"مقبرة توت عنخ آمون".. الكشف الأثري الأهم في القرن الـ 20
يروي كتاب "اكتشاف مقبرة توت عنح آمون" لمؤلفيه هيوارد كارتر وآرثر ميس قصة الاكتشاف العالمي، قبر الفرعون الذهبي، وتفاصيله في العام 1922
قبل ما يقرب من مائة عام، استطاع العالمان الأثريان هيوارد كارتر وآرثر ميس اكتشاف مقبرة الفرعون الذهبي توت عنخ آمون، كانت أصداء الاكتشاف وإعلانه من الضخامة وبعد الأثر للدرجة التي اعتبر معها اكتشاف المقبرة "أهم اكتشاف أثري في القرن العشرين".
يروي كتاب "اكتشاف مقبرة توت عنح آمون"، لمؤلفيه هيوارد كارتر وآرثر ميس، قصة هذا الاكتشاف الأثري العالمي وتفاصيله، اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون عام 1922. مؤلفا الكتاب هما أنفسهما اللذان بحثا وعثرا على هذا الاكتشاف الأثري المهم، وقاما بإخراج محتويات المقبرة وترميمها ومعرفة تفاصيلها التاريخية.
الترجمة العربية من الكتاب، صدرت عن المركز القومي للترجمة بالقاهرة، بتوقيع ثروت عبد العظيم خليل، ومراجعة وتقديم عبد الحليم نور الدين، وجاء الكتاب في معظم فصوله أشبه بمذكرات دقيقة ليوميات عمل كارتر ومساعديه في المقبرة، وجاء أيضاً وصفًا لكل الأحداث التي أحاطت بهذا الاكتشاف المثير، ووصفاً لمراحل عمله في وادي الملوك والمناطق المحيطه به على البر الغربي بالأقصر، بالإضافة إلى ذلك فقد حرص كارتر أن يسجل فيه كثيراً من تجاربه العلمية وخبراته في الحفائر الأثرية، بجانب تجاربه وعلاقاته مع جميع المحيطين به من مصريين أو أجانب في تلك الفترة من تاريخ مصر الحديث، ويعتبر هذا الكتاب بحق قطعة من التاريخ، حيث يصف واقعاً حقيقياً مضى منذ سنوات وليس محض استنتاجات مؤرخين.
ويؤكد مؤلفا الكتاب من خلال أبحاثهما التي قاما بإجرائها على محتويات المقبرة والكتابات والنقوش التي زينت جدرانها الداخلية، أن عقلية المصريين القدماء، الظاهرة بوضوح في فنهم يرتبط بشكل دقيق بديانتهم، يقول مؤلفا الكتاب "فإذا درسنا أفكار الديانات المصرية القديمة، فقد يسيطر علينا خليط عجيب من أساطيرهم، لكن في النهاية سوف نشعر أننا بدأنا في فهمهم لكن حتى لو كانت لدينا القدرة على استحسان وفهم فنهم، فإننا في أغلب الأحوال لن نتقبل هذا الثبات في الرقي والسمو في الذوق الفني، فالحقيقة أنه من الصعب أن يدعي أحد فهم المعاني الأصلية التي يجسدها فن المصريين القدماء، فنحن لا نستطيع مع كل تقدمنا أن ندرك تلك المعاني الجوهرية، فالفن المصري القديم يعبر عن هدفه بفخامه وأسلوب تقليدي بسيط، وهو بهذا الأسلوب ظل مبجلاً برصانته وهدوئه ولم ينقصه الوقار قط في أي وقت".
مؤلفا الكتاب هما هيوارد كارتر، ولد بلندن 9 مايو 1874، تم إرساله وعمره 17 عامًا إلى مصر ليعمل رساماً مع بعثة صندوق الاكتشافات، وبين أعوام 1899 و1904 عمل كارتر كبيراً لمفتشي الآثار في الصعيد، وأشرف علي التنقيب في العديد من المقابر بوادي الملوك.
أما آرثر ميس فواحد من أمناء متحف المتروبوليتان في مطلع القرن العشرين، ويعتبر هو الجندي المجهول في إعداد هذا الكتاب.
مترجم الكتاب، ثروت عبد العظيم خليل، يعمل كمترجم حر، وله عدد كبير من الأعمال المترجمة، منها: "تصنيع الحلي في مصر القديمة"، و"تميمة الجعران المصرية".
مراجع الكتاب، الأستاذ الدكتور محمد عبد الحليم نور الدين، أستاذ الآثار واللغة المصرية القديمة بكلية الآثار جامعة القاهرة، مستشار مدير مكتبة الإسكندرية، له عدد كبير من المؤلفات، منها: "تاريخ وحضارة مصر القديمة"، "اللغة المصرية القديمة"، و"مواقع ومتاحف الآثار المصرية".