منطقة الشرق الأوسط ومنذ مطلع القرن العشرين تتعامل مع الأحداث العالمية بدور المتلقي، وتنفيذ ما يتم اتخاذه وفرضه عليها دولياً من سياسات.
رحبت المملكة باستضافة أعمال القمة العشرين حيث يترأس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - اجتماع قادة مجموعة العشرين التي تعد أهم منتدى اقتصادي دولي يعنى ببحث القضايا المؤثرة على الاقتصاد العالمي، حيث تشكل دول مجموعة العشرين ثلثي سكان العالم، وتضم 85 % من حجم الاقتصاد العالمي، و75 % من التجارة العالمية.
والمملكة منذ تسلمها رئاسة مجموعة العشرين بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وبمتابعة حثيثة وإشراف مباشر من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - حفظهما الله -، أعدت برنامجًا شاملًا وطموحًا لقمة العشرين، حيث يعد اغتنام فرص القرن الحادي والعشرين وتحدياته فرصة لتعميق التعاون الدولي من خلال القمة بناءً على ركائز ثلاث جوهرية لنجاح العالم..
أولها، تمكين الإنسان عبر توفير الظروف الملائمة لكل الناس من أجل العيش والعمل والازدهار، خاصة النساء والشباب، ومنعطف آخر مهم نحو مستقبل البشرية بالحفاظ على كوكب الأرض عبر رعاية الجهود الجماعية لحماية الموارد الطبيعية، وثالثها، تشكيل آفاق جديدة عبر تبني استراتيجيات جريئة وطويلة الأجل لمشاركة الفوائد من الابتكار والتقدم التقني.
واستضافت المملكة أعمال الدورة الخامسة عشرة لاجتماعات قمة "قادة مجموعة العشرين" على مدى يومين في العاصمة الرياض انطلاقاً من الدور السعودي المحوريّ على المستوى الدولي في الصعد كافة من أجل استقرار العالم والبشرية معاً حيث تعتبر المملكة الدولة "الشابة" من بين الدول الأعضاء في مجموعة العشرين والتي أخذت على عاتقها إحداث التحول الاقتصادي باقتدار.
وفي المنعطف نفسه ومنه، تكمن أهمية فخرنا بالسعودية ليس فقط بكوننا الدولة العربية الأولى التي تستضيف مجموعة العشرين، بل تعدت ذلك وأكثر؛ فمنطقة الشرق الأوسط ومنذ مطلع القرن العشرين تتعامل مع الأحداث العالمية بدور المتلقي، وتنفيذ ما يتم اتخاذه وفرضه عليها دولياً من سياسات، حتى لو أتى ذلك على حساب مصالحها، إلى أن قلبت "السعودية" الموازين؛ نظراً لأهميتها السياسية والاقتصادية، وانفتاحها على الآخرين، ومنها أتت هذه القمة تباعاً لذلك، ولولا جهود المملكة المهمة لكانت محض أنباء تتداولها محطات دول العالم والمنطقة، لذلك عاصمة القرار العربي والإسلامي الرياض أثبتت كفاءتها العالمية، ومكانتها العربية الأصيلة، من خلال التحاقها بأكبر المحافل العالمية حتى استضافتها بجدارة وامتياز.
وقمة "الرياض" تحديداً لها أهمية عامة بحدّ ذاتها للعالم أجمع، ولها أهميتها الخاصة والتي تمثّل طابعاً خاصاً للمملكة، والعرب بشكل عام، لأنّها تعدّ أول حدث بهذه الأهمية يعكس موقع المملكة في العالم كدولة رئيسة ذات إمكانات تنموية واستثمارية واسعة ومتنوعة، وتلعب دوراً مهماً في عالمنا المعاصر، إضافة إلى كونها اليوم هي الناطقة باسم العالم العربي بأسره.
بقي أيضاً، إن ما ضاعف من أهمية دور المملكة؛ كونها تحظى بموقع جغرافي استراتيجي، وممر دولي يربط ثلاث قارات ببعضها بعضاً، إضافة إلى العمق الإسلامي، الذي ولد من رحم هذه الأرض، وعندما تكون هناك قيادة واعية تدرك أهمية هذه الميزات، ويعاضدها شعب عظيم واعٍ ومدرك، ستكون النتيجة النموذجية هي التي نراها الآن، والتي هي مثار إعجاب العالم.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة