سفير لمصر بتركيا.. خبراء يكشفون لـ"العين الإخبارية" ما بعد التعيين
خطوة جديدة على طريق استعادة العلاقات الطبيعية بين مصر وتركيا، الذي كان لقاء المصافحة بين رئيسي البلدين، العام الماضي، أهم محطاته.
تلك الخطوة تمثلت في تقديم السفير المصري عمرو الحمامي أوراق اعتماده إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، كسفير للقاهرة في أنقرة، ما يمثل تطورًا هامًا نحو الوصول بعلاقات البلدين إلى آفاق أرحب، تتجاوز خلاله سنوات القطيعة.
ومرت العلاقات بين مصر وتركيا بسنوات من القطيعة بدأت في 2013، تراجع خلالها التمثيل الدبلوماسي لكل منهما إثر اتهام القاهرة أنقرة بدعم جماعة الإخوان الإرهابية، إلا أن العام الماضي شهد انطلاق محادثات استكشافية تطورت إلى لقاء بين رئيسي البلدين؛ أولهما على هامش مونديال قطر، وثانيهما على هامش قمة العشرين، التي عقدت في وقت سابق من الشهر الجاري.
فهل تذيب تلك الخطوات الجليد؟
يقول الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، الدكتور بشير عبدالفتاح، إن تعيين السفير المصري يؤكد حرص الجانبين على التقارب، وتطوير العلاقات بينهما، بما يعود بالنفع على الجميع.
وأوضح الخبير بمركز الأهرام، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أنه رغم بطء خطوات عودة العلاقات بين البلدين، إلا أنها لم تصب بانتكاسة، مشيرا إلى أن أنقرة تتطلع لتطوير العلاقات مع القاهرة؛ لأنها ستحقق إنجازات على المستوى الاقتصادي والسياسي والاستراتيجي.
وبحسب عبدالفتاح، فإن تلك الخطوة تؤسس للقاء رئيسي البلدين سواء في أنقرة أو القاهرة والذي سيعطي زخما هائلا لجهود التقارب، وسيعرج بها إلى مستويات أكثر نفعا للدولتين والإقليم ككل، مؤكدًا أن التقارب سيساعد في حلحلة ملفات كثيرة في الإقليم سواء في: سوريا والعراق وليبيا والسودان مما يساعد في تقديم حلول نهائية لتلك الأزمات.
وأشار الخبير بمركز الأهرام إلى أن البلدين تتطلعان لرفع مستوى التبادل التجاري بينهما واستخدام العملات الوطنية نظرا لمعاناة اقتصاديهما.
في السياق نفسه، قال المحلل السياسي والأستاذ بجامعة صباح الدين زعيم التركية، الدكتور عبدالمطلب أربا، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن اعتماد السفراء يعد أول خطوة ملموسة رسميا، واصفًا إياها بـ"الهامة للغاية".
وأوضح المحلل السياسي، أنه لم يتبق إلا تبادل رئيسي البلدين الزيارات، لافتا إلى أن تلك الخطوة الأخيرة بداية لشركات واتفاقيات أخرى ستكون تالية، وستسمح بمناقشة وإنهاء الملفات العالقة بين البلدين والتي سيتم طرحها على الطاولة في المستقبل القريب، في ظل استعداد الدولتين لذلك.
وتوقع المحلل السياسي، أن تكون زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قريبة جدا، خاصة بعد زيارة لإسرائيل الشهر المقبل أو الذي بعده.
مكسب لتركيا
الأمر نفسه، أشار إليه رئيس تحرير "الإندبندنت" بتركيا محمد زاهد غول، قائلا إن علاقات تركيا بالقارة الأفريقية تمر عبر الدولة المصرية، مشيرا إلى أن عودة العلاقات في مصلحة البلدين سواء اقتصاديا او سياسيا او اجتماعيا.
وشدد على أنه رغم تأخر عود العلاقات بين البلدين إلا أنها شهدت انفراجة كبرى بلقاء رئيسي البلدين مرتين خلال عام واحد، مشيرا إلى أن مصر كسرت الجمود بالتحرك سريعا، إبان كارثة الزلزال الذي ضرب تركيا في فبراير/شباط الماضي.
وبحسب غول، فإن اعتماد أوراق السفير تأخر كثيرا نتيجة التحركات لعودة العلاقات بين البلدين في العامين الأخيرين، متوقعا أن تعود العلاقات بشكل أفضل لما كانت عليه.
وكان السفير المصري المُعين حديثًا في تركيا عمرو الحمامي، أعرب للرئيس التركي عن اعتزازه بأن يتم تعيينه كأول سفير لبلاده لدى تركيا بعد أكثر من 10 سنوات، مؤكداً اعتزامه العمل على تعزيز العلاقات المصرية التركية والارتقاء بها في كافة المجالات.
وبحسب بيان لوزارة الخارجية المصرية، اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، فإن الرئيس التركي أكد على "الإرث التاريخي والحضاري المشترك بين البلدين وشعبيهما، وأهمية استعادة أطر التعاون بين مصر وتركيا على كافة الأصعدة".
وفيما أثنى أردوغان على مستوى العلاقات التجارية، أكد ضرورة الوصول بها إلى آفاق أرحب في أقرب فرصة، أخذا في الاعتبار أن مصر هي الشريك التجاري الأول لتركيا في أفريقيا، بحسب البيان المصري.
aXA6IDMuMTQyLjIxMC4xNzMg جزيرة ام اند امز