خبراء: مصراتة تدفع ثمن الوجود التركي من صحة أبنائها
مدينة مصراتة الليبية تتصدر قائمة المدن التي تفشى فيها وباء فيروس كورونا المستجد بسبب مرتزقة أردوغان
تصدرت مدينة مصراتة الليبية (غرب) قائمة المدن التي تفشى فيها وباء فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) فيما اعتبر ليبيون أن المدينة تدفع ثمن الوجود العسكري التركي في غرب ليبيا بآلاف المرتزقة دون إجراءات طبية احترازية، وهو ما ساعد على تفشي الوباء بشكل كبير في الفترة الأخيرة.
وبلغ عدد المصابين بفيروس كورونا في ليبيا نحو 4,224 حالة مصابة بالفيروس منها 3,495 حالة نشطة و633 حالة تعافٍ و96 حالة وفاة، حيث تصدرت مدن طرابلس ومصراتة قائمة الإصابات بالفيروس.
والخميس، أعلن المجلس البلدي لمصراتة حالة الطوارئ، وأغلق جميع المنافذ البرية والبحرية والجوية، باستثناء الحالات المرضية الطارئة، وذلك ضمن محاولات السيطرة على الانتشار المتسارع لوباء كورونا في البلدية.
ويرجع تصدر مدينة مصراتة لقائمة الحالات المصابة بفيروس كورونا كما يرى باحثون إلى عدم قدرة السلطات المحلية السيطرة على المنافذ الجوية والبحرية والبرية للمدينة، ووقوعها بيد المليشيات المسلحة المسيطرة على المدينة، وهو الأمر الذي زاد من تأزم الوضع الصحي بها.
ويرى المستشار السابق في وزارة الصحة الليبية الدكتور محمود خلف الله أن الانقسام السياسي كان له أثر كبير في حالة التخبط في عملية التعامل مع جائحة كورونا، ويؤكد أن القطاع الصحي في أي بلد هو خدمي بامتياز وإقحامه في السياسة والصراعات أمر يدفع ثمنه المواطنون من عامة المجتمع وأن ليبيا دخلت المستوى الوبائي الرابع.
وأشار خلف الله إلى أن الأعداد الكبيرة من المرتزقة التي دخلت البلاد، هي المسؤولة عن نقل وباء كورونا إلى ليبيا عامة ومصراتة وطرابلس خاصة، وعلى المسؤولين في المنطقة الغربية تحمل مسؤولية انتشار هذا الوباء الفتاك في البلاد.
وأكد أن أعداد المرتزقة اللذين وصلوا إلى ليبيا يقدر بنحو 14 ألفا و700 مرتزق يحملون الجنسية السورية، وأن هذه الأعداد كفيلة بأن تنقل الأمراض والأوبئة للمدن الليبية، لا سيما مدن المنطقة الغربية التي تتحرك بها هذه الأعداد الكبيرة من المرتزقة بكل حرية بدون أي تحليل أو كشف طبي.

وقال المحلل السياسي السياسي محمد الترهوني، لـ"العين الإخبارية"، إن السبب الرئيسي وراء انتشار كورونا بالمدينة عدم وجود رقيب على كافة المنافذ المحيطة بالمدينة، ودخول عدد كبير جدا من المرتزقة السوريين عبر مطار مصراتة الدولي دون رقابة.
وأشار الترهوني إلى أن عدد من المرتزقة السوريين الذين تجلبهم تركيا وقطر عبر المنافذ، كانوا يحملون فيروس كورونا المستجد، كما أن المليشيات التي تجلب هؤلاء المرتزقة لم تهمهم صحة أهالي مصراتة.
من جانبه، أكد الناشط الليبي حمزة المصراتي، أن "أغلب أهالي مدينة مصراتة يرفضون تواجد المجموعات المسلحة التابعة لمليشيات السراج والمليشاوي المطلوب دوليا عبد الرحمن بادي، إلا أنهم يحكمون السيطرة على المدينة من خلال استخدام القوة المفرطة في حق المواطنين بالمدينة".
وتابع المصراتي لـ"العين الإخبارية"، أن "مدينة مصراتة جزء من الدولة الليبية ولا يمكن أن تتسبب في تقسيم البلاد أو عودة الاستعمار إلى ليبيا من جديد عبر المدينة، وأن الذين يتحكمون اليوم بالمدينة خونة من الجماعة الليبية المقاتلة والإخوان ومليشيات، سوف يذهبون إلى مزبلة التاريخ وسوف تعود مصراتة إلى حضن الوطن قريبا".

ودعا "المصراتي" عقلاء ووجهاء وأعيان وشيوخ مصراتة إلى تغليب المصلحة الوطنية ونبذ وطرد المليشيات المسلحة من المدينة، وتجنيبها ويلات الحروب وتحكيم لغة العقل وقطع الطريق أمام الاطماع الاستعمارية التركية والقطرية في ليبيا وعدم السماح لهم بالعودة إلى ليبيا عبر المدينة.