برلماني تركي: حزب أردوغان فقد قدرته على إقناع المواطنين
النائب جهانغير إسلام قال إن قادة حزب العدالة والتنمية يسعون للبقاء في السلطة وتحقيق مصالحهم الخاصة على حساب المنفعة العامة
قال برلماني تركي إن حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يتزعمه الرئيس رجب طيب أردوغان فقد قدرته على إقناع المواطنين بعدما أدركوا أن قادة الحزب يبحثون عن مصالحهم فقط.
- "الشعب الجمهوري": سنهزم حزب أردوغان بأول انتخابات تركية
- 112 ألف عضو بحزب أردوغان يستقيلون خلال 4 أشهر
وأضاف جهانغير إسلام النائب في البرلمان عن حزب السعادة أن الاستقالات والانشقاقات ستتواصل في حزب أردوغان، وفق تصريحات أدلى بها، الثلاثاء، لوكالة "مزوبوتاميا" التركية.
ولفت إسلام إلى أن "العدالة والتنمية فقد قدرته على حشد أنصاره من الناخبين وإقناعهم بسياسات الحزب".
وأضاف: "ولعل الاستحقاقات الانتخابية التي شهدتها تركيا خلال الفترة الأخيرة، أظهرت أن المعارضة قد تدفع الحزب الحاكم للتراجع بشكل كبير".
وأوضح أن "المعارضة يمكنها أن تفعل الكثير أمام الحزب الحاكم، وتتفوق عليها لو تعاونت فيما بينها، واتحدت في العديد من القضايا كالديمقراطية وسيادة القانون والفصل بين القوى وتفعيل دور البرلمان".
وأكد أن "حزب أردوغان لم يعد يتمتع بالقوة التي تمكنه من إصدار القوانين بمفرده، بل يتولى السلطة بتحالفه مع حزبي الوطن والحركة القومية".
وتابع النائب التركي: "أن قادة العدالة والتنمية يسعون للبقاء في السلطة وتحقيق مصالحهم الخاصة على حساب المنفعة العامة".
تجدر الإشارة إلى أن قياديًا داخل صفوف الحزب، كان قد كشف، الإثنين الماضي، عن أن هناك انقساما داخل قيادات الحزب بشأن مستقبله، لا سيما في ظل الدعوات المطالبة بإجراء انتخابات تشريعية مبكرة.
ويشهد حزب أردوغان منذ فترة حالة من التخبط والارتباك السياسي على خلفية الانشقاقات المتتالية التي تضرب صفوفه بين الحين والآخر، في أعقاب الخسارة الكبيرة التي مني بها أمام أحزاب المعارضة في الانتخابات المحلية الأخيرة، والتي فقد فيها العديد من البلديات الكبرى، على رأسها بلديتا: أنقرة، وإسطنبول.
ومن أبرز الاستقالات في صفوف الحزب، استقالة رئيس الوزراء الأسبق، أحمد داود أوغلو، في 13 سبتمبر/أيلول الماضي، قائلا إن "الحزب لم يعد قادرا على حل مشاكل تركيا ولم يعد مسموحا بالحوار الداخلي فيه".
ويوم 13 ديسمبر/كانون الأول الماضي، أعلن داود أوغلو، تأسيس حزبه الجديد "المستقبل"، مستعرضًا مبادئه، والسياسات العامة التي سيتبعها، ليضع بذلك نهاية لحالة الجدل والترقب بشأن مساعيه لإعلان الحزب والتي بدأت منذ انشقاقه عن صفوف العدالة والتنمية، الحاكم.
وشغل داود أوغلو (60 عاما) منصب رئيس الوزراء بين عامي 2014 و2016 قبل أن يختلف مع أردوغان. ووجه هذا العام انتقادات حادة لأردوغان والإدارة الاقتصادية لحزب العدالة والتنمية واتهمهما بتقويض الحريات الأساسية وحرية الرأي.
وجاءت استقالة داود أوغلو بعد شهرين على استقالة النائب الأسبق لرئيس الوزراء، علي باباجان من حزب العدالة والتنمية، الذي يعتزم تأسيس حزب جديد هو الآخر.
وكشف باباجان خلال لقاء تلفزيوني مؤخرًا أن الإعلان عن حزبه الجديد سيكون في يناير/كانون الثاني الجاري.
تأتي كل هذه التطورات في وقت يفقد فيه العدالة والتنمية كل يوم مؤسسيه وقاعدته الشعبية منذ فشله في الانتخابات البلدية، لا سيما فقدانه أحد رموز سيطرته وهي بلدية إسطنبول.
ويوم 14 ديسمبر/كانون الأول الماضي، قالت صحيفة "يني جاغ" نقلا عن بيان للنيابة العامة بالمحكمة العليا، إن 114.116 عضوًا استقالوا من العدالة والتنمية خلال 4 أشهر فقط؛ اعتراضًا على سياساته.
وجاء في البيان أن 56 ألفاً و260 عضواً استقالوا من الحزب خلال الفترة من 1 يوليو/تموز إلى 6 سبتمبر/أيلول 2019، فيما استقال 57 ألفاً و856 عضواً خلال الفترة من 6 سبتمبر/أيلول إلى 22 نوفمبر/تشرين الثاني الماضيين.
كل هذه التطورات كانت سببًا في تعالي الأصوات التي ألمحت في تركيا إلى عقد انتخابات مبكرة، وذلك على خلفية الأوضاع المضطربة بسبب الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تشهدها منذ فترة، وتداعياتها المختلفة كارتفاع معدلات التضخم، والبطالة، والأسعار لأرقام غير مسبوقة.
كل هذه الأوضاع أدت بدورها إلى تدني شعبية أردوغان وحزبه، وكذلك فقد ثقة الناخبين بهم، بحسب استطلاعات الرأي التي تم الإعلان عن نتائجها مؤخرًا.