لماذا لا نكون في الإمارات بديلاً ومنافساً للدول والمدن العالمية في استقطاب هجرة الشركات للبحث عن أماكن أفضل توفر لها بيئة عمل مناسبة؟
ماذا أعدت دوائرنا ومؤسساتنا الاقتصادية لتحويل التحديات إلى فرص؟
لن نتحدث اليوم عن الوضع المحلي بل عن الخارج، وكيف يمكن لاقتصاد الإمارات أن يستفيد من المتغيرات المتسارعة.
معلوم أن العالم في مرحلة تحديات جمّة على الصعيد الاقتصادي، تحديات ضغطت على معدلات النمو في مختلف الدول، وأثرت سلباً في التجارة الخارجية والاستثمارات العابرة للحدود، وفي القطاع الصناعي والإنتاجي، وفي الطلب على السلع والخدمات، والتمويل وانتقال الأموال، وفي ثقة المستهلكين.
اسم الإمارات في عالم الأعمال كبير، وكل المطلوب هو التحرك المنظم بعيداً عن «البروتوكولات» و«الأنا».
في بداية الموسم الجديد، اخرجوا من مكاتبكم، وانشروا فرقكم في الخارج، وانتشروا في أسواق العالم، وحولوا خططكم إلى واقع في الميدان.
سبب أساسي لهذا المشهد الضبابي العالمي يعود بالطبع إلى حالة الحرب التجارية بين أمريكا والصين، وما يشبهها بين أمريكا وكل من أوروبا وكندا والمكسيك والهند، أيضاً هناك المضاعفات الناجمة عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وما سيترتب عليه من أضرار اقتصادية في القارة العجوز.
الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين، دفعت بعض الشركات في الصين وأمريكا إلى البحث عن بدائل تبعدها عن «سكين» التعريفات القادم إليها، ومنها إما العودة إلى موطنها الأصلي أو العمل من خلال دول أخرى، أما الشركات الأجنبية العاملة في بريطانيا فأعدت بالفعل العدة للخروج إلى دول أخرى، مع اقتراب «بريكست»، وقد بدأ بعضها بالقدوم إلينا.
تشير دراسة لـ«نومورا» إلى أن القطاعات التي تعتزم الانتقال إلى خارج الصين مثلاً هي الإلكترونيات والملابس والأحذية والحقائب والمعدات الكهربائية، أما الدول التي يمكن أن تستفيد من هذا النزوح فهي تايوان وفيتنام وتايلاند وغيرها من دول آسيا، في حين ستكون باريس وفرانكفورت وبروكسل أبرز المدن المرشحة لاستقطاب الشركات العالمية العازمة على مغادرة لندن.
ماذا عنا في الإمارات؟ ولماذا لا نكون بديلاً ومنافساً لهذه الدول والمدن العالمية في استقطاب هجرة الشركات في البحث عن أفضل الأماكن التي توفر لها بيئة عمل مناسبة، ورفاهية حياة؟
هذه تحديات خارجية يمكن أن تخلق فرصاً عظيمة للإمارات أكثر اقتصادات الشرق الأوسط حيوية بقاعدتها الاقتصادية والمالية واللوجستية.
لا يكفي العيش على ذكريات وجهود «التسعينيات» وبدايات الألفية الجديدة عندما كانت مؤسساتنا لا تهدأ ليل نهار حول العالم تعقد الاجتماعات والندوات والمؤتمرات لجذب المستثمرين، وقد نجحت في مسعاها وتحولت الإمارات إلى مركز إقليمي وعالمي.
لا ننكر الجهود الحالية للبعض في السعي خارجياً لجذب استثمارات جديدة، لكنها مع كل تقدير لم تعد كافية، وتحتاج لتكاملها وتنافسها بين بعضها لأن المستفيد النهائي هو اقتصاد الوطن.
اسم الإمارات في عالم الأعمال كبير، وكل المطلوب هو التحرك المنظم بعيداً عن «البروتوكولات» و«الأنا».
في بداية الموسم الجديد، اخرجوا من مكاتبكم، وانشروا فرقكم في الخارج، وانتشروا في أسواق العالم، وحولوا خططكم إلى واقع في الميدان.
نقلاً عن "الخليج"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة