معارضة تركية عن أردوغان: مَن قال سنطير بتركيا هبط بها
فجوة هائلة في الأسعار تشهدها تركيا، باتت تفصل بين بذخ الرئيس وحاشيته من جهة وبين معاناة الشعب من جهة أخرى.
"مَن قالوا سنطير بتركيا، طاروا بها للأسفل من فوق الهاوية".. هكذا تحدثت ميرال أكشنار، زعيمة حزب "إيي" المعارض، منتقدة معاناة الأتراك في خضم الأزمة الاقتصادية، مقابل ترف وبذخ غير مفهومين للرئيس رجب طيب أردوغان.
وكلما ارتفعت الأسعار وتفاقم احتقان الأتراك، يطل أردوغان ليطرح تفسيرات واهية يُعبّد بها الطريق نحو فصول درامية جديدة جعلت حياة شعبه صعبة إلى أقصى حد.
ففي أسبوع واحد، ارتفع سعر الكيلوجرام من البصل ليبلغ 5 ليرات تركية، أي بزيادة 100%، ما يثير الجدل ذاته المتعلق بالفجوة الهائلة التي باتت تفصل بين بذخ الرئيس وحاشيته من جهة وبين معاناة الشعب من جهة أخرى.
أكشنار انتقدت، في كلمة ألقتها خلال اجتماع للكتلة النيابية لحزبها، الحملات التي تشنها الحكومة التركية على مخازن البصل لمطاردة محتكريه، معتبرة أنها محاولة للتشويش على ارتفاع الأسعار في البلاد.
وقالت: "يا أردوغان، أنت صاحب أكبر مخزن. لديك عشرات الطائرات الخاصة، و300 سيارة فارهة".
وتأتي الانتقادات عقب قول الرئيس التركي إن السبب الرئيسي وراء ارتفاع الأسعار هو تخزين فواكه وخضار بكميات كبيرة.
ومباشرة فور تصريحاته، شنّت قوات الأمن حملات مداهمة على عدد من مخازن البصل والبطاطس ومناديل الحمامات في مدن مختلفة بالبلاد.
ولفتت أكشنار إلى أن الأزمة الاقتصادية وتداعياتها على المواطن التركي في الشارع تمثل نقطة التوقف الأساسية في جميع المواضيع.
وتابعت قائلة: "لقد عادت تركيا إلى مستويات الأزمة الاقتصادية في 2002.. حزب العدالة والتنمية يصر على أن يترك السلطة كما استلمها.. ومَن قالوا سنطير بتركيا، طاروا بها للأسفل من فوق الهاوية".
وأضافت في كلمتها: "يقول (في إشارة لأردوغان) لن أسمح بالاحتكار في المخازن، ولكنك أنت صاحب أكبر مخزن. لديك عشرات الطائرات الخاصة و300 سيارة فارهة، ما عليك إلا أن تجعل الدولة في حالة معتدلة، ولن يقوم أحد باحتكار أي شيء في المخازن".
وفي وقت سابق، أعلن أردوغان حصوله على طائرة فارهة بقيمة 400 مليون دولار أمريكي، هدية من أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، وقد استخدمها الرئيس التركي في زيارته الأخيرة لفرنسا لحضور احتفالات إحياء الذكرى المئوية لانتهاء الحرب العالمية الأولى.
وأسست أكشنار حزبها "إيي" أواخر عام 2017، بعد انشقاقها عن حزب الحركة القومية الذي يتزعمه دولت باهجة لي، كما أعلنت ترشحها لمنصب الرئاسة في الانتخابات الأخيرة، وهي أول سيدة تولت وزارة الداخلية التركية أواخر تسعينيات القرن الماضي.