أي طلب إحاطة تكون معلوماته وإجاباته باهتة لأنها تتم بطريقة القص واللصق، ومن ثم لا توجد معلومات دقيقة حول عدد الأمهات المحكومات، في حين أن حق الحصول على المعلومات مكفول بالدستور لاستجلاء حقيقة الأوضاع في البلاد".
وطالبت المعارضة التركية سلطات بلادها التعامل مع هؤلاء الأطفال على أنهم أشخاص أبرياء وليسوا مذنبين، مضيفة: "ينبغي توفير جميع أشكال العناية لهم".
ولا توجد معلومات حول عدد النساء الأمهات المحبوسات، لكن الإحصائية الأخيرة التي نشرت في 31 أكتوبر/تشرين الأول 2018، أكدت أن عدد الأطفال الموجودين في السجون 743 طفلاً بعمر أقل من 6 سنوات، منهم 343 في سن أقل من 3 سنوات.
وهذه الإحصائية صادرة عن المدير العام للسجون شعبان يلماز، خلال إجابته عن أسئلة أعضاء لجنة مراقبة حقوق الإنسان في البرلمان التركي في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وحول نوعية التهم الموجهة إليهن فإن عدد الأمهات المتهمات بالانضمام إلى حركة رجل الدين فتح الله غولن، المتهم بتدبير المحاولة الانقلابية عام 2016 هو الأكبر، يليهن مباشرة المتهمات بالانضمام إلى تنظيم حزب العمال الكردستاني (مدرج من قبل أنقرة على قوائم الإرهاب)، وفي المرتبة الثالثة نساء يخضعن للاعتقال العدلي ومحكومات بقضايا مختلفة.
وأصبحت السجون التركية مكتظة بالأمهات والحوامل والأطفال، حيث أشارت تقارير حقوقية سابقة إلى أنه يوجد 17 ألف أم و700 طفل داخل السجون التركية.
وذكرت التقارير أن أعداد المعتقلين زادت 4 أضعاف على الأقل، خلال الـ15 عاماً، هي عهد حزب العدالة والتنمية الحاكم، الذي يتزعمه أردوغان.
وتشير إدارة مصلحة السجون التابعة لوزارة العدل التركية إلى وصول عدد السجون إلى 396 ابتداء من مارس/آذار عام 2019، من بينها 75 سجنا مكشوفا و313 سجنا مغطى و9 نسائية مغطاة و8 نسائية مكشوفة و7 مغطاة للأطفال و5 إصلاحيات.
وتبلغ الطاقة الاستيعابية لهذه السجون ما يقرب من 220 ألف مسجون، في حين تشير هيئة الإحصاء التركية إلى وجود 232 ألفاً و340 شخصاً داخل السجون منذ 31 يناير/كانون الثاني عام 2017.
وفي يناير/كانون الثاني الماضي، كشف مركز ستوكهولم للحريات إحصائيات صادمة بشأن عدد الأشخاص القابعين في السجون التركية، كما سلط الضوء على المعاناة التي يعيشونها خلف القضبان.
وأوضح المركز، نقلا عن إحصائيات أصدرتها وزارة العدل التركية، أن 260 ألفاً و144 شخصا مسجونون في مختلف أنحاء البلاد، مشيرا إلى أن السجون التركية البالغ عددها 385 تشهد اكتظاظا كبيرا.
وتكشف الإحصائيات الرسمية عن "حمولة زائدة" تقدر بعشرات الآلاف من النزلاء، ما يؤدي إلى تقلص المساحة المخصصة لكل سجين، ما يعد انتهاكا لحقوق السجناء التي يكفلها القانون.
aXA6IDE4LjE5MS4xNTQuMTMyIA== جزيرة ام اند امز