بإشارة خضراء من البرلمان التركي.. عبور فنلندي إلى الناتو
بمصادقة من البرلمان التركي، باتت فنلندا قريبة من وضع قدم في حلف شمال الأطلسي لتصبح آخر دولة عضو في الناتو.
وموافقة البرلمان التركي كانت شبه محسومة بعدما أعطى الرئيس رجب طيب أردوغان الضوء الأخضر لانضمام فنلندا إلى الحلف في وقت سابق هذا الشهر، في قرار رحب به الناتو.
وبعد اجتماع في أنقرة مع الرئيس الفنلندي سولي نينيستو وقتها، قال أردوغان: "قررنا إطلاق عملية انضمام فنلندا إلى الناتو في برلماننا".
ضوء أخضر تركي
والأسبوع الماضي، أعطت اللجنة البرلمانية التركية للشؤون الخارجية ضوءا أخضر لانضمام فنلندا قبل أن يصوت البرلمان التركي بشكل نهائي.
وتحظى الموافقة التركية بأهمية خاصة كونها آخر دولة توافق على عضوية فنلندا بعد مصادقة البرلمان المجري الإثنين على ذلك.
وتتطلب عضوية فنلندا والسويد التي قدمت بشكل مشترك العام الماضي بعد العملية العسكرية الروسية ضد أوكرانيا، موافقة بالإجماع من قبل الدول الأعضاء في الناتو.
وكان الرئيس الفنلندي أعرب عن "أمله" في المصادقة على عضوية بلاده في الناتو قبل الانتخابات الرئاسية والتشريعية التركية المقررة في 14 مايو/أيار؛ إذ يعلق البرلمان التركي عمله قبل حوالى شهر من هذا الاقتراع.
ومنذ مايو/ أيار 2022، ظلت تركيا متمسكة برفضها المصادقة على طلبي ترشح كل من فنلندا والسويد لعضوية الحلف.
وتأخذ تركيا على السويد خصوصا إيواء ناشطين أكراد تعتبرهم "إرهابيين" ولا سيما من مؤيدي حزب العمال الكردستاني، وإن أقر إردوغان "بالإجراءات الملموسة" التي اتخذتها هلسنكي في الأشهر الأخيرة.
تهديدات روسية
وتتشارك فنلندا التي أرغمتها موسكو على الحياد بعد حربها مع الاتحاد السوفياتي خلال الحرب العالمية الثانية، أطول حدود أوروبية مع روسيا بطول 1340 كيلومترا، بعد أوكرانيا.
وشدد الكرملين الذي بدا في البداية أنه يقلل من أهمية ترشح فنلندا والسويد، لهجته في الأسابيع الأخيرة.
والأربعاء، أعلنت السويد أنها ستستدعي السفير الروسي في ستوكهولم بعد تصريحاته التي هدد فيها الدولة الاسكندنافية وفنلندا بأنهما ستصبحان فور انضمامهما إلى حلف شمال الأطلسي من "الأهداف المشروعة" لعمليات تنفذها موسكو، بما في ذلك "عسكرية".
وكان بوتين قد أعلن السبت أنه بصدد نشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروس التي يرأسها ألكسندر لوكاشنكو، الزعيم الاستبدادي الذي يعد أحد أقرب حلفاء بوتين، والواقعة عند أبواب الاتحاد الأوروبي.
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ: "الأمر الأكثر أهمية هو أن تصبح كل من فنلندا والسويد عضوين في الناتو سريعا، وليس أن تنضمّا في الوقت نفسه بالضبط".
والوضع أكثر حساسية بالنسبة إلى السويد التي لا تزال تواجه اعتراضات من أنقرة.
ومنتصف فبراير/ شباط الماضي، قال أردوغان: "لم تتخذ السويد أي إجراء إيجابي في ما يتعلق بلائحة الإرهابيين"، مشيرا إلى أكثر من 120 طلب تسليم قدمتها أنقرة.
وأدى حرق مصحف على يد متطرف في العاصمة السويدية في يناير/كانون الثاني الماضي إلى تعليق المحادثات بين أنقرة وهلسنكي وستوكهولم.
وكان الرئيس التركي لمح إلى أن أنقرة مستعدة للمصادقة على عضوية فنلندا بشكل منفصل، فيما كان يأمل البلدان في الانضمام إلى التحالف في الوقت نفسه.
ورغم ذلك، ما زالت ستوكهولم تأمل في استكمال انضمامها إلى الحلف قبل قمة الناتو المقبلة المقررة في يوليو/تموز المقبل في فيلنيوس في ليتوانيا.
aXA6IDE4LjIyNC43My4xNTcg جزيرة ام اند امز