الأشعة بالصبغة.. كيفية استخدامها لتشخيص بعض الأمراض
الأشعة بالصبغة (Fluoroscopy) هي إحدى تقنيات الأشعة التي تستخدم لالتقاط صور متحركة مباشرة لأجزاء مختلفة من الجسم، أثناء إجراء العمليات الطبية التداخلية.
تعتمد هذه التقنية على إدخال مادة صبغية معينة إلى الجسم لتسليط الضوء على الأجزاء الداخلية. وتستخدم الأشعة بالصبغة في عدة تطبيقات طبية مثل عمليات تنظير الأوعية الدموية، وتصوير الجهاز الهضمي، والتشخيص والعلاج بالقسطرة، وعمليات جراحة القلب والأوعية الدموية. فما هي أنواعها واستخداماتها؟
أنواع الأشعة بالصبغة
تتضمن تقنية الأشعة بالصبغة عدة أنواع، حيث تستخدم في مجالات طبية مختلفة، ومنها:
1. الأشعة التلفزيونية المقطعية بالصبغة (CT Fluoroscopy)
تستخدم هذه التقنية في التقاط صور متحركة للأنسجة والأعضاء داخل الجسم باستخدام الأشعة السينية بدقة عالية الجودة.
2. الأشعة السينية البالغة المقاطعة بالصبغة (CBCT Fluoroscopy)
تعمل هذه التقنية بشكل مشابه لتقنية الـ CT ولكن بشكل مبسط أكثر، حيث يتم تحريك جهاز الأشعة المقطعية حول المنطقة المراد تصويرها للحصول على صور ثلاثية الأبعاد بوقت حقيقي.
3. الأشعة السينية المقاطعة بالصبغة للقلب (Fluoroscopic Angiography)
تستخدم هذه التقنية لتصوير الأوعية الدموية في القلب باستخدام الصبغة لتحديد أماكن تضيق الشرايين أو انسدادها.
4. الأشعة السينية بالصبغة في تنظير القولون (Fluoroscopic Barium Enema)
تستخدم لتصوير القولون بواسطة حقن مادة الباريوم داخله، مما يساعد في تحديد التشوهات أو الأورام أو الالتهابات في القولون.
استخدامات الأشعة بالصبغة
تُستخدم تقنية تصوير بالصبغة في العديد من التطبيقات الطبية، ومنها:
- تحديد الأورام والتشوهات الهيكلية في أجزاء الجسم المختلفة.
- تشخيص تشوهات القولون مثل الأورام والقروح والالتهابات.
- توضيح الأوعية الدموية في القلب والأوعية المحيطة به لتحديد مواقع التضيقات أو الانسدادات وتقييم الدورة الدموية.
- تحديد التشوهات الهيكلية في المريء والمعدة والأمعاء الدقيقة، مما يساعد في تشخيص القرحة المعوية والانسدادات والتهابات الجهاز الهضمي.
- تصوير الكبد والمرارة لتحديد وتقييم الأورام والتشوهات الهيكلية في الكبد والمرارة والقنوات الصفراوية.
إجراءات الأشعة بالصبغة
وفقًا لموقع Centers for Disease Control and Prevention هناك بعض الخطوات لإجراء الأشعة بالصبغة، منها:
- عدم تناول الطعام أو السوائل لفترة معينة قبل الاختبار، وذلك حسب نوع الاختبار والجزء المراد تصويره.
- يقوم الطبيب بحقن الصبغة عن طريق الوريد عبر الجهاز الوريدي ببطء، لضمان انتشارها في الأوعية الدموية.
- بعد حقن الصبغة، يتعرض المريض للإشعاع على الجزء المراد تصويره، ويتم تحديد زاوية وموضع الجسم للحصول على أفضل صورة ممكنة.
- بمجرد إجراء الإشعة، يقوم الطبيب بتقييم الصور لتحديد أي تشوهات هيكلية أو اضطرابات في الأوعية الدموية.
- يتوجب على المريض المتابعة مع الطبيب المعالج خوفًا من حدوث أي تفاعلات جانبية ير مُسستحبة.
مخاطر الأشعة بالصبغة
قد يكون هناك خطر من تأثير الصبغة على الجسم والتي تكون نادرة، وتكون في الغالب تحت سيطرة الفريق الطبي حسب ما ورد على موقع Cleveland Clinic، ومن أبرزها ما يلي:
- تفاعلات تحسسية تجاه الصبغة المستخدمة، مما قد يؤدي إلى ظهور أعراض مثل الطفح الجلدي أو صعوبة التنفس.
- تأثيرات جانبية مثل ارتفاع في مستويات الكرياتينين في الدم، مما يشير إلى اضطرابات في وظائف الكلى.
- تسمم بالصبغة مما يؤثر على الكلى سلبًا.
- التعرض المتكرر للأشعة يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالسرطان.
- تكوين تخثرات دموية في الأوعية الدموية، مما يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة.
- قد يتسبب التعرض إلى الإشعاع إلى الإصابة ببعض الحروق، والتي يمكن أن تحدث بعد وقت قصير من التعرض للإشعاع.
اقرأ أيضًا: تحذير للحوامل: كثرة الفحص بالأشعة مخاطرة بالجنين
التعافي من الأشعة بالصبغة
تختلف عملية التعافي من الأشعة الملونة حسب نوع الاختبار الذي تم إجراؤه وحسب حالة المريض، ومن أهم النصائح العامة لفترة التعافي ما يلي:
- في حالة حدوث أي أعراض غير مُستحبة مثل صعوبة في التنفس، أو تورم مفاجئ، أو ألم شديد، يجب الاتصال بالطبيب فورًا.
- تناول كميات كافية من السوائل بعد الاختبار، لتطهير الجسم من الصبغة وتقليل خطر التأثيرات الجانبية.
- أخذ قسط كافي من الراحة بعد الاختبار، للتعافي السريع.
- يجب إخبار الطبيب في حالة الحمل أو الشك في حدوث حمل قبل الإجراء، حيث يمكن أن تكون الأشعة بالصبغة ضارة للجنين.
- اتباع التعليمات التي يوصي بها الطبيب مثل تجنب ممارسة التمارين الرياضية الشاقة لفترة معينة.
اقرأ أيضًا: فحوص الأشعة المقطعية تكتشف الاكتئاب قبل الإصابة به
بدائل الأشعة بالصبغة
هناك بعض البدائل للاختبارات التي تتطلب الأشعة بالصبغة في بعض الحالات، والتي يمكن أن تُعطي نتائج مقاربة لها، ومنها:
الأشعة التلفزيونية (Ultrasound)
تستخدم الأشعة التلفزيونية الموجات فوق الصوتية لإنتاج صور للأعضاء والأنسجة داخل الجسم، والتي تتميز بكونها أمنة بشكل كبير، ولكنها قد تكون أقل دقة في بعض الحالات.
التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)
يستخدم التصوير بالرنين المغناطيسي المجالات المغناطيسية وموجات الراديو لإنتاج صور مفصلة للأعضاء والأنسجة داخل الجسم. ويمكن أن يكون هذا الاختبار بديلاً جيدًا للاختبارات التي تتطلب الأشعة بالصبغة، وخاصةً في حالة الإصابة بحساسية الصبغة.
التصوير بالكاميرا البيضاوية (Capsule Endoscopy)
يتم تناول كبسولة صغيرة تحتوي على كاميرا تلتقط صورًا للجهاز الهضمي أثناء مرورها خلاله. ويستخدم هذا الاختبار لتشخيص الحالات التي تُصيب الجهاز الهضمي العلوي بدون الحاجة إلى الأشعة بالصبغة.
التصوير الشعاعي بدون صبغة (X-ray without contrast)
في بعض الحالات، يمكن إجراء الأشعة التشخيصية بدون استخدام صبغة، ويعتبر هذا الاختباربديلًا للاختبارات التي تتطلب الصبغة في حالات معينة.
وأخيرًا، من الضروري استشارة الطبيب المعالج لتحديد الاختبار الأنسب حسب حالة المريض واحتياجاته الصحية، حيث يوجد العديد من الأنواع الشائعة لتقنية الأشعة بالصبغة، والتي تختلف في الاستخدامات والتقنيات حسب المجال الطبي والغرض من الفحص أو العلاج. وتعتمد الاستخدامات الدقيقة على نوع الصبغة المستخدمة والجزء المراد تصويره.