اعتماد "تنظيم الحمدين" على سياسة سحب الجنسية من المواطنين واستبدالهم بالمرتزقة، للتآمر على دول الخليج وزعزعة استقرارها، أمر مرفوض،
من يتابع بوق قطر الذي يسمى "قناة الجزيرة" يعتقد أنها تبث برامجها من بلد ديمقراطي يصون حقوق البشر وكرامتهم، إذ إنها تزعم أنها صوت الأحرار، قناة الرأي والرأي الآخر، وتنطلق من كعبة "المضيوم"، بينما الحقيقة عكس هذا تماماً، فهي قناة فتنة تمولها وتحتضنها دولة تقهر وتذل مواطنيها بلا رحمة أو هوادة، ودون وقوف عند ما يفرضه القانون، وتوجبه الأخلاق.
ويصل هذا القهر والذل إلى حد إسقاط الجنسية عن بعض المواطنين، الذين يعارضون المقامرة غير المحسوبة التي أقدم عليها "تنظيم الحمدين" بدعم الإرهاب وأعوانه بمال الشعب القطري المسكين.
اعتماد "تنظيم الحمدين" على سياسة سحب الجنسية من المواطنين واستبدالهم بالمرتزقة، للتآمر على دول الخليج وزعزعة استقرارها أمر مرفوض، وسيؤدي في نهاية المطاف إلى سقوط هذا النظام، بعد أن يصبح كل شيء مستوردا في قطر، بينما الشعب القطري الشقيق يتم تهجيره وطرده بلا رحمة
يحدث هذا في وقت يقدم فيه حكام الدوحة على تجنيس غرباء، بادئاً بلاعبين في مختلف الرياضات من أمثال عبدالرحمن بله السوداني، ولي بينغ الكوري، وأشرف الصيفي المصري، والنيجيري والمغربي والكيني، والكوبي والبوسني والفرنسي والسوري والإيراني والتركي وغيرهم الكثير.
وانتقلت هذه الحمى إلى تجنيس دعاة من أجل التطرف من أمثال الإرهابي يوسف القرضاوي، والإسرائيليين من أمثال عزمي بشارة، وانتهت بتجنيس الإعلاميين وعملاء الشريفة إيران، وأعضاء تنظيم الإخوان الإرهابي، ولبنانيين ينتمون إلى حزب الله والحوثي، وغيرهم من أعضاء تنظيمات متطرفة وإرهابية، متوهمة أنها ستجد الحماية في كنف هؤلاء، بينما هم يعملون بدأب من أجل سلب القطريين استقلال بلدهم، والسيطرة على كامل مقدرات قطر في خاتمة المطاف، وعندها لا ينفع الندم.
إن "تنظيم الحمدين" يتحكم في القطريين بشكل قسري وتعسفي وعنصري، بل بشكل طاغ ومتجبر، ومن يعارض هذا التنظيم أو حتى يحاول المعارضة أو يفكر فيها، ويسعى إلى فضح الممارسات الداعمة للإرهاب سيجد نفسه قد صار من "البدون" أي بلا جنسية، هو وأسرته وقبيلته كلها إذا لزم الأمر، وهذا أقسى وأشد ما يتعرض له إنسان؛ لأنه سيجد نفسه بين عشية وضحاها قد صار حبيساً أو سجيناً في بلده، حتى لو كان خارج أسوار الحجز أو السجن بالهيئة التي نعرفها جميعاً. بل سيكون وضعه أقسى من السجين، لأن الأخير له حقوق يكفلها القانون بينما "البدون" بلا أية حقوق.
ولعل التجربة القاسية التي تعرضت لها فخيذة الغفران وهي أحد أفرع قبيلة آل مرة بإسقاط الجنسية القطرية عنهم، تظل شاهدة على إجرام النظام القطري، وممارسته الحكم بوسائل بعيدة تماماً عن معايير القانون أو الأخلاق.
وقد بدأت هذه الجريمة الشنعاء حين أمر حمد بن خليفة آل ثاني "الأمير الوالد" بإسقاط الجنسية عن أبناء فخيذة الغفران وعددهم 6 آلاف شخص، في الفترة من 1996 إلى 2004، عقابا لهم على مساندة أبيه خليفة بن حمد في مواجهة الانقلاب الذي قام به حمد على أبيه، وتركه في المنفى ثم أعاده ووضعه بلا رحمة رهن الإقامة الجبرية رغم ظروفه الصحية والسنية إلى أن توفي.
وقبيلة آل مرة التي تنتمي إليها فخيذة الغفران تعد من أقدم القبائل التي استوطنت قطر، وتشكل نحو ربع سكانها. والمضحك المبكي في آن واحد أن هذا القرار شمل المتوفين والعجائز والأطفال والنساء، وتبع ذلك قرارات بفصل أبناء الغفران من أعمالهم ومطالبتهم بتسليم مساكنهم التي يقيمون فيها كمواطنين، وحرمانهم من جميع حقوقهم العادية من سكن وعلاج وتعليم وكهرباء ومياه وممارسة أعمالهم التجارية، وإجبارهم على إعادة ترتيب أوضاعهم على أنهم لم يعودوا مواطنين قطريين.
وطبعا اتبعت الحكومة القطرية فعلتها الشنعاء بمبررات لا تنطلي على طفل، حين زعمت أن أبناء هذه الفخيذة الكرماء يحملون الجنسية السعودية، وهو ما ردت عليه فخيذة الغفران بأن الكثير من أبناء القبائل القطرية يحملون الجنسيات السعودية والبحرينية والعمانية والإيرانية، ولم يتعرض أحد لهم بأي سوء، في حين تم التنكيل بأبناء الغفران وحدهم لأسباب سياسية مكشوفة.
لا يكاد يمر يوم إلا ويسحب نظام الحمدين الجنسية عن مواطن قطري وطني محب وغيور على وطنه وعروبته، وبدون أية محاكمة أو أي سند قانوني، بسبب تمسكه بروابطه الأخوية مع أشقائه في الخليج العربي، أو تعبيره عن رأيه حول الأزمة القطرية، فخلال الأيام القليلة الماضية أصدر نظام الحمدين قراراً بسحب الجنسية من شيخ قبيلة آل مرة طالب بن شريم المري، ومن شيخ قبيلة الهواجر شافي بن ناصر الهاجري، ومعهم مجموعة كبيرة من عائلتيهما، بسبب استنكارهم تصرفات النظام القطري تجاه جيرانه في الخليج، مؤكدين رفضهم لما تقوم به الدوحة من أعمال تهدد الأمن الداخلي لقطر ودول الخليج.
كما سحبت الحكومة القطرية الجنسية من عدد كبير من الشعراء والمفكرين والأدباء القطريين ومنهم الشاعر محمد بن فطيس المري بحجة مساندتهم دول المقاطعة على حساب السلطات القطرية، بينما وعلى العكس تماماً حكومات دول الخليج العربي في السعودية والإمارات والكويت والبحرين وعمان يعتزون ويفتخرون بقبائلهم ومواطنيهم، ويبذلون كل غال ونفيس من أجل راحتهم وسعادتهم وتلمس احتياجاتهم، حتى باتوا عائلة واحدة، تجمعهم روح المودة والحب والتفاهم والتواصل المستمر، ويتبادلون معهم الرأي والمشورة في أمور حياتهم المعيشية والمستقبلية بشكل مباشر، لتحقيق المزيد من الإنجازات والرفعة والرفاهية للوطن والمواطن.
إن اعتماد "تنظيم الحمدين" على سياسة سحب الجنسية من المواطنين واستبدالهم بالمرتزقة، للتآمر على دول الخليج وزعزعة استقرارها، أمر مرفوض، سيؤدي في نهاية المطاف إلى سقوط هذا النظام، بعد أن يصبح كل شيء مستوردا في حياة حكومة قطر، بينما الشعب القطري الشقيق يتم تهجيره وطرده بلا رحمة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة