عبدالعزيز الكعبي.. أول شهيد إماراتي أذكت دماؤه تراب عدن المحررة
6 سنوات مرت على استشهاد الملازم أول عبدالعزيز الكعبي، أول شهيد إماراتي في عاصفة الحزم ضد المليشيا الانقلابية والمشروع الإيراني.
ذكرى حفرت في قلوب أهل اليمن، وسجلت في التاريخ بماء الذهب، ولا يزال عبق دمائه الذكية يفوح من تراب مديرية خور مكسر في العاصمة المؤقتة عدن، التي استشهد فيها 16 يوليو/تموز 2015 (27 رمضان).
- جندي يمني يحتفظ بـ"خوذة" أول شهيد إماراتي في معركة عدن
- شهداء الإمارات.. بطولات خالدة على امتداد تراب اليمن
بطولة استثنائية لن تنسى، لشهداء القوات المسلحة الإماراتية وبطولات خالدة على امتداد التراب اليمني، من عدن إلى أبين جنوبا، ومن مأرب والمكلا شرقا إلى الحديدة غرب البلاد.
شجاعة وإقدام
ولم يبخل "عيال زايد" بأرواحهم في سبيل تحرير التراب اليمني، إذ كانوا يتقدمون الصفوف الأولى في المعارك، ويقودون الدبابات والمدرعات الثقيلة، في سبيل تحرير اليمن، وفقا لشهادات ضباط يمنيين رافقوهم في معارك النصر.
وأكد الطيار، أن "شجاعة القوات الإماراتية التي كانت تتقدم الصفوف الأولى للمعركة وتوزع جنودها على كل مدرّعة، أربكت المليشيا الحوثية، خصوصا في معركة تحرير مطار عدن".
وروى الضابط في القوات الجنوبية اليمنية، علي فضل الطيار، لـ"العين الإخبارية" ملاحم أول شهيد إماراتي، مؤكداً أن "الشهيد الكعبي كان من أفضل الضباط الإماراتيين".
وأضاف أن "الشهيد الملازم أول عبدالعزيز الكعبي كان يتقدم الصفوف الأولى منذ معركة رأس عمران، وتنفيذ أول نزول بري في عدن".
وتابع: "كان الشهيد الكعبي يقود كتيبة الدبابات في معركة تحرير المطار، وكان لها الفضل في تغيير ميزان المعركة داخل عدن، ودحر الحوثيين منها في زمن قياسي".
وتعرضت المدرعة التي كان يقودها لاستهداف غادر من قبل مليشيا الحوثي، ما أسفر عن استشهاده وبرفقته أحد أفراد المقاومة الجنوبية يدعى أحمد الجحوشي".
واستطرد: "كغيره من القادة الإماراتيين، كان الشهيد الكعبي يقول لدينا توجيهات بأن نصلي عيد الفطر في مدينة عدن، وتحقق حلمه بتحريرها يوم 27 رمضان، أي قبل 3 أيام من حلول العيد".
وكشف الجندي الطيار عن أن الملازم "الكعبي" أشرف على تدريب أكثر من 200 جندي وفرد في المقاومة الجنوبية.
وكانت أولى الضربات التي تلقاها الحوثيون هزيمة منطقة "رأس عمران" في عدن، وذلك بتكتيك إماراتي بحت، وفقا للجندي علي الطيار.
خوذته كنز
وفي لمحة وفاء لذكراه، رفض الضابط اليمني الذي استشهد الكعبي بجواره التخلي عن خوذته واحتفظ بها على مدار سنوات.
وقال الطيار في مقابلة مع "العين الإخبارية": "حصلت على خوذة الشهيد وأدواته من داخل المدرعة التي استشهد بداخلها، ومنذ سنوات وأنا أحتفظ بها باعتبارها جزءا من تاريخ عدن النضالي وملاحم أبناء زايد فيها".
وتابع: "تلك الخوذة تعني له تضحيات كل جندي إماراتي وإصرارهم على تحرير عدن من الانقلابيين الحوثيين".
وأشار الجندي اليمني إلى أنه شارك بخوذة الشهيد الكعبي في عدد من المعارك جنوبا وغربا، وصولا إلى "باب المندب"؛ حبا في الشهيد.
ولفت إلى أنه "لا يمكن إيفاء أبطال الإمارات كامل حقهم وما قدموه من تضحيات داخل الأراضي الجنوبية".
السعودية واليمن تخلدان ذكراه
ولم ينس اليمن بطولة الشهيد الكعبي الذي لا يزال حاضرا في وجدان اليمنيين، وأصدر الرئيس اليمني منصور هادي قرارا جمهوريا بتسمية أحد الشوارع في عدن باسمه.
وكذلك تم إطلاق اسمه على معسكر "الصولبان" في مديرية خور مكسر من الحوثيين، عقب تحريره، عرفانا بالأدوار التي قدمها في سبيل تحرير عدن، كما سُميت الكتيبة التي دربها "كتيبة الشهيد الكعبي"، والتي واصلت النضال بعد استشهاده.
وأقيمت العديد من البطولات الرياضية التي تحمل اسمه تكريما ووفاء له.
وباعتباره أول شهداء عاصفة الحزم وإعادة الأمل، فقد وجّه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، آنذاك، بمعاملة الشهيد الملازم أول عبدالعزيز سرحان صالح الكعبي من القوة الإماراتية، معاملة الشهيد السعودي ماديا ومعنويا.
aXA6IDMuMTM1LjE4NC4yNyA= جزيرة ام اند امز