معارضة تركية: أردوغان يحاكمني لخسارته إسطنبول
جانان قفطانجي اوغلو تقول إنني أحاكم لأننا فزنا بإسطنبول وبكل أسف لدينا نظام يحكمه قانون السادة ونعيش فترة هبطت فيها الثقة بالقضاء التركي
أكدت جانان قفطانجي اوغلو، رئيسة فرع حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض في إسطنبول، التي تحاكم بتهمة "إهانة" أردوغان، أن الأدلة التي تستند إليها المحاكمة مزيفة.
وأوضحت أوغلو أنه :" الحقيقة أن نظام أردوغان يحاكمني لأن المعارضة التركية فازت بإسطنبول وسط هزيمة مرشحه".
- أردوغان الأكثر إهانة بين رؤساء تركيا.. 12 ألف متهم في 3 سنوات
- صحفي تركي: "إهانة أردوغان" تضع عشرات الآلاف في السجن
وقالت قفطانجي أوغلو، خلال تصريحات لإحدى قنوات التلفزيون المحلية، "إن جريمتي كبيرة جدًا! يقولون إني أهنت رئيس الجمهورية، أي أهنت موظفًا عموميًا في الدولة، وحرضت المواطنين على العنف والكراهية".
وأضافت: "لا يمكنني التقليل من شأن رئيس الجمهورية التركية أو تحقيره؛ لسبب بسيط، وهو أنني أعمل في حزب مؤسس الجمهورية، مصطفى كمال أتاتورك، وأحمل على عاتقي مسؤولية تحذير الناس من احتقار من يجلسون على كرسي الرئاسة".
وتابعت: "أحاكم لأنه ( أردوغان) خسر إسطنبول في الانتخابات المحلية، ونحن فزنا، وبكل أسف لدينا نظام يحكمه قانون السادة، ولا يوجد استقلالية، ونحن نعيش فترة هبطت فيها ثقة المواطنين بالقضاء لأدنى مستوياتها".
وتواجه رئيسة فرع حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض في إسطنبول السجن 17 عاماً في حال إدانتها بخمس تهم، بينها "الدعاية الإرهابية" و"إهانة رئيس الجمهورية"، بسبب تغريدات نشرتها قبل نحو 6 أعوام على حسابها الشخصي بـ"تويتر".
وبدأت المحاكمة في يونيو/حزيران الماضي بعد فترة وجيزة على خسارة حزب العدالة والتنمية الحاكم إسطنبول لصالح مرشح حزب الشعب الجمهوري، أكرم إمام أوغلو، في جولة الإعادة من الانتخابات المحلية التي جرت 23 من الشهر ذاته.
والخميس الماضي، طالب المدعي العام خلال جلسة الاستماع، بالسجن لمدة تصل إلى 17 عاماً ضد المعارضة، واستعان بالتغريدات القديمة التي نشرتها قبل سنوات؛ لتدعيم لائحته الاتهامية، وحددت المحكمة 6 من سبتمبر/أيلول المقبل للجلسة المقبلة.
وأصبح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أكثر رؤساء بلاده تعرضا للإهانة وربما في العالم أجمع بأكثر من 12 ألف متهم في قضايا إهانة الرئيس.
وبحسب وزارة العدل في تركيا فإن عدد المتهمين في القضايا المتعلقة بإهانة أردوغان خلال السنوات الثلاث الأولى من عمله بلغ 13 ضعف ما كان عليه خلال الفترة السابقة ليسجل 12171 متهما أي بزيادة 1335%.
تصفية الخصوم
وتساءلت قفطانجي اوغلو "لماذا لم تأتِ التغريدات التي يعتبرونها دليلًا على إدانتي، قبل انتخابات 23 يونيو/حزيران، أجروا التحقيقات قبل الانتخابات، وأعدوا الملف ثم ركنوه على الرف، وأخرجوه في الوقت الذي يرونه مناسبًا لتصفية الخصوم".
كما تطرقت قفطانجي أوغلو إلى المسيرة التي حاولت المعارضة التركية تنظيمها بإسطنبول، السبت الماضي؛ لإحياء الذكرى الرابعة للمجزرة التي وقعت عام 2015 في مدينة "سوروج" التابعة لولاية شانلي أورفا، وفضتها شرطة أردوغان بالقوة، واعتقلت عشرات المشاركين.
وأعربت المعارضة التركية عن إدانتها الشديدة لاستخدام القوة المفرطة لفض مسيرة سلمية، مضيفة "لو استمر الأمر على هذا الحال من إهمال للقانون، وفرض القوة، فإن الدولة التركية ستفقد كرامتها".
واعتقلت قوات الأمن 22 شخصا من المشاركين في تلك المسيرة، فضلا عن استخدامها الرصاص المطاطي وغاز الفلفل لتفريق المظاهرة، ما أسفر عن وقوع إصابات بجروح واختناقات في صفوف المشاركين، من بينهم نائبان برلمانيان عن الشعوب الديمقراطي وآخران من حزب الشعب الجمهوري الذي يتزعم المعارضة التركية.
وعن اللاجئين السوريين في تركيا قالت المعارضة التركية "يرى الأتراك أن السوريين هم المسؤولون عن ارتفاع معدلات البطالة، ويتعين أن تكون هذه الأمور دافعاً لحل الأزمة السورية ليعود السوريون لبلادهم".
وأضافت "فكما ترون كل يوم نسمع أخبار صدامات بين أتراك وسوريين في العديد من المدن التركية، وإذا لم تتخذ القيادة السياسية التدابير اللازمة، فالأمر سيتطور ويأخذ أبعادًا خطيرة".
ولفتت إلى أن "النظام الرئاسي المعمول به في تركيا منذ نحو عام، يقف بجوار الأغنياء من أتراك وسوريين على حد سواء، أما الفقراء من الجانبين فيقعون ضحايا، لذلك فإن هذا النظام هو أحد أكبر الأسباب الرئيسية للمشكلات والأزمات التي تشهدها البلاد على مختلف الأصعدة".
aXA6IDMuMTQ1LjE4MC4xNTIg جزيرة ام اند امز