نورديك مونيتور: أردوغان عمل لصالح إيران ضد الناتو
سعى الرئيس التركي خلال السنوات الأخيرة للوفاء بوعد سري قطعه لدائرته الداخلية قبل عشر سنوات، بتقويض الناتو إذا ما أتيحت له الفرصة.
يُظهر سجل الرئيس أردوغان أنه قد أوفى إلى حد ما بوعده من خلال دق إسفين بين حلفاء الناتو وتركيا بشأن عدد من القضايا، وفقا لموقع "نورديك مونيتور" السويدي.
أشار الموقع إلى أن هذا الوعد ظهر إلى العلن عام 2011 من قبل المحققين الأتراك الذين كانوا يحققون في توغل شبكة تابعة لمليشيا فيلق القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني في تركيا.
وبحسب الموقع، قال أردوغان، رئيس الوزراء آنذاك "عندما تسنح لي الفرصة، أعرف ماذا سأفعله بحلف الناتو وأوروبا وإسرائيل. سأدمرهم. الناتو والولايات المتحدة إرهابيتان مثل إسرائيل".
تلك التصريحات المشينة لأردوغان صدرت خلال محادثة بشأن مقترح إنشاء قاعدة رادار جديدة في منطقة "كوريجيك" في ملاطية ضمن شبكة نظام الدفاع الصاروخي لحلف الناتو، والذي يعمل مع الصواريخ الاعتراضية في رومانيا وبولندا.
من الواضح أن أردوغان لم يكن سعيدًا بخطط الناتو التي تم وضعها في قمة لشبونة 2010، لكنه شعر في ذلك الوقت أنه يتعين عليه مواكبة هذه الخطط لمواجهة ضغوط الجيش والوكالات الحكومية الأخرى التي اعتبرت إيران تهديدًا للأمن القومي التركي.
كان خير الدين جقمك، نائب متشدد من محافظة بورصة التركية وأحد المشتبه بهم في التحقيقات الخاصة بالحرس الثوري الإيراني، من بين الحاضرين في الاجتماع الخاص مع أردوغان. وتواجد أيضا النائب الآخر سراستين كاراياغيز، نائب من مقاطعة موش وسياسي آخر ينتمي لتيار الإسلام السياسي.
في 19 أكتوبر / تشرين الأول 2010، نقل كلا النائبين ما قاله أردوغان لهما عن قاعدة الرادار لأحد كبار عملاء فيلق القدس في تركيا ويُدعى حسين أفني يازجي أوغلو، وهو مُدان قضى عقوبة السجن بتهم الإرهاب بشأن نشاطه في فيلق القدس في الماضي.
وحسب "نورديك مونيتور" عقد الاجتماع في مكان على تل جامليكا بإسطنبول المطل على مضيق البوسفور. وقام يازجي أوغلو لاحقًا بجمع تقرير حول تفاصيل المحادثة وسلمه إلى الضابط الإيراني المسؤول عنه ناصر غفاري.
كان التقرير من بين عشرات الوثائق الاستخباراتية الأخرى التي جمعتها الشرطة عن يازجي أوغلو عندما قررت زوجة يازجي أوغلو الإبلاغ عن نشاط زوجها.
في البداية، لم تهتم الشرطة كثيرًا بادعاءات الزوجة وعندما سلمت الزوجة المستندات والمذكرات المكتوبة بخط اليد والمواد الرقمية مثل محركات الأقراص المحمولة، أدركت الشرطة خطورة الأمر وأبلغت قسم مكافحة الإرهاب في شرطة إسطنبول، الذي كان يعمل على تحقيق فيلق القدس.
أجرت الشرطة تحقيقاتها المستقلة الخاصة بها، وتنصتت على هواتف يازجي أوغلو، وقامت بمراقبة الضباط الإيرانيين وغيرهم من المشتبه بهم، وتحققت من مزاعم الزوجة.
ولدهشة المحققين، تبين أن يازجي أوغلو كان صديقًا مقربًا لهاكان فيدان، رئيس وكالة المخابرات التركية.
لكن أردوغان تمكن في عام 2014، من وقف التحقيقات بشأن فيلق القدس وطرد قادة الشرطة والادعاء العام الذين شاركوا في التحقيق.
وفي عام 2016، وجه ضربة قاسية لحلف الناتو من خلال إطلاق حملة تطهير واسعة النطاق لجميع ضباط الأركان الموالين لحلف الناتو تقريبًا، بمن في ذلك ثلثا الجنرالات والأدميرالات في ثاني أكبر جيش في الحلف باستخدام ذريعة "مسرحية" الانقلاب المزعوم.
aXA6IDE4LjIyNC41NS42MyA= جزيرة ام اند امز