الفشل في انتظار بلينكن بمطار أنقرة؟.. مظاهرات رفض وأردوغان يتجاهله
في محاولة لتفكيك الغضب التركي تجاه إسرائيل التي تشن حربا لا هوادة فيها على قطاع غزة، يصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن اليوم الإثنين إلى أنقرة.
وتركيا آخر محطة للوزير الأمريكي في الشرق الأوسط بعد جولة شملت إسرائيل والضفة الغربية والأردن والعراق، الذي وصل إليه محتمياً بسترة واقية من الرصاص، وفي زيارة غير معلن عنها لأسباب أمنية.
وتعكس المخاوف الأمريكية على سلامة بلينكن الغضب المتنامي تجاه واشنطن في الشرق الأوسط على خلفية دعمها المطلق لإسرائيل في الحرب على قطاع غزة التي دخلت اليوم شهرها الثاني، وخلفت نحو 10000 قتيل غالبيتهم من الأطفال.
وهذه أول زيارة يجريها بلينكن لتركيا منذ أن شنت إسرائيل حربا ضد حماس، ردا على هجوم نفذته الحركة في 7 أكتوبر/تشرين الأول.
وسحبت تركيا سفيرها من إسرائيل للتشاور فيما قال رئيسها رجب طيب أردوغان إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بات شخصا لا يمكن الحديث معه.
ويرفض أردوغان اعتبار حركة حماس تنظيما إرهابيا، ويقول إن من حق الفلسطينيين الدفاع عن أنفسهم في وجه قوة الاحتلال.
لكن الغضب التركي تسلق أسوار القصر الرئاسي، وتقاسمه الأتراك خلال مظاهرات في عدد من المدن التركية، لكن المشهد الأبرز جاء حينما استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق مئات المحتجين الذين تجمعوا الأحد خارج قاعدة جوية تضم قوات أمريكية في جنوب شرق تركيا.
واختار أردوغان من جهته زيارة منطقة نائية في شمال شرق البلاد الإثنين في قرار بدا أنه ازدراء لبلينكن.
ومن المقرر أن يلتقي بلينكن نظيره التركي هاكان فيدان لمناقشة الحرب بين إسرائيل وحماس.
وقد تكون لهذه الحرب تداعيات كبيرة على العلاقات بين واشنطن وتركيا، العضوين في حلف شمال الأطلسي والمنخرطتين في نزاعات الشرق الأوسط.
وتنتظر واشنطن بفارغ الصبر إعطاء البرلمان التركي الضوء الأخضر لانضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي.
وشددت الولايات المتحدة العقوبات على أفراد وشركات تركية يشتبه في أنهم يساعدون روسيا على التهرب من العقوبات واستيراد معدات مستخدمة في جهودها الحربية ضد أوكرانيا.
وأنقرة غير راضية عن تأخر الكونغرس الأمريكي في الموافقة على اتفاق يدعمه الرئيس جو بايدن يهدف إلى تحديث القوات الجوية التركية بطائرات مقاتلة من طراز إف-16.
وتأتي زيارة بلينكن في أعقاب جولة سريعة له في الشرق الأوسط شملت الضفة الغربية المحتلة حيث أجرى الأحد محادثات مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
والأحد أشار أردوغان إلى أن بلاده "تعمل خلف الكواليس" مع حلفائها الإقليميين لمحاولة ضمان تدفق مستمر للمساعدات الإنسانية إلى غزة.
كما اتهم الرئيس التركي الغرب باتباع معايير مزدوجة في المنطقة وبفقدان سلطته الأخلاقية. وقال الشهر الماضي "من كانوا يذرفون دموع التماسيح على المدنيين الذين يقتلون في الحرب بين أوكرانيا وروسيا، يشهدون اليوم بصمت على مقتل آلاف الأطفال الأبرياء".