لأن قوة السعوديين العددية في تويتر كاسحة، وليس في مقدور الإعلام القطري مواجهتها فإن الارتباك بدا واضحاً، وتجلى في عدد التغريدات،
خلال العشرين سنة الماضية، وتحديداً منذ أن انقلب حمد بن خليفة على والده، وتربع على عرش قطر، صرفت الحكومة القطرية ما يزيد على عشرة مليارات دولار على قناة الجزيرة الفضائية كما يقولون، والتي أعطتها حضوراً دولياً مميزاً، ووظفها القطريون للتحريض على الثورات العربية، التي سميت بالربيع العربي، غير أن مكانة محطات البث التلفزيوني عبر الأقمار الصناعية اهتزت، بعد أن دخلت مواقع التواصل الاجتماعي إلى الساحة الإعلامية, وأكدت حضورها بقوة. وهذا ما غيَّر شكل وقوانين اللعبة.
هناك ما يزيد على تسعة ملايين تغريدة يومياً يغرد بها سعوديون، وغالباً ما يستحوذون على الهاشتاقات الأكثر انتشاراً (ترند) بين الهاشتاقات العالمية، وهذا بالطبع ما يزعج القطريين، الذين لا قيمة لدويلتهم الصغيرة المرتمية على ضفاف الخليج العربي إلا بالجزيرة.
تويتر هو الآن الموقع الأول إعلامياً لدى السعوديين، وتقول الإحصائيات إن هناك ما يزيد على تسعة ملايين تغريدة يومياً يغرد بها سعوديون، وغالباً ما يستحوذون على الهاشتاقات الأكثر انتشاراً (ترند) بين الهاشتاقات العالمية، وهذا بالطبع ما يزعج القطريين، الذين لا قيمة لدويلتهم الصغيرة المرتمية على ضفاف الخليج العربي إلا بالجزيرة، فإذا سقطت الجزيرة سقطت قطر وتراجع تأثيرها سياسياً؛ فالسعوديون خلال الأزمة القطرية هم المسيطرون حاليا، سيطرة شبه كاملة، على تويتر، وانعكس هذا التأثير على أزمة قطر، بالشكل والمضمون الذي جعل قناة الجزيرة، ذراع قطر الإعلامي، يتراجع تأثيرها، على الأقل لدى السعوديين، بل استخدم المغردون السعوديون تويتر في الهجوم على ما سموه تنظيم الحمدين، أي حمد بن خليفة وحمد بن جاسم، الأمر الذي اضطر العاملون في قناة الجزيرة إلى أن يتحولوا من وضع الهجوم على الآخرين، الذي كان ديدن القناة طوال العشرين عاماً السابقة، إلى وضع الدفاع، رداً على الهجوم الشرس الذي يتعرضون له.
ولأن قوة السعوديين العددية في تويتر كاسحة، وليس في مقدور الإعلام القطري مواجهتها فإن الارتباك بدا واضحاً، وتجلى في عدد التغريدات، أو بلغة تويتر (الهاشتاقات) التي وصلت في أحايين كثيرة إلى الترند العالمي.
وفي تقديري أن الأزمة التي تعاني منها قطر، أفقدت القطريين قوتهم الإعلامية، التي كانت تمثلها قناة الجزيرة، فغني عن القول إن قطر بلا الجزيرة مجرد ديك ورقي، لا يهش ولا ينش. ومن تابع القطريين منذ انقلاب الولد على والده في منتصف التسعينات من القرن الماضي، يجد أن دولة قطر بقضها وقضيضها، وكل نشاطاتها التآمرية، تدور حول الجزيرة، وبروز تويتر وإلى حد كبير الفيس بوك، كمصدري تأثير في توجيه الرأي العام السعودي، وهو ما يستهدفه القطريون من خلال الجزيرة، فمن هنا تحديداً يمكن القول إن ما كان يطمح إليه النظام الحاكم في قطر، أو بلغة أدق من وراء النظام، وأعني تحديداً الإيرانيين الفرس، والأتراك العثمانيين، قد باء بالفشل، وأصبحت رقعة الشطرنج نفسها التي دفع القطريون مليارات الدولارات كي يتقنوا اللعب عليها، تحولت بلغة المؤرخين إلى (حضارة سادت ثم بادت).
ضمور تأثير الجزيرة، لعله أول الغيث الذي سينهمر لاحقاً، وهي بالتحديد لا بد أن تسقط لأنها أداة تنظيم الحمدين الأول لدعم الإرهابيين، والترويج للربيع الدموي المشؤوم؛ وبعد تراجع تأثير الجزيرة إعلامياً، هذا التراجع الواضح، لم يعد لدى القطريين ما يساومون عليه أمام الحلف الرباعي العربي، الذي عراهم، وعرى هشاشتهم بشكل غير مسبوق.
نقلا عن "الجزيرة السعودية"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة