مفهوم جديد للتسامح بمنتدى تعزيز السلم في أبوظبي
التعارف ينشأ من الوعي بالمصير المشترك، فنحن جميعا مثل ركاب السفينة، تجمعنا وحدة المصير والمسار، فلا نجاة لبعضنا إلا بنجاة الجميع.
اختتم الملتقى السنوي السادس لمنتدى تعزيز السلم، الأربعاء، فعالياته التي انعقدت في العاصمة الإماراتية أبوظبي، خلال الفترة من 9 إلى 11 ديسمبر/كانون الأول.
وخلص المشاركون في الملتقى بعد تبادل لوجهات النظر ونقاش صادق وصريح حول التسامح من حيث واقعه ومستقبله، وحول ميثاق حلف الفضول الجديد، وكيفية استثماره بشكل يليق بقيمته كمنعطف تاريخي في تصور التسامح وتمثله وفي تدبير العلاقات بين الأديان، إلى ما يلي:
في المفهوم الجديد للتسامح
- إن التسامح في أصله مفهوم فاعل في التأسيس للتعددية الإيجابية من خلال حماية المتدين وحرية التدين.
- إن مفهوم التسامح تتجاذبه تصورات مختلفة ورؤى وروايات متعددة.
- إن اعتبار سنة 2019 عاماً للتسامح في الإمارات شكّل مناسبة ثمينة لإطلاق حوار حضاري حول صياغة مفهوم جديد للتسامح يدمج مختلف رواياته ليصبح أكثر إنسانية وسخاء.
- إن ديانات العائلة الإبراهيمية جميعها تعتبر مرتكزات متينة لمبدأ التسامح، بتعاليمها الأساسية عن عالمية الكرامة الإنسانية واحترام الاختلافات الدينية وبنصوصها الكثيرة عن السلام والتعايش والتسامح.
- إن قيمة التسامح ترتكز في الرواية الأصلية التي تلتقي حولها العائلة الإبراهيمية على مجموعة أسس من أهمها الوعي بالمشتركات الإنسانية وتثمينها وتعزيزها، وفي مقدمتها الكرامة الإنسانية بوصفها أول مشترك إنساني.
- إن الإيمان المطلق بالدين لا يعني عدم قبول التنوع، ولا يتعارض مع التسامح.
- إن آية المعابد "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيراً" تؤصّل لمفهوم التعددية الدينية، وترتقي بالتسامح إلى التضامن وترفعه من مستوى الإمكان إلى مستوى الإلزام.
- إن المفهوم الجديد للتسامح، الذي ينسجم مع مقاصد الأديان وتفرضه مصالح الإنسان والأوطان في عصرنا يرتقي بالتسامح من مجرد إمكان متاح في الدين إلى إلزام ديني وواجب إيماني، ويسمو به من مجرد الاعتراف إلى التعارف والتعاون.
- إن الارتقاء بالحرية الدينية وعلاقات التعاون وقيم التسامح من مجرد الإمكان إلى درجة الالتزام الأخلاقي والإلزام القانوني أمر ضروري ترشحه القيم ويفرضه الزمن، وهو يقوم على الوعي بانتقال الإنسانية من عصور التمايز والعيش المنفصل إلى عصر التمازج والعيش المتصل.
- إن التسامح في الرواية الإسلامية ينبني على مبدأ أخلاقي روحي عميق، وهو وجوب التخلق بأسماء الله الحسنى، التي تصلح أن يقتدي بها العباد، ويتمثلوها في حياتهم، كما ينبني في رواية العائلة الإبراهيمية على الوعي بالضعف الذاتي الملازم لماهية الإنسان، الذي يوقعه في الغلط والخطأ والخطيئة.
- إن التربية على التسامح ليست مجرد مواد تدرس أو مضامين تلقن، إنها مسار إنساني متكامل تلعب فيه شخصية المعلم القدوة دوراً أساسياً. وبدون هذه الشخصية لن نتمكن من تنشئة الأجيال على سلوكيات إيجابية متسامحة.
- إن العامل التربوي على أهميته لا يغني عن البعد القانوني في تحقيق التسامح، فالحاجة ماسة بناء على أسس متينة من الحقوق والواجبات المتبادلة إلى نصوص قانونية ملزمة ترفع التسامح من مستوى الإمكان إلى مستوى الإلزام، وتقوم الدول على ضمان حمايتها بالقانون والقضاء.
- إنه بعد عصور طويلة من الجدل والنقد المتبادل قد آن الأوان لمرحلة تاريخية جديدة بين أبناء العائلة الإبراهيمية يرتقون فيها بالتسامح من الاعتراف إلى معنى أسمى هو معنى التعارف والتعاون.
- إن التعارف ينشأ من الوعي بالمصير المشترك، فنحن جميعاً مثل ركاب السفينة، تجمعنا وحدة المصير والمسار، فلا نجاة لبعضنا إلا بنجاة الجميع.
- إن واجبنا أن نحافظ على روح التسامح المفعم بالأمل والإيمان. فحتى أحلك الأزمات لا ينبغي أن تنسينا الجانب المضيء؛ حيث لم تزل غالبية الإنسانية -شرقاً وغرباً - تؤمن بإمكانية العيش المشترك.
aXA6IDMuMTYuMjAzLjI3IA== جزيرة ام اند امز