مؤرخ لـ«العين الإخبارية»: توت عنخ آمون تُوفي صيفا بعد 9 سنوات من الحكم
توصل المؤرخ وكاتب علم المصريات بسام الشماع إلى أدلة تشير إلى أن الملك الذهبي توت عنخ آمون لم يحكم عشر سنوات، كما هو شائع.
وخلص الشماع من خلال بحث تجميعي جديد اعتمد على قراءة وتحليل لوحة غرانيتية نادرة وأكاليل ورد جنائزية تخص الملك الشهير توت عنخ آمون، إلى أنه تُوفي في السنة التاسعة من حكمه، على الأرجح خلال فصل الصيف.

ويعتمد هذا الاستنتاج على لوحة غرانيتية نادرة اكتُشفت في منطقة أبيدوس الأثرية بمحافظة سوهاج، وهي محفوظة حاليا في متحف اللوفر أبوظبي تحت رقم (L AD 2016.017).
اللوحة، التي تعود إلى عام 1327 قبل الميلاد، تحمل نقوشا هيروغليفية تمثل مرسوما ملكيا لتكريم الكاهن الأعلى لمعبد أوزوريس، وتُظهر الملك توت عنخ آمون في مشهدين مختلفين وهو يقدم القرابين للمعبود أوزوريس، ويتلقى الهبات من مسؤول يدعى "پا إن نيسيت".
ويشير نص اللوحة إلى تاريخ محدد: "العام التاسع، الشهر الثاني من موسم الفيضان (آخت)، اليوم الثاني عشر"، وهو ما يعادل وفقا لحسابات الباحث الفرنسي جابولد يوم 27 أغسطس عام 1318 قبل الميلاد بالتقويم اليولياني، أو 15 أغسطس بالتقويم الجريجوري.
وتتميز اللوحة بتفاصيل فريدة، أبرزها وجود فراغ كبير في الجزء السفلي منها، وهو أمر غير معتاد في اللوحات الملكية المصرية القديمة. ويرجح الشماع أن هذا الفراغ يدل على توقف النقش فجأة بسبب وفاة الملك، ما يعزز فرضية أن توت عنخ آمون توفي قبل اكتمال المرسوم الملكي.

ولإثبات توقيت الوفاة بدقة، قارن الشماع بين تاريخ نقش اللوحة وبين أكاليل الزهور الجنائزية التي اكتُشفت عام 1907 في وادي الملوك داخل خبيئة (KV54) بواسطة ديفيز وأيرتون.
وبالتعاون مع الدكتورة هبة بدير، المتخصصة في علم النباتات بجامعة طنطا، تم تحليل أنواع الزهور والنباتات المستخدمة في تلك الأكاليل، ومنها اللوتس الأزرق، الخشخاش، نبات العليق الليل، الذرة الزرقاء، وغيرها.
وأظهرت النتائج أن جميع هذه النباتات كانت تُزهر في أشهر الصيف (من يوليو/تموز إلى سبتمبر/أيلول)، ما يؤكد أن مراسم دفن الملك وقعت في هذا الفصل.
ويستنتج الباحث من كل ذلك أن الملك توت عنخ آمون توفي في أواخر الصيف، في السنة التاسعة من حكمه، أي قبل نهاية عامه العاشر المتعارف عليه، كما أن اللوحة الغرانيتية من أبيدوس قد تكون آخر أثر ملكي نُقش باسم توت عنخ آمون قبل وفاته بفترة وجيزة.

ويشير الشماع إلى أن أهمية هذا الاكتشاف لا تكمن فقط في تحديد توقيت وفاة الملك، بل في إلقاء الضوء على مرحلة غامضة من نهاية حكمه، تلك الفترة التي شهدت انتقال مصر من عبادة "آتون" في عهد أخناتون إلى عبادة "آمون" التي أعادها توت عنخ آمون، وما رافق ذلك من اضطرابات دينية وسياسية.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTAzIA== جزيرة ام اند امز